غزة- قُدس الإخبارية: يواجه رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو هجومًا شديد اللهجة، من صحافيين وسياسيين ومستوطنين إسرائيليين، وذلك على خلفية جولات التصعيد التي تندلع من حين لآخر مع المقاومة في قطاع غزة، وتنتهي دون التوصل إلى اتفاق شامل يمنع تكرر التصعيد من حين لآخر، وكذلك دون توجيه ضربة تُنهي قدرات المقاومة.
واندلعت - الأسبوع الماضي - جولة التصعيد الأعنف بين المقاومة وجيش الاحتلال منذ أربع سنوات، وأوقعت إصابات عديدة بين المستوطنين إحداها خطيرة، قبل أن تنتهي الأمور إلى العودة لوقف إطلاق النار كما حدث في جميع الجولات السابقة، وهو ما دفع الجنرال تسفيكا فوغل، القائد السابق لوحدة "إنقاذ الجولان"، إلى القول إن "إسرائيل التي هزمت ثلاث دول في آن واحد، لا تقدر على هزيمة المقاومة في قطاع غزة".
وأضاف فوغل لصحيفة "معاريف" العبرية، "للأسف استسلمنا ورفعنا الراية البيضاء لحماس، لقد جلبت لنا الحكومة العار. ما يهم رئيس الوزراء نتنياهو ووزرائه هو الاستمرار في الجلوس على كرسي الحكم ولا يهتمون بمستقبلنا".
ورأى رون بن يشاي، محلل الشؤون العسكرية في صحيفة "يديعوت أحرنوت" العبرية، أن قرارات حكومة نتنياهو وعمليات الجيش المحدودة جدًا، وكيفية إدارة "الشاباك" للمفاوضات مع مصر، كلها أسهمت في جعل حماس ترى أنها هي التي ستفرض معادلة الردع على "إسرائيل"، عكس ما كان سابقًا، وتظهر كأنها مستعدة لامتصاص الكثير من الضربات من أجل تجنب الدخول في مواجهة عسكرية واسعة.
رئيس بلدية "سديروت" ألون دافيدي، ورئيس "المجلس الإقليمي أشكول" جادي يركوني، شاركا أيضًا في الهجوم على حكومة الاحتلال، واعتبرا وقف إطلاق النار خطأ كبيرًا يفرض عُرفًا جديدًا هنا، ويجعل حركة حماس هي من يقرر متى تُطلق النار.
وأخذت بعض الانتقادات طابعًا ساخرًا، إذ أجرى مذيعٌ إسرائيليٌ في قناة "20" العبرية مقابلة تلفزيونية مع أرنب، ويطرح عليه بعض الأسئلة لاستيضاح الوضع الراهن في قطاع غزة، محاولاً بذلك الإشارة إلى ضعف حكومة الاحتلال في التعامل مع المقاومة الفلسطينية. يُشبِهُ ذلك ما فعله موقع "0404" الإخباري عندما نشر صورة تظهر فيها مجموعة من الأرانب في صف واحد، وكتب عليها: "اجتماع المجلس الوزاري المصغر"، قاصدًا بذلك أن الحكومة تتعامل بجُبن مع حماس.
وسبق أن نشر موقع "معاريف" مساء الخميس نتائج استطلاع للرأي، يُبين أن 64% من الإسرائيليين غير راضين عن أداء رئيس حكومة الاحتلال في مواجهة المقاومة خلال جولات التصعيد الأخيرة في قطاع غزة، مقابل 29% فقط أفادوا برضاهم عن أدائه. وقال 48% من المستطلعة آراؤهم إنهم يؤيدون حربًا جديدة ضد القطاع، مقابل 41% يعارضون شن حرب.