شبكة قدس الإخبارية

تحليل: ماذا وراء نشر القسام لصور الوحدة الخاصة؟

٢١٣

 

هيئة التحرير

رام الله - خاص قدس الإخبارية: أحدث نشر كتائب القسام الجناح المسلّح لحركة حماس، لصور الوحدة الخاصة التي تسللت شرق خان يونس جنوب قطاع غزة، والإعلان أنهم مطلوبين لها والطلب من الجمهور الإبلاغ عن أي معلومات تخصهم، حالة من المفاجأة في الأوساط الفلسطينية.

وفتحت هذه الصور الباب على مصراعيه أمام سيل من التكهنات للمتابعين الفلسطينيين والمختصين في الشأن السياسي والعسكري عن مصير هؤلاء وإن كانوا ما يزالون داخل القطاع أما غادوره في أعقاب فشل عملية التسلل التي حاولت وحدة "السيريت متكال" القيام بها قبل نحو أسبوعين.

وأجمع مختصون على أن الإعلان الأخير للمقاومة الفلسطينية يمثّل ضربة قوية في وجه الاحتلال وأجهزته الأمنية، وتحديداً في أعقاب الكشف عن الهويات الخاصة لهؤلاء والسيارات المستخدمة، والحصول على لقطات لهم بالزي التنكري والوضع الطبيعي، وهو ما انعكس على إعلان الرقيب العسكري في دولة الاحتلال، حظر تداول لهذه الصور.

وقال الخبير العسكري اللواء المتقاعد واصف عريقات، إن ما كشفته أجهزة أمن المقاومة يشكّل ضربة حقيقة لأجهزة أمن الاحتلال، ويعكس أن المقاومة قادرة على الكشف عن حقيقة ما جرى رغم حالة الإنكار الإسرائيلي وعدم نشرها أي معلومات عن عملية التسلل الفاشلة شرق  خان يونس.

وأضاف عريقات لـ "قُدس الإخبارية"، "الكشف عن هذه الصور وتعميمها من قبل المقاومة هي رسالة قوية للاحتلال وضربة إضافية إلى جانب الضربة الأولى بإبطال العملية"، موضحاً أنه عندما تفشل عملية من هذا النوع فهو يشكل فشلًا على مستوى استراتيجي لأجهزة الأمن الإسرائيلي، والتي كانت تهدف أن يتم إنجاز مهمتها دون انكشاف أمرها.

وأشار إلى أن تسريب المقاومة لهذه المعلومات هي رسالة للجمهور الفلسطيني ورسالة توعية أيضاً أن المقاومة تحمل في جعبتها الكثير، مشيراً إلى أن حديث الرقيب العسكري الإسرائيلي عن حظر نشر وتداول هذه الصور، يعود للرغبة في وقف التأثير الشخصي على أصحاب هذه الصور ومنع انعكاس التأثير على الجبهة الإسرائيلية الداخلية.

من جانبه، قال الكاتب والمحلل السياسي ساري عرابي، إن ما كشفت عنه المقاومة هي ضربة ربما تكون أكبر من إحباط العملية ذاتها، خصوصاً بعد نجاح المقاومة في الوصول إلى صور أعضاء الوحدة وكشف تفاصيلها في الوقت الذي يستغرق فيه الاحتلال سنوات طويلة، في تدريب مثل هذه المجموعات بشكلٍ سريّ، للقيام بمهام خاصة وسريّة أيضًا.

وأضاف عرابي، لـ"قُدس الإخبارية"، أن هناك تبعات تتكتم عليها المقاومة ويتكتم عليها الاحتلال خصوصاً في ظل الحديث عن استمرار العملية الأمنية.

وتابع: "من الوارد أن يكون هناك بعض أفراد هذه الوحدة مازالوا في القطاع، وإعلان القسام عن مطالبة الجماهير الفلسطيني، بتقديم أي معلومات يندرج في إطار رغبته في الحصول على المزيد من المعلومات عن إمكانية تعامل البعض مع هؤلاء بسذاجة، بالإضافة للرغبة في كبح جماح هذه الوحدة ومنعها من تنفيذ عمليات سواء داخل القطاع أو خارجه".

وكانت كتائب القسام نشرت صورًا لثمانية عناصر من الوحدة الإسرائيلية الخاصة، قالت إنهم مطلوبين للمقاومة، تحت عنوان "حد السيف"، مطالبة الجماهير بالمساعدة حول معلومات تخصهم والتوجه إلى أقرب قيادة ميدانية للإخبار عنهم.