لشبان قرية شويكة تاريخ طويل في "تدويخ" جيش الاحتلال، أشرف نعالوة الآن ومن قبله فادي...
بعد انتهاء معركة جنين عام 2002، قدم إلى البلدة القديمة في نابلس مقاوم في العشرينات من العمر، قاتل إلى جانب عشرات المقاومين من أبناء البلدة، ومع مرور الوقت صار وجهه مألوفا لدينا رغم أن أحد منا لم يكن يعلم عنه شيئا بما في ذلك اسمه باستثناء فئة قليلة من المقاومين المقربين، وعندما سأله الناس ماذا نناديك؟ أجاب: "الشيخ إبراهيم".
كانت هوايتنا في تلك الفترة مراقبة المقاومين وهم يسيرون ببنادقهم في الحارة وبين أزقة البلدة، كان "الشيخ ابراهيم" واحدًا منهم، كنا كلما رأيناهم نقول إنها المرة الأخيرة.
المعارك الحقيقية كانت تبدأ مع حلول الظلام، حيث يسمع دوي رصاص الاشتباكات المسلحة مع جيش الاحتلال في أرجاء المدينة، وفي إحدى الليالي قاوم "الشيخ ابراهيم" كمينًا لقوة احتلالية مؤلفة من عشرات الجنود، انهال الرصاص عليهم من حيث لا يدرون، شاهدناهم يهربون باتجاه جيباتهم العسكرية خائفين ومذعورين، والقصص كثيرة.
وفي إحدى ليالي الاشتباك العنيفة أصيب الشيخ إبراهيم برصاصه في قدمه، جعلته يتوارى عن الأنظار أشهر، قبل أن يظهر للناس على عكازين، ليعود إلى الميدان بعد تماثله للشفاء، رأيت نساء البلدة ورجالها يقبلونه ويهنئونه بالسلامة، بغمرة من الفرح، لقد أحبوه واحتضنوه كان قريبًا من الناس، وفتحت له بيوت البلدة القديمة.
وبعد نحو عام ونصف على وجود "الشيخ ابراهيم" في نابلس، تخللها محاولات عديدة فاشلة لاغتياله، جاء اليوم الذي كشف فيه عن هويته بعدما ألقت طائرات الاحتلال علينا مناشير تتوعد فيها كل من يقدم المساعدة "للإرهابيين والمخربين" مرفقة صور سبعة مقاومين وأسمائهم كان من بينهم "فادي البهتي" من قرية شويكة بطولكرم، والمعروف لدينا بـ "الشيخ ابراهيم".
يومها تلقى الناس تلك المناشير بالكثير من الاستهزاء واللامبالاة بالتهديد والوعيد، حتى أني رأيت أطفالًا لم تكن أعمارهم تتجاوز العاشرة، يتبولون عليها، في ذلك الزمن كانت هذه المناشير تزيد الناس إصرارًا على حماية المقاومين، ومدهم بالعون والمساعدة، دون الاكتراث بنتائج ذلك.
ومع اشتداد الحصار على البلدة، التجأ فادي مع ستة آخرين إلى أحد السراديب، قبل أن تتمكن قوات الاحتلال من العثور عليهم واغتيالهم بالغاز السام، أطلقته عليهم من فوهة السرداب، فاستشهدوا جميعا ومعهم فادي ابن شويكة الذي دوخ أمن الاحتلال "السبع دوخات"