اكتشاف العديد من أدوات ووسائل العدو الاستخبارية في قطاع غزة، وتواصل العمل المستمر على تحجيم وضرب قدرات العدو، كل ذلك يرجع لتميز استخبارات المقاومة وأجهزتها الفنية التي تتشكل بصورة تتلاءم مع متطلباتها كفصائل مقاومة، لديها من الشباب والخبرات ذو عقليات إبداعية تستفيد وتتعلم من كل مصدر ممكن وتعتمد على نفسها في تطوير قدراتها ووسائلها الاستخبارية في جمع المعلومات.
ومن خلال متابعتنا لجهد المقاومة المستمر في ضرب بنية العمل الاستخباري الصهيوني في قطاع غزة، فإن العمل الفني التقني الاستخباري للمقاومة بات يحقق نجاحات متقدمة على صعيد المواجهة مع العدو، فطبيعة عملها تشمل العمل الدفاعي والوقائي والهجومي فهو هجومي بمراقبة العدو واختراقه وكشف خططه والتشويش عليه وهو دفاعي بمنع العدو من التجسس التكنلوجي ومنع خرق نظم ووحدات المقاومة والحد من حركته والايقاع به وهو وقائي في إمكانية السيطرة على الاتصالات ومواقع الانترنت ... إلخ.
تعد اليوم الاستخبارات الفنية هي معيار التطور في الاجهزة الامنية والعسكرية فسمة العالم هي التكنلوجيا، وإن من حق المقاومة أن تقوم بالإعداد، والتسلح بكافة الأشكال استعدادا لأي مواجهة قادمة، ومن هذه الطرق، المجال التقني وغزة وشبابها تمتلك النماذج المبدعة القادرة على الارتقاء بجهد المقاومة على هذا الصعيد.
فالمقاومة تسعى للحصول على افضل المعلومات التي يمكن الحصول عليها عن العدو، والتغلغل في صفوفه بواسطة استخدام الوسائل التكنولوجية والتقنية، من اجل معرفة ما الذي تعرفه وما الذي تريد معرفته، وكيف تحصل على المعلومات التي تريد وعلى المقاومة أن تكون قادرة ومستعدة أكثر لمنع التغلغل في صفوفها من قبل استخبارات العدو، لأنه كلما استطاعت تنفيذ عمليات خداع واختراق استخباري ناجح، سيسعى العدو بالمقابل بالرد من خلال اجهزته الاستخبارية لذلك عليها أن تسأل نفسها باستمرار ما هي الاتجاهات المعقولة والاكثر منطقية التي قد يهاجم العدو منها.