غزة - قدس الإخبارية: أعلنت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس عن تفاصيل إدارتها للعدوان الأخير الذي شنه الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة عام 2014.
ونشر الموقع الإلكتروني للقسام، مساء اليوم السبت، تقريراً بعنوان "كيف أدارت كتائب القسام معركة العصف المأكول عام 2014؟" في ذكرها الرابعة التي تصادف اليوم 7 تموز/يوليو.
وقال القسام إن موضوع إدارة المقاومة لمعاركها مع العدو من أكثر الموضوعات حيوية حيث استطاعت كتائب القسام أن تقدم فيه نموذجاً فريداً خلال معركة "العصف المأكول"، ويعود ذلك للمعارك التي خاضتها مع العدو، واستخلاصها للدروس والعبر وتحويل ذلك إلى سياسات وعقيدة تدريب، وأساليب قتال تُتَّبع بعد كل جولة تصعيد أو حرب.
وأوضح القسام أن إدارة المقاومة للمعركة قام مجموعة من المبادئ، كان أهمها منظومة قيادة وسيطرة متكاملة، حيث استطاع سلاح الاتصالات الذي كان يقوده الشهيد رائد العطار إنشاء بنية تحتية لقيادة وسيطرة آمنة، بعيدة عن قدرات الاحتلال التقنية.
وأشار إلى أن ذلك هيأ الظروف لقيادة القسام للقيام بدورها في القيادة والسيطرة على كافة تفاصيل المعركة، إذ كان المجلس العسكري لكتائب القسام بمثابة هيئة أركان حربٍ منعقدة، يدير كافة شئون المعركة بجميع تفاصيلها، وكان القائد العام ويساعده قادة الألوية والدوائر يقود ويوجه جميع القوات منذ اليوم الأول للمعركة وحتى بعد دخول وقف النار حيز التنفيذ.
وبين القسام أن الإعداد الجيد للمعركة تمثل في محورين أساسيين هما التخطيط المحكم حيث تميزت خطة المواجهة والعمليات بالفهم العميق لمقومات العقيدة القتالية لجيش العدو والتكتيكات الميدانية والأساليب القتالية المنبثقة عنها، والمعرفة الجيدة لتشكيلات وتسليح العدو من جهة، ومن جهة ثانية فقد تم دراسة كافة السيناريوهات المحتملة بما فيها أكثرها صعوبةً وتعقيداً، ووضع الخطط وتجهيز الميدان وإعداد القوات.
وتابع القسام: "التدريب العالي للقوات حيث تم بناء القوة في شقها البشري تحضيراً لمعركة العصف المأكول منذ انتهاء معركة الفرقان في يناير2009، إذ قامت هذه المعركة على التأهيل الجسدي والفكري والاحترافي للمقاتلين وإعدادهم ميدانياً وأكاديميا، لتمكينهم من أداء مهامهم بكفاءةٍ واقتدار، وقد ظهر ذلك واضحاً في الإرادة القتالية غير المسبوقة لجنود القسام والأداء النوعي للقوات الذي لا يزال العدو يتحدث عنه إلى يومنا هذا، ومن نافلة القول أن معركة الإعداد والتدريب كانت أصعب على المقاتلين من خوضهم لمعركة العصف المأكول ذاتها".
ولفت إلى أن القتال القائم على المعلومات الاستخباراتية من خلال امتلاك المقاومة لمنظومة استخبارات تكتيكيةً واستراتيجية، أهلتها لخوض معركةٍ عسكريةٍ ذات تأثير استراتيجي، وبفضلها كان لدى القسام معرفة بقدرات العدو وتحركاته، وأوجدت بنك أهداف عن العدو استخدمته قوات المدفعية، وقوات النخبة، وقوات الهندسة، وقوات مضاد الدروع، وغيرها من القوات، وهو ما اعترف به وزير حرب العدو حين استهدفته مفارز المدفعية في «ناحل عوز» فقال: "يوجد لدى حماس استخبارات قوية تراقب من خلالها تحركاتنا".
واستطرد القسام: " امتلاك زمام المبادرة وحرمان العدو منها حيث تم مفاجئة الاحتلال على مدار المعركة وتجلت مفاجآتها في مجالات البحر مباغتته في زيكيم ومنعه من الإبرار في السودانية وفي البر (مباغتته خلف الخطوط وتدفيعه ثمناً باهظاً في الحرب البرية) و المدفعية من خلال وصول الصواريخ لحيفا والطلب من تل أبيب الاستعداد للضربة الصاروخية وإغلاق المجال الجوي والمطار وضرب الحشودات العسكرية وتهجير غلاف غزة والجو عبر تسيير طائرات بدون طيار استخبارية وقتالية تجاه عمق العدو ونجاح الدفاع الجوي بتحييد الطيران المروحي كمكون هام من مكونات سلاح جو العدو".
واستكمل القسام: "الإدارة المدروسة للنيران حيث نجحت المقاومة في إدارة النيران باتزان وزخم واستمرارية وعمق مدروس، كما حافظت على تنسيق ناري عالٍ بين القوات في كل مراحل المعركة وأدارت معارك مساندة على الصعيد الاستخباري والإعلامي والحرب النفسية، وقد اعتمدت في ذلك على أربعة أسس: خطة معدة مسبقا وفقا لسيناريوهات متعددة وتقدير موقف يرى بأن المعركة ستطول والمرونة العالية والتركيز على نقاط ضعف العدو".