غزة- قُدس الإخبارية: دعت قوى وفصائل وطنيةٌ وإسلاميةٌ إلى تبني استراتيجية وطنية موحدة في مواجهة التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي، وتعزيز المقاومة، مشددة في الوقت ذاته على قطع كافة أشكال العلاقة مع الاحتلال، وإنهاء الاتفاقيات.
جاء ذلك خلال ندوة نظمتها حركة الأحرار في مدينة غزة، بعنوان "القضية الفلسطينية بين التصفية والتطبيع.. وسبل المواجهة"، بمشاركة ممثلين عن الفصائل والقوى الوطنية.
وأكد الناطق باسم حركة الجهاد الإسلامي مصعب البريم أن تطور المقاومة يؤدي إلى تراجع المشروع الإسرائيلي وكسر معادلة التطبيع، داعيًا إلى تبني استراتيجية وطنية تعمل على تطوير المقاومة لصد اعتداءات الاحتلال.
وحذر البريم من خطورة تحوّل "إسرائيل" إلى دولة صديقة للدول العربية، وأن تصبح المقاومة عدوًا للأمة، معتبرًا ذلك أخطر ما يمكن أن يواجه الشعب الفلسطيني.
وقال عضو اللجنة المركزية للجبهة الشعبية ماهر مزهر، إن التطبيع العربي مع الاحتلال بات مكشوفًا، ويجب على الفلسطينيين الرد على ذلك صياغة سياسة استراتيجية لمواجهة المشروع الصهيوني، وكل أشكال التطبيع التي يراد منها زرع الاحتلال كجسم طبيعي بالشرق الأوسط، وأن تُشارك في ذلك كل الاتحادات العمالية والنقابية والفصائل والشخصيات.
ودعا مزهر إلى التحلل من كل الاتفاقيات الموقعة مع الاحتلال، وعلى رأسها اتفاقية أوسلو وكل ملحقاتها سواء باريس أو الاتفاق الأمني. وأضاف موجهًا حديثه لقادة الأمة العربية والإسلامية: "أن العدو لن يحمي عروشكم ومشروعكم الزائل؛ من يحمي هذه الكراسي هو نبض الشارع وقضية العرب المركزية فلسطين".
بدوره، دعا عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية طلال أبو ظريفة، لتبني استراتيجية وطنية فلسطينية تنطلق من إعادة تعريف علاقات السلطة الفلسطينية مع الاحتلال، ودعوة جامعة الدول العربية لتنفيذ مبادرة السلام العربية، ووقف أشكال العلاقة مع المحتل.
وأشار أبو ظريفة إلى أن التطبيع بين الأنظمة والاحتلال يأتي عكس رغبات الشعوب، مطالبًا بأن تقوم القوى الحية في المجتمع العربي، والمؤسسات القانونية والحقوقية العربية، بالتصدي للتطبيع وتعرية انتهاكات الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني أمام المجتمع الدولي.
من جانبه، قال الأمين العام لحركة الأحرار خالد أبو هلال، إن التطبيع العربي مع الاحتلال جاء في سياق تنفيذ صفقة القرن، وصرف النظر عن القضية المركزية للعرب، مضيفًا، "من حقنا على شعوب الأمة العربية والإسلامية أن تناصرنا، وأن تفهم الحقيقة أن هؤلاء الزعماء أحجار شطرنج ودمى في يد الإدارة الأمريكية".
من جهته، أكد القيادي في لجان المقاومة الشعبية جبريل الصوفي، أن مؤامرة التطبيع تتطلب من الكل الفلسطيني مواجهتها بالسبل المتاحة، وإعادة الاعتبار للقضية الفلسطينية كمدخل أساسي للدفاع والتصدي لكل المؤامرات التي تستهدف القضية، مشددًا في الوقت ذاته على تعزيز الوحدة الوطنية عبر إقرار مشروع وطني واستراتيجية تحررية.
وطالب الصوفي، منظمة التحرير الفلسطينية لسحب الاعتراف بالاحتلال، ونزع أي ذريعة قد تسوّق عربيًّا واسلاميًّا بأي علاقة مع الاحتلال.