غزة - خاص قدس الإخبارية: فتحت الدعوة التي أطلقها أبوعبيدة الناطق العسكري باسم كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس لدعم المقاومة الفلسطينية عبر العملة الرقمية الشهيرة "بيتكوين" بازار التوقعات والتساؤلات عن السبب الرئيسي وراء التوجه نحو هذه العملة والسر وراء هذه الدعوة.
فبين الحديث عن أزمة مالية تعيشها المقاومة الفلسطينية نتيجة للإجراءات المصرفية المشددة المتخذة في الآونة الأخيرة وسياسة تجفيف منابع التمويل الخاصة بها، وطرح رغبة المقاومة في إيجاد وسيلة أمام الجمهور العربي والإسلامي بدعمها بعيداً عن أعين الرقابة الإسرائيلية والأمريكية كون هذه العملة رقمية ومشفرة تنحصر ترجيحات الخبراء.
ويرجح مختصون في الشأن الاقتصادي والعسكري على أن توجه المقاومة نحو خيار استخدام عملة البيتكوين جاء لسببين أحدهما توجيه ضربة جديدة للاحتلال على المستوى الاستخباري من خلال حماية الداعمين لها، والسبب الأكثر ترجيحاً هو الأزمة المالية التي تعيشها ورغبتها في توفير مصادر جديدة تمكنها من الحفاظ على نفسها وحاضنتها الشعبية.
من جانبه، قال الباحث في الشأن العسكري رامي أبو زبيدة لـ "شبكة قدس" إن توجه المقاومة نحو الإعلان عن آلية جديدة لاستقبال الدعم المالي جاء نتيجة للحصار الإسرائيلي المفروض عليها وقلة الدعم وإغلاق المنافذ الموصلة وتجفيف المنابع المالية والمراقبة الأمريكية والإجراءات التي اتخذتها السلطة.
وأضاف أبو زبيدة قائلاً: "ما جرى من إجراءات مشددة في السنوات الأخيرة دفع المقاومة للتفكير في آليات جديدة، ودعوة أبو عبيدة للتبرع بالتكوين في هذا الاتجاه كونها غير تابعة للنظام المالي العالمي بالإضافة لعدم إمكانية مراقبتها في الوقت الذي تحظى فيه دعوات المقاومة والقسام بتجاوب دائم من الشعوب العربية والإسلامية".
واعتبر الباحث في الشأن العسكري أن المقاومة والقسام تريدان الخروج من عبئ المراقبة والمتابعة والتضييق إلى بطريقة تمكن محبيها بالساهمة في دعمها بشكل وجهد شخصي وبطريقة تحفظ أمنهم وتحافظ عليهم بها.
وعن إمكانية فرض المزيد من الإجراءات بحق المقاومة، لفت أبو زبيدة إلى أن المقاومة تعرضت لكل وسائل التضييق والخنق ولم يبقى شيء إلا وفرض عليها وهي تبحث عن آليات تسهم في التخفيف من الأعباء المتراكمة عليها، مشيراً إلى أن المنابع المالية التي كانت تؤدي لإيصال الدعم للمقاومة أقفلت كالمؤسسات الخيرية وكفالات الشهداء وما تحتاجه المستشفيات وإسناد المقاومة وحاضنتها يتم التضييق عليه
أزمة مالية
بدوره، قال المختص في الشأن الاقتصادي محمد أبو جياب إن دعوة القسام تعطي مؤشرات واضحة أن هناك أزمة مالية على مستوى الفصائل والمقاومة وأن الإجراءات الدولية والعربية والفلسطينية في الحد من إيصال الدعم لفصائل المقاومة قد نجحت في الوقت الذي تسعى فيها الأخيرة للنجاح في تجاوز سياسة تجفيف المنابع.
وأوضح أبو جياب لـ "شبكة قدس" أن المقاومة يمكن القول أنها بالوصول إلى فكرة استخدام بتيكون تكون قد أوجدت حلاً خلاقًا في اتجاه استجلاب الدعم وحماية الداعمين كون الدعم يتم عبر منصات مشفرة ومحمية فلا يستطيع أحد معرفة أي تفاصيل عن المستخدمين كون هذه الحسابات غير مربوطة بمركزيات حكومية رسمية أو يمكن تقييدها بقوانين تجفيف المنابع المالية.
وبين أن استخدام هذه الوسيلة سيعطي المقاومة دعماً مالياً وسيساهم في تدويل هذا الدعم حيث سيكون الخيار مفتوحاً أمام أي شخص يدعم المقاومة من خلال هذه العملة الرقمية، متابعاً: "البتكيون وصل حاليًا سعرها إلى 3400 دولار من الحبة الواحد"
واستطرد أبوجياب قائلاً: "القسام والمقاومة ستحصل على هذه المبالغ بشكل مباشر ودون قيود وستستخدمها في الدول التي تتعامل مع هذه العملات وتبقى معضلة السيولة النقدية وجلبها إلى القطاع أحد أبرز التحديات"، لافتاً إلى أن إمكانية النجاح في تجاوز الرقابة المالية كبيرة للغاية وستساهم هذه الطريقة في جلب ملايين الدولارات لصالح المقاومة.