غزة - خاص قدس الإخبارية: في الصفوف الخلفية كان يجلس حمزة اشتيوي (18 عاما) يلتقط أنفاسه ويراقب ما يدور في جمعة "لن نساوم على كسر الحصار"، فتية وشبان يقذفون جنود الاحتلال بالحجارة، نسوة تنقل الماء، صحفيون يتمركزون أمامه على بعد أمتار منه، وهناك مجموعة أخرى من طواقم الإسعاف.
دوت زخات الرصاص الحي مجدداً، إلا أن حمزة لن يخفض رأسه هذه المرة، فهو لم يسمعها، فيما يرى طواقم الإسعاف تستنفر مجدداً باحثة عن مصابين.. يتمدد حمزة نازفاً الدماء، فيركض نحوه المسعفون محاولين إنقاذه.
يزرع حمزة عينيه في عيني مسعفه، ويقول محاولاً تهدئته: "فش فيا إشي".. فيما يرى المسعف رامي أبو العبد الدماء تنهمر من رقبة حمزة المصاب، ويشخص الإصابة سريعاً، هامساً في نفسه: "الإصابة قاتلة... لا إله إله الله".
يسرع رامي في وضع "الشاش" على جراح حمزة، ينضم له زميل مسعف آخر محاولاً الضغط على نزيف حمزة وإيقافه. إلا أن جراح حمزة لا تتوقف عن النزيف، قطرات دمائه تسابق بعضها البعض.
"تغير لون وجه.. كان النزيف لا يتوقف، حاولت وحاولت ولكن قدر الله أقوى" يقول رامي الذي كان يبعد خمسة أمتار عن حمزة، "كان يجلس القرفصاء ويضع يديه على قدمه عندما أصيب بالرصاص".
ويضيف رامي، "آخر كلمة قالها الشهادتين.. وكررها ثلاث مرات".