رام الله المحتلة – خاص قدس الإخبارية: في الوقت الذي تتواصل نداءات BDS لشركات تكنولوجيا أجنبية كبرى لسحب استثماراتها من كيان الاحتلال، تمد شركات فلسطينية أياديها من تحت الطاولة وقد تنكرت لميثاق المقاطعة وضربت بالإرادة الشعبية في عرض الحائط.
تتورط شركات تكنولوجيا فلسطينية تأخذ من رام الله وروابي مقرات لها باتت بما هو أبعد من التطبيع، فإحداها كما تؤكد بعض المصادر لـ قدس الإخبارية، أن ملكيتها تنقسم مناصفة بين فلسطيني وآخر إسرائيلي، وتشارك أخرى في مشاريع تكنولوجية تقام داخل المستوطنات.
واستضافت الشركات الفلسطينية زيارات تطبيع متكررة من قبل مجموعات وأشخاص إسرائيليين يتسللون وسط النهار إلى مركز مدينة رام الله بمرافقة وحماية تلك الشركات الفلسطينية التي تستضيفهم باجتماعات ولقاءات دورية.
وتؤكد الشركات الإسرائيلية أن تعاونها مع الشركات الفلسطينية يأتي من منطلق الأيدي العاملة الرخيصة فيها، حيث تُصدر إليها بعض المهام التي ينفذها موظفون يتلقون أقل من نصف الراتب الذي يتلقاه الموظف الإسرائيلي.
مؤتمر تطبيعي جديد
إعلان مؤتمر تطبيعي جديد سينفذ في إحدى الفنادق الإسرائيلية في تل أبيب 27 حزيران 2018، يكشف ويؤكد استمرار تورط شركات تكنولوجيا فلسطينية في علاقات تطبيعية مع شركات مشابهة إسرائيلية.
وحسب الإعلان المنشور على موقع شركة the marker للتكنولوجيا الإسرائيلية، فإن المؤتمر سيجمع الشركة وشركات تكنولوجيا إسرائيلية أخرى مع مهندسين فلسطينيين من رام الله وروابي وغزة، وقد وصفها أنها تتمتع "بقوة عمل ماهرة وغير مكلفة".
ويهدف المؤتمر كما جاء على موقع الشركة إلى مناقشة الفرص والتحديات التي تواجه المهندسين والمبرمجين الفلسطينيين، مشيراً إلى أن سيمثل الفلسطينيين في هذا المؤتمر من وصفهم بـ "كبار المديرين من ذوي الخبرة في مجال التكنولوجيا – وهم: دينا تيتي ودودو سلامة من شركة عسل للتكنولوجيا التي تتخذ روابي مقراً لها، وطارق المعايعة الرئيس التنفيذي لشركة Exalt التي تتخذ من مدينة رام الله مقراً لها، إضافة لعماد حمادة والذي وصفته بـ "قائد الفريق الفلسطيني" من شركة كاديانس - رام الله، وساري طه، مديرة مركز الابتكار التكنولوجي في روابي.
ومن الملفت أن المؤتمر مفتوح للمشاركة من قبل الجميع، بشرط التسجيل المسبق من قبل المديرين ورجال الأعمال والمستثمرين في الشركات الناشئة وشركات التكنولوجيا.
تخريب للنضال
وأكدت الحركة الوطنية الفلسطينية لمقاطعة "إسرائيل" وسحب الاستثمارات منها BDS، إدانتها للمؤتمر واعتباره فعالية تطبيعية بامتياز.
وقالت المنسقة الإعلامية للحركة ريتا أبو غوش لـ قدس الإخبارية، إن استمرار هذه العلاقات التطبيعية يعتبر تخريب لعمق النضال الفلسطيني من الداخل، وترسيخ لمساعي الاحتلال الهادفة للمس بهذا النضال.ودعت كافة الشركات الفلسطينية المشاركة في المؤتمر التطبيعي بالانسحاب الفوري، "هذا المؤمر لا يقبل التأويل على أنه تبادل خبرات أو تسويق قطاعات تكنولوجية معينة.. بل هو خدمة واضحة للاستعمار الإسرائيلي".
وأكدت أبو غوش على أنه يوجد توجه واضح لإعلان مقاطعة شركات فلسطينية متورطة بالتطبيع مع الاحتلال وتبيض جرائمه وتوفير غطاء لسياساته الاستعمارية، إذا واصلت في سياساتها التطبيعية.
علاقات منذ سنوات
وفي مقابلة سابقة لطارق المعايعة الرئيس التنفيذي لشركة Exalt مع صحيفة نيويورك تايمز نشرت على الموقع الالكتروني للصحيفة في 29 تموز 2012، أكد فيها على أن الشركة تجمعها علاقات متبادلة مع شركات إسرائيلية وشركات أجنبية لديها مكاتب في كيان الاحتلال، وقال في مقابلته، "أصبحنا ننتج ونبيع لإسرائيل (..) إنها البداية لعلاقات اقتصادية متوازنة".
وفي مقال آخر نشر على موقع the dailay star في 20 كانون أول 2010، أكد على أن شركات إسرائيلية تدعم شركات تكنولوجيا فلسطينية، مؤكداً أيضاً على أنه وبالرغم من توقف المفاوضات بين السلطة الفلسطينية وكيان الاحتلال، إلا أن العلاقة ثابتة ومستمرة بين شركات التكنولوجيا الفلسطينية والإسرائيلية.
وحسب المقال، فإن الاحتلال باتت تعتمد على شركات تكنولوجيا فلسطينية، إذ أن الأيدي العاملة فيها أرخص من تلك الموجودة في الهند والصين وأوروبا الشرقية والتي كانت تعتمد عليها سابقاً، كما أنها كما يصفها المقال بأنها تلتزم بالوقت وسهلة التعاون.