غزة- خاص قدس الإخبارية: "لن نلتقي بعد اليوم اختفت سهراتنا وليالي السمر حتى منتصف الليل" بهذه العبارة التي امتزجت بالحزن والصوت المختنق عبّر الشاب أحمد الغول عن صدمته إثر وفاة صديقه نتيجة إصابته بفايروس " H1N1".
وأعلنت وزارة الصحة مؤخراً عن اكتشاف حالات مصابة بالفايروس أدت إلى وفاة أشخاص وإصابة آخرين دون أن تفصح عن المزيد من التفاصيل، في الوقت الذي قامت بنشر نشرة إرشادية للتعامل مع المرض وآلية العلاج منه.
ويقول الغول لـ قدس الإخبارية، متحدثاً إن ما حدث مع صديقه الذي رافقه أيامه الأخيرة أثناء فترة علاجه حتى توفى، أنه شعر بألم شديد نقل على إثره للمشفى، ثم بدأت ترتفع درجة حرارته تدريجيًا صاحبه سعال شديد وغثيان في حين رجح الأطباء السبب باحتمالية إصابته بجلطة دماغية.
ويضيف، "استمرت هذه الحالة لمدة ثلاثة أيام حتى ازدادت سوءًا فتم تحويله من مشفى الإندونيسي شمال القطاع الى قسم العناية المركزة في مشفى الشفاء، وبدأ الأطباء إعطائه حقن مضاد حيوي بالوريد، ولم يخبرونا تفاصيل ما يعاني منه".
وبحسب الغول فإن الأطباء كانوا يضعوا "الكمامات" على وجوهم في كل مرة يأتون لتشخيص حالة المتوفى وهذا ما أثار الشكوك لديه بأن صديقه مصاب بفايروس معدي، وما أكد ذلك أنهم طلبوا منه شراء عقار طبي من نوع" تامفلو" فتبين له أنه يستخدم لعلاج فايروس "انفلونزا الخنازير"، وهذا ما داعاه لمخاطبة الأطباء الذين لم يصرحوا بشكل مباشر بوجود الفايروس مدعيين إنها حالة اشتباه.
وبعد خمسة أيام من تنقله بين المستشفيين حصل المتوفى وليد على تحويلة طبية لاستكمال علاجه بمشافي الأراضي المحتلة عام 1948 بعد أن تعذر عليه العلاج بغزة، قبل أن يعلن عن وفاته.
في حين كان (ع.و) أحد الحالات التي لقيت مصرعها نتيجة تعرضه لذات المرض، ويروي ابن شقيقه لـ شبكة قدس تفاصيل ما حدث معه على مدار أسبوعين كاملين قبل أن يعلن عن وفاته من قبل الأطباء.
ويقول إن جرى نقل عمه إلى المستشفى قبل أسبوعين نتيجة أنفلونزا شديدة تعرض لها نقل على إثرها للمستشفى الإندونيسي شمالي قطاع غزة، مكث ثلاثة أيام على أسرة المرض هناك، وكان يشتكي من ألم شديد طوال الوقت.
ويضيف، "لم يذق في هذه الأيام طعم الراحة، كان كل فترة وأخرى يشتد الألم بصدره حتى أنه بالكاد كان قادرا على التنفس، بالتزامن مع ذلك ارتفعت درجة حرارته واشتد عليه السعال بشكل قوى".
ويستكمل، "بعد ثلاثة أيام من تواجد عمي في الاندونيسي زادت حالته صعوبة أكثر ونقله الأطباء إلى مستشفى القدس غرب غزة، ولم يشخصوا حالته مكتفيين بالقول أن وضعه خطير بسبب ذبحة صدرية".
ويذكر أن المتوفى كان يعاني من مرض القلب المزمن لعل هذا ما جعل أهل المتوفى يتكهنون أنه توفي بسببه خاصة أن إدارة المستشفى الذي توفى فيها وائل لم تذكر لعائلته سبب الوفاة، حتى أن بحثوا بالأمر بعدما أثير انتشار فايروسH1N1 وتحري ذويه فتبين أنه انتهى أجله بسبب إصابته بالفايروس.
وشهدت مواقع التواصل الاجتماعي ضجة كبيرة مطلع الشهر الجاري، قبل أن تعلن الجهات الحكومية والرسمية في القطاع عن وجود إصابات بفيروس وحالات وفاة مرجعين سبب ذلك إلى ضعف مناعتهم، كونهم كبار في السن، أو مصابين بأمراض أخرى.
وتخلو مرافق وزارة الصحة من العقاقير الطبية ذات الفاعلية الكبيرة والتي تساعد في الحد من أعراض الفيروس وتحديدا دواء (تاميفلو)، كذلك كما أن التطعيم الخاص بالأنفلونزا و الذي يشمل تطعيم ضد الفايروس غير متوفر في الوزارة هذا فضلا عن قرب نفاذ مواد الفحص من مختبرات الوزارة.
إلى ذلك، أكد مدير دائرة الطب الوقائي بوزارة الصحة مجدي ظهير لـ قدس الإخبارية، على أنه منذ شهر يتجهزون للتعامل مع الفايروس ومنذ انتشار المرض وهم على دراية به، لكنهم تحفظوا حتى لا ينتشر الخوف والذعر بين السكان.
وتابع ظهير: "انتشار الفايروس لا يعني أن الوزارة مقصرة بحق مواطنيها، فهناك عدة دول أوربية ينتشر فيها هذا المرض الموسمي الذي يتكاثر في بداية فصل الشتاء وينحصر صيفًا".
وأضاف أن جميع المواطنين يبدون معرضين للإصابة بالأنفلونزا طالما نحن في بداية موسمها، لكن يكمن الخطر إذا كانوا من أصحاب الأمراض المزمنة و من هم أطفال ونساء حوامل وفي هذه الحالة تكون المناعة لديهم ضعيفة ومن الصعب مقاومة الفايروس مما قد يعرض صحتهم للخطر.
وحسبما أفاد المتحدث أن أهم أعراض هذا المرض تتمثل بارتفاع درجة حرارة المصاب، سعال شديد، صداع، تعب شديد في وظائف الجسم، منبهاً إلى أنه يتم التعامل مع المرضى المصابين حسب الإمكانيات المتاحة والتي توصي عليها منظمة الصحة العالمية والبرتوكولات الدوليّة.
وحول مدى خطورة وجود ستة حالات وفاة في أيّام قليلة رد ظهير على شبكة قدس أن العدد ليس بذات أهمية، طالما من المعروف أنه قد يتوفى المريض في حال تفاقمت حالته المرضيّة، داعياً المعرضين للإصابة إلى عدم التواجد في الأماكن المزدحمة، وفي حال تعرضوا لأي مضاعفات التوجه للصحة بغزة.
وأرسلت وزارة الصحة برام الله شحنات محملة بالأدوية الطبية لعلاج هذا الفايروس، عبر معبر كرم أبو سالم، في محاولة لتخفيف من حدة الأمر وتفادي انتشار الفايروس أكثر.