شبكة قدس الإخبارية

خاصبين يديك... رصدٌ لأبرز أحداث شهر يناير الماضي

82

فلسطين المحتلة- خاص قُدس الإخبارية: لم يحمل شهر يناير الماضي، جديداً على حياة الفلسطيني من ناحية جرائم الاحتلال، وإن كانت أسماء الشهداء والأسرى والعائلات التي هدمت بيوتها تتغير، إلا أن الثابت في يومياتنا هو تصاعد الانتهاكات الإسرائيلية يقابلها مقاومة فلسطينية تحاول شقّ طريقها الصعب.

شهداء ومقاومة

خلال الشهر الماضي ارتقى شهداء برصاص قوات الاحتلال، في مواجهات ومسيرات بينهم أطفال ونساء، حيث استشهدت السيدة أمل الترامسي أثناء مشاركتها في مسيرات العودة شرق غزة، فيما ارتقى الشاب أنور قديح متأثراً بإصابته بالرصاص الحي على حدود غزة.

كما انضم لقافلة الشهداء، الطفل عبد الرؤوف صالحة (14 عاماً) متأثراً بإصابته برصاص قوات الاحتلال شرق جباليا شمال قطاع غزة، فيما ارتقى الطفل أيمن حامد من سلواد شرق رام الله عقب إطلاق النار عليه قرب البلدة، بالإضافة للشهداء سمير النباهين ومحمود العبد النباهين الذي ارتقى جراء قصف مدفعي لنقطة رصد للمقاومة على حدود قطاع غزة، وإيهاب عابد، وحمدي النعسان، والشهيدة الطفلة سماح مبارك التي أعدمتها قوات الاحتلال خلال مرورها على حاجز الزعيم شرق القدس المحتلة، واحتجزت جثمانها واستدعت والدها للتحقيق في معسكر"عوفر".

وعلى صعيد المقاومة، فقد شهد الشهر الماضي عدة عمليات إطلاق إطلاق نار قرب مستوطنتي "مجدل عوز" جنوب شرق بيت لحم، حيث زعم الاحتلال اعتقال خلية من بلدة بيت فجار نفذت العملية بسلاح محلي الصنع، كما استهدفت المقاومة حافلة للمستوطنين قرب "بيت إيل" شمال رام الله، عدا عن عملية إطلاق نار تجاه حاجز الجلمة قرب جنين، واستهداف مبنى وزارة خارجية الاحتلال في القدس بقنبلة غاز.

وفي سياق متصل، لم تتوقف عمليات إلقاء الحجارة والزجاجات الحارقة، تجاه أهداف الاحتلال العسكرية ومركبات المستوطنين، طوال شهر يناير، حيث تركزت في القرى والبلدات التي يمكن وصفها "بالساخنة"، مثل وأبو ديس وحزما ودير أبو مشعل وسلواد والعيساوية وبيت فجار وجيوس ودير نظام ودير استيا والمغير ونحالين وسلوان وبلدة عنزة قضاء جنين التي أصيب فيها شابين برصاص قوات الاحتلال خلال مواجهات، بالإضافة لإصابات في صفوف لاعبي نادي الخضر جنوب بيت لحم بالاختناق، حيث تعيش البلدة بشكل يومي مواجهات واستهدافات بالزجاجات الحارقة والعبوات محلية الصنع "كواع".

وربما يمكن اعتبار عزون وتقوع وبيت أمر على رأس قائمة، القرى والبلدات التي تشهد "مواجهة شعبية" يومية للاحتلال، بالإضافة للاقتحامات المتكررة والاعتقالات للأطفال والشبان، ومن بين المعتقلين فيها خلال الشهر الماضي: صهيب محمد العمور، ومأمون إبراهيم العمور، وأحمد فتحي العمور، وموسى العمور، وسيف العمور، عدي إياد بسام الزعاقيق، وخليل إياد الزعاقيق، قتيبة نادر العلامي.

فيما أعلن الاحتلال عن إصابة عدة مستوطنين بعملية طعن في القدس المحتلة، واستهداف مركبات المستوطنين قرب نابلس والخليل.

اقتحام رام الله واعتقال "عاصم"

كما شهد الشهر الماضي، اقتحامات بشكل مكثف لمدينة رام الله، تخللها مواجهات عنيفة بين الشبان وقوات الاحتلال التي داهمت عدداً كبيراً من المنازل والمحلات التجارية، وصادرت كاميرات المراقبة منها، وقد اعترف جيش الاحتلال بإصابة أكثر من 3 جنود خلال المواجهات، كما أعلن عن إصابة جنديين خلال مواجهات مع الشبان قرب قبر يوسف.

شهر يناير تخلله اعتقال قوات الاحتلال، للمطارد عاصم البرغوثي عقب اقتحام قوات الاحتلال الخاصة "اليمام"، لمنزل في بلدة أبو شخيدم قضاء رام الله، والاعتداء على ساكنيه بالضرب المبرح، حيث يتهم الاحتلال البرغوثي بالمسؤولية عن عمليتي "عوفر وجفعات اساف" اللتان أسفرتا عن مقتل جنديين وإصابة عدد من المستوطنين.

ويخضع عاصم منذ اعتقاله، لتحقيقٍ قاسٍ في مركز "المسكوبية" بالقدس المحتلة لساعات طويلة، علماً أنه يعاني من إصابة بالرصاص الحي في قدمه قبل اعتقاله، وقد حولت مخابرات الاحتلال والده عمر البرغوثي وشقيقه عاصف للاعتقال الإداري فيما لا يزال شقيقه محمد موقوفاً، ويرفض الاحتلال الإفراج عن جثمان شقيقه الشهيد صالح البرغوثي، بالإضافة لتسليم عائلته قراراً بهدم منزلها.

وخلال شهر يناير، اعتقلت قوات الاحتلال عدداً من الفتيات والسيدات الفلسطينيات، بينهن فتاة أصيبت بالرصاص الحي على حاجز زعترة، بالإضافة للمحامية أمان منصور زوجة الأسير أمير اشتية حيث صادر الاحتلال مركبتهما وأفرج عن أمان بعد إخضاعها للتحقيق، فيما اعتقلت شرطة الاحتلال السيدة منتهى أمارة عقب خروجها من المسجد الأقصى المبارك وسلمها قراراً بالإبعاد عن المسجد لمدة 15 يوماً، كما أفادت مصادر محلية أن الاحتلال اعتقل 3 سيدات من العراقيب بالنقب المحتل.

كما واصلت قوات الاحتلال سياسة مصادرة المركبات والأموال، من العائلات الفلسطينية وبخاصة أهالي الشهداء والأسرى، حيث صادرت مركبات الأسرى عرفات ناصر من بلدة دير قديس وأمير شتية، بالإضافة لمركبتي الأسير المحرر عمار قط ووالده من بلدة مادما جنوب نابلس، عدا عن مبالغ مالية كبيرة سرقها جنود الاحتلال خلال اقتحاماتهم للمنازل.

في الأغوار، حيث يمكننا أن نزعم أنه الجزء المنسي من فلسطين، صاعدت قوات الاحتلال انتهاكاتها واعتداءاتها للفلسطينين، حيث أخلت عائلات من خربة إبزيق وسط الظروف الجوية الباردة بحجة إجراء تدريبات عسكرية، ودمرت الاليات العسكرية المحاصيل الزراعية في تياسير وغيرها من الأراضي بالأغوار الشمالية، حيث أجرت تدريبات بداخلها، في ظل مطالبات من الأهالي للمؤسسات الرسمية والحقوقية بالتدخل لدعم صمودهم في وجه المخططات الإسرائيلية لتهجيرهم.

وفي سياق متصل، واصل الاحتلال سياسة هدم البيوت والمحلات التجارية، حيث دمرت محلات في واد الجوز وقرب بلدة تقوع، وفي سلوان أجبر الاحتلال عدداً من العائلات على هدم منازلها بنفسها، بالإضافة لقرية العراقيب بالنقب المحتل حيث دمرتها جرافات الاحتلال للمرة 130 على التوالي، وسط إصرار من أهلها على إعادة إعمارها من جديد والبقاء فيها.

اعتداءات المستوطنين

أما المستوطنون فلم يتوقفوا عن هجماتهم التي يستهدفون بها منازل ومركبات الفلسطينيين، فقد شهد الشهر الماضي، اقتحامهم لقرية اللبن الشرقية حيث أعطبوا مركبات وكتبوا شعارات معادية وتحريضية، كما أقدموا على اتلاف أكثر من 40 شجرة زيتون في قرية يانون جنوب نابلس وقرب المسجد الإبراهيمي في الخليل، بالإضافة للاقتحامات المتواصلة للمسجد الأقصى المبارك وقبر يوسف شرق نابلس ومقامات إسلامية في بلدة عورتا.

وكانت الجريمة الأكبر، التي نفذها المستوطنون في شهر يناير، قتل الشهيد حمدي النعسان بعد إطلاق الرصاص الحي عليه خلال تصديه لمهاجمتهم لمنازل في بلدة المغير شرق رام الله، بحماية من قوات الاحتلال.

التطور الأخطر، في المسجد الأقصى المبارك خلال الشهر الماضي، كان محاصرة قوات الاحتلال لقبة الصخرة المشرفة بعد رفض حراس المسجد دخول عناصر من الشرطة الإسرائيلية بلباس ديني يهودي، وبعد اعتصام الفلسطينيين في المسجد أجبر الاحتلال على فك الحصار، حيث اعتقل الحراس أحمد ابو عليا، ولؤي أبو السعد، وفادي عليان، ويحيى شحادة بالإضافة للقيادي عوض السلايمة خلال خروجهم من المسجد، وسلمهم قرارات بالإبعاد عن المسجد.

فيما لم تتوقف اقتحامات أعضاء حكومة الاحتلال و"الكنيست" للمسجد، وأبرزها تدنيس وزير الزراعة أوري أرئيل للأقصى عدة مرات خلال يناير، عدا عن اقتحام قائد الشرطة الإسرائيلية في القدس رفقة "محاربين قدامى" من جيش الاحتلال لقبة الصخرة، في ظل الاعتقالات التي تنفذها قوات الاحتلال بحق النشطاء وحراس المسجد.

في غزّة...

حصار قطاع غزة، الذي وإن شهد تراخياً بسيطاً خلال الشهور الماضية بعد انطلاق مسيرات العودة، إلا أن الأزمات الإنسانية التي يعيشها الفلسطينييون في القطاع، لم تنخفض في ظل القرار المصري بإغلاق معبر رفح بعد شهور من فتحه، وأزمة الوقود التي انعكست على المستشفيات والمراكز الطبية المهددة بالتوقف في أية لحظة، عدا عن محاولة حكومة بنيامين نتنياهو الضغط على المقاومة من ورقة المنحة القطرية، حيث أعلن الاحتلال عن وقف تحويلها خلال شهر يناير عدة مرات، قبل أن يقرر السماح بدخولها، وهو الأمر الذي دفع حماس لإعلانها رفض تسلم المنحة خلال لقاء مع السفير القطر محمد العمادي، وتحويلها لمشاريع إنسانية.

على حدود قطاع غزة، استمر الفلسطينييون بتنظيم مسيرات العودة في أيام الجمعة من كل أسبوع، وأطلق عليها أسماء "مؤامرة الحصار لن تمر، والوحدة طريق الانتصار، وصمودنا سيكسر الحصار، وقد شهد القطاع ارتقاء 8 شهداء بينهم المقاومين وإصابة أكثر من 120 بينهم مسعفين وصحفيين جراء اعتداءات قوات الاحتلال.

وفي سياق آخر، أصيب ضابط من جيش الاحتلال بجروح جراء تعرضه للقنص على حدود قطاع غزة، تبعه قصف مدفعي استهدف نقاط رصد للمقاومة مما أدى لاستشهاد المقاوم محمود العبد النباهين.

كما واصل جيش الاحتلال استهدافاته للمزارعين على الحدود الشرقية لقطاع غزة، بإطلاق النار وقنابل الغاز، بالإضافة للملاحقة اليومية للصيادين في البحر واعتقالهم واحتجاز مراكبهم، كما حدث مع الصيادين الشقيقين محمود ومحمد اشكنتنا قبالة شواطئ شمال غزة.

وقف قانون الضمان

واصل الحراك الرافض لقانون الضمان الاجتماعي تنظيم المسيرات في شوارع ومدن الضفة الغربية المحتلة، وبخاصة في نابلس والخليل وبيت لحم، حيث شهد شهر يناير، إضراباً شاملاً واعتصامات للمطالبة بإسقاط القانون، في ظل تصريحات من رئيس الحكومة والوزراء أنهم ماضون في تطبيق القانون حيث دعوا لاستمرار الحوار حول بنوده.

التصريحات من جانب الحكومة برفضها القاطع لوقف تنفيذ القانون، لم تصمد طويلاً بعد أن أصدر الرئيس محمود عباس مرسوماً بوقف تنفيذ القانون وإطلاق حوار حوله وتحديد موعد جديد لتنفيذه، وهو الأمر الذي فتح الباب أمام نقاشات في الشارع الفلسطيني حول قرار الرئيس هل هو بوقفه نهائياً أم يترك المجال لعودة تطبيقه، في ظل اختلاف التصريحات بين قيادات فتح حول ذلك.

خلال شهر يناير، اعتدت قوات الاحتلال عدة مرات على الصحفيين خلال تغطيتهم للمواجهات والاقتحامات وعرقلت عملهم في رام الله ونابلس وقرب بلدة عناتا شمال شرق القدس المحتلة، فيما أصيب الصحفي محمد تركمان مصور وكالة "رويترز" بالرصاص المطاطي خلال اقتحام قوات الاحتلال منطقة الماصيون، كما أسفرت اعتداءات قوات الاحتلال على مسيرات العودة في غزة عن إصابة عدد من المسعفين والصحفيين.

وفي ملف الاعتقال السياسي فقد شهد الشهر الماضي، اعتقال الأجهزة الأمنية في الضفة الغربية للصحفيين حازم ناصر ويوسف الفقيه ومعتصم سقف الحيط ومحمود هريش وعمير استيتية وفيصل الرفاعي، إضافة للناشط قتيبة عازم، فيما اتهمت حركة فتح الأجهزة الأمنية في قطاع غزة باعتقال العشرات من عناصرها على خلفية تنظيمهم لنشاطات في ذكرى انطلاقة الحركة، عدا عن الصحفي لؤي الغول الذي تعرض للاحتجاز بغزة عدة مرات واتهم الأجهزة الأمنية بالاعتداء عليه بالضرب.

موجة التطبيع العربية والإسلامية مع دولة الاحتلال الإسرائيلي، وإن كانت لم تنخفض أو تتوقف حيث كشفت مصادر إسرائيلية عن زيارة وفود من العراق للأراضي المحتلة ولقائها بمسؤولين من الاحتلال، كما أعلن بنيامين نتنياهو خلال زيارة لتشاد عن عودة العلاقات بين البلدين حيث عادت طائرته عبر الأجواء السعودية بعد سماح لها بذلك، إلا أن موقف الرئيس الماليزي بعدم السماح للإسرائيليين بالدخول لبلاده احتجاجاً على جرائمهم بحق الفلسطينيين، كان الموقف الأقوى في الأصوات الرافضة لفتح العلاقات مع دولة الاحتلال.

مجزرة "عوفر"

حكومة الاحتلال التي أعلنت سابقاً عن خطوات تصعيدية وإجراءات عقابية بحق الأسرى، صعدت في حملات القمع ضدهم، وكان أكثرها قسوة اقتحام قوات القمع "المتسادا والدرور واليماز" لأقسام سجن "عوفر"، حيث أطلقت الرصاص المطاطي وقنابل الغاز تجاههم مما أسفر عن إصابة أكثر من 150 أسيراً، تزامناً مع اقتحام غرف الأسرى في سجني "مجدو وريمون" والتنكيل بهم وتفتيش أغراضهم.

الحركة الأسيرة رداً على ما أسمته "مجزرة عوفر"، أعلنت عن إطلاق معركة "الحرية والكرامة"، حيث أغلقت الأقسام لعدة أيام وأعادت الوجبات، قبل أن تعلن عن تفاهمات مع إدارة المعتقلات لإعادة الأوضاع على ما كانت عليه في "عوفر" قبل القمع وبما يحفظ كرامة الأسرى.

قراءة الأحداث اليومية، لما يجري في الضفة الغربية وقطاع غزة والداخل الفلسطيني ، تؤكد إصرار الاحتلال على المضي بمخططاته للتنكيل بالفلسطينيين وتهجيرهم، فيما يراوح الواقع الفلسطيني بين سعي للمقاومة وفشل سياسي لا يُعبر عن الحراك الذي يتصاعد في عدة مواقع وبلدات، اخرها في قلنسوة بالداخل المحتل حيث نظم الأهالي وقفات خلال الأيام الماضية رفضاً لسياسة هدم البيوت، وسط اعتداءات وحشية من شرطة الاحتلال على المتظاهرين.