شبكة قدس الإخبارية

بالأرقام: كيف ساهم "اتفاق أوسلو" بوقف العمليات الفدائية؟

٢١٣

 

هيئة التحرير

فلسطين المحتلة- قُدس الإخبارية: قال عضو كنيست الاحتلال السابق حاييم رامون، قال إن اتفاق أوسلو الذي جرى توقيعه بين الفلسطينيين والإسرائيليين قبل 25 عامًا، أفشلته الأوضاع الميدانية والواقع الدامي، إضافة إلى المسؤولية التي يتحملها "شارون وباراك" عن ذلك.

ونقلت صحيفة "مكور ريشون" الإسرائيلية عن "حاييم رامون" وهو أحد رموز حزب العمل الإسرائيلي، قوله إن أي محاولة لإظهار فشل الاتفاق هي تزوير للرواية التاريخية"، مضيفًا "الانتفاضة الثانية لم تكن نتيجة لاتفاق أوسلو، وإنما من يتحمل مسؤولية اندلاعها رئيسا الحكومة السابقان أريئيل شارون وإيهود باراك، اللذان قضيا على مسيرة أوسلو، وتجاهلا مراحله التدريجية لتطبيقه، وتسببا بفقدان الأمل للشعبين".

وأوضح أن الاتفاق شكّل هزة أرضية في أوساط الرأي العام والجمهور الفلسطيني، لأن حركة فتح اعترفت بـ"إسرائيل"، وتخلت عن مسيرة الكفاح المسلح، وفضّلت حل الصراع بواسطة الوسائل السياسية، بحسب قوله، متابعًا في مقاله "المزاعم التي يروجها اليمين الإسرائيلي بأن اتفاق أوسلو تسبب بمقتل ألف إسرائيلي كذب ومعيب".

وفي إحصائية رسميّة نقلتها الصحيفة، وترجمها "عربي 21"، أشارت إلى أن التنسيق الأمني واتفاق أوسلو تسبب بخفض أعداد العمليات الاستشهادية، موضحة أنه ومنذ توقيع الاتفاق في سبتمبر 1993 وحتى سبتمبر 2000، لم تنفذ فتح ولا عملية مسلحة ضد "إسرائيل".

في المقابل، شنّت باقي المنظمات وعلى رأسها حماس والجهاد الإسلامي حربًا لا هوادة فيها على اتفاق أوسلو، لا سيما بين (سبتمبر 1993 وفبراير 1994)، إذ تجلت بصورة واضحة في عمليات الطعن بالسكاكين وإطلاق النار التي قتل فيها إسرائيليون بمعدل 1-2 في كل عملية، وفقًا للصحيفة.

وأضاف "حاييم" بقوله إن "المستوطنين يصورون نتائج اتفاق أوسلو كأنه ما أنتج العمليات المسلحة، رغم أن مكتب رئيس هيئة أركان الجيش أرسل لي في فبراير 2000 وثيقة إحصائية تتحدث عن عدد العمليات المسلحة في الضفة الغربية وقطاع غزة بين عامي 1990 و1999".

وبحسب الوثيقة المنشورة ذاتها، فإنه "بين عامي 1990 و1993 حين وقع اتفاق أوسلو شهدت الضفة وقطاع غزة 9323 عملية وهجوما مسلحًا ضد أهداف إسرائيلية، بمعدل 7 عمليات في اليوم الواحد، وبين عامي 1993 و1999 خلال ست سنوات وقعت 4216 عملية بمعدل عمليتين في اليوم الواحد".

ويستدل من الأرقام في الإحصائية الأمنية لجيش الاحتلال بأنّه "عقب اتفاق أوسلو تراجعت العمليات المسلحة بنسبة 70% قياسًا بالمرحلة السابقة، رغم أنها لم تنته كليًا".

واعتبر أن "هذه الأرقام أظهرت الحقيقة الواضحة بأنه كلما تقدمت عملية أوسلو، وتحديدًا منذ نيسان 1996، حين زاد التنسيق الأمني بين قوات الأمن الفلسطينية والإسرائيلية، فإن عدد العمليات يتراجع بصورة واضحة ودراماتيكية، وتحديدًا بين عامي 1997 و1999 حين تراجعت العمليات بمعدل عملية واحدة يوميا".

وأضاف "التنسيق الأمني بيننا وبين الفلسطينيين خلال مرحلة أوسلو، وتحديدا بين 1995 و2000 أدى إلى إحباط معظم محاولات حماس لتنفيذ عمليات مسلحة دامية، حتى إن البنادق التي سلمتها -إسرائيل- لقوات الأمن الفلسطينية استخدمت في الصراعات الداخلية الفلسطينية، والحرب ضد حماس بالتعاون مع الجيش الإسرائيلي"، بحسب قوله.

ووفقًا لوزارة خارجية الاحتلال، فإنه "بين عامي 1987 و1993 بلغ عد القتلى الإسرائيليين مائتي قتيل، وبين عامي 1993 و2000 وهي حقبة أوسلو قتل 288 آخرون، وفي مرحلة 1997 حين توثق التنسيق الأمني تراجع عد القتلى الإسرائيليين بصورة لافتة".

وأضاف أنه "بين عامي 1997 و2000 قتل خمسون إسرائيليًا بعمليات مسلحةٍ فلسطينية، ومن 1999 إلى 2000 قتل تسعة إسرائيليين فقط، وهذه الأرقام تظهر حجم ما أنتجه التنسيق الأمني بين -إسرائيل- والسلطة الفلسطينية من تراجع أعداد القتلى الإسرائيليين في ظل اتفاق أوسلو"، وفقًا للإحصائية.

وأشار إلى تراجع أعداد العمليات في أواخر التسعينات وبداية عام 2000، إذ بلغ متوسطها "بين عامي 1987 و1993، نحو 289 عملية شهريًا، وبين 1997 و2000 تراجع المعدل إلى 111 عملية شهريا، وهكذا فإن الأرقام تتحدث عن نفسها، ولو استمرت عملية أوسلو فإن عدد العمليات كان سيتراجع نهائيا، ولم نكن لنشهد الانتفاضة الثانية وتبعاتها"