شبكة قدس الإخبارية

دعوات للمستوطنين بتكثيف اقتحام الأقصى بعد أيام.. كيف التصدي؟

هيئة التحرير

القدس المحتلة- خاص قُدس الإخبارية: يقتحم عشرات المستوطنين المسجد الأقصى يوميًا، وسط دعوات لتكثيف الاقتحامات في الأيام المقبلة، تزامنًا مع حلول ذكرى النكسة، الواحدة والخمسين لاحتلال القدس، "وهو ما  يُسمى لدى الإسرائيليين بذكرى توحيد القدس وضم الجزء الشرقي إلى الغربي منها".

صباح الاثنين، اقتحم 153 مستوطنًا ساحات المسجد الأقصى من باب المغاربة بحراسة مشددة من شرطة الاحتلال الخاصة، فيما استدعت شرطة الاحتلال أحد الحراس للتحقيق.

المستوطنون أطلقوا دعوات كبيرة عبر مواقع التواصل الإجتماعي لتكثيف الاقتحامات، وأنشأوا حملة إلكترونية عبر هاشتاغ لجمع ألفين مقتحم للمسجد الأقصى في يوم "احتلال القدس" الذي يوافق الرابع عشر من أيار، كما رفعوا الشعارات وكتبوا تغريدات فيها "ألفان في يوم القدس".

وذكرت مصادر محلية بالقدس، أن شرطة الاحتلال استدعت أمس، حارس المسجد الأقصى مهدي أمين العباسي (32 عامًا) للتحقيق في مركز شرطة "القشلة" بالقدس القديمة، فيما أغلقت باب المغاربة الساعة الحادية عشر صباحًا عقب اقتحام 153 مستوطنًا بينهم 100 من طلاب الجامعات والمعاهد اليهودية، و2 من عناصر شرطة الاحتلال للمسجد الأقصى على عدة مجموعات، كما نظّم المستوطنون جولات استفزازية في باحات الأقصى، وتلقوا شروحات عن "الهيكل" المزعوم ومعالمه.

ورغم تضييق وإجراءات الاحتلال، توافد عشرات الفلسطينيين من القدس والداخل منذ الصباح إلى ساحات الأقصى، وتوزعوا على حلقات العلم وقراءة القرآن الكريم، وتصدّوا لاقتحامات المستوطنين واستفزازاتهم المتواصلة.

وبحسب مركز معلومات وادي حلوة، فإن 3899 مستوطنًا وطالبًا يهوديًا اقتحموا المسجد الأقصى من باب المغاربة خلال نيسان الماضي، في الوقت الذي تواصل فيه شرطة الاحتلال التضييق على المصلين الوافدين للأقصى، وتحتجز هوياتهم الشخصية عند الأبواب، وسط تضييق على عمل حراس المسجد.

كما صعّد الاحتلال مؤخرًا من ملاحقته للعاملين بالمسجد الأقصى في إطار سياسة التضييق التي ينتهجها بحق دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس وسحب صلاحياتها في إدارة المسجد، حيث أبعد 16 فلسطينيًا عن الأقصى لفترات متفاوتة بين أسبوعين حتى 6 أشهر، من بينهم موظفي أوقاف، وتلاحق موظفي دائرة الأوقاف الإسلامية من الحراس ولجنة الإعمار والسدنة بالاعتقال واستدعاءات للتحقيق، والإبعاد، فيما أبعدت سلطات الاحتلال فلسطينيًا عن البلدة القديمة لمدة أسبوعين.

كيف يمكن التصدي لدعوات اقتحام الأقصى؟

من جهته، قال الناطق باسم حركة حماس حازم قاسم، دعوات المستوطنين لتكثيف اقتحام الأقصى في ذكرى احتلال القدس، تعبّر عن الطبيعة العنهجية للمستوطنين، وتعبير عن الاستهتار بالحالة الفلسطينية نتيجة الموقف الضعيف لقيادة السلطة برام الله".

وأضاف لـ"قُدس الإخبارية"، "شعبنا الفلسطيني المتواجد في الأقصى سيتصدى كما في كل مرة لهذه الاقتحامات، وكل هذه المحاولات لن تغير من حقيقة المدينة المقدسة وهويتها العربية".

وأكد المتحدث باسم حركة حماس، أن القدس هي في قلب حراك مسيرات العودة الكبرى وكسر الحصار، والقرار الأمريكي بنقل السفارة إليها، هو الذي فجّر الغضب الحالي، مضيفًا أن "استمرار المسيرات هي ردّ مركزي لأنها ستثبت حقوق شعبنا وتؤكد رفضه للتنازل عن مقدساته وعلى رأسها القدس".

من ناحيته، قال خطيب المسجد الأقصى عكرمة صبري، إن هذه الدعوات تؤكد أن الاحتلال طامعٌ في المسجد الأقصى، والمستوطنون يستغلون هذه الأعياد من أجل تكثيف تواجدهم، وتكرار الاقتحامات بشكل استفزازي ولافت للنظر، مؤكدًا "أفعالهم واقتحاماتهم لن تكسبهم أي حق بالأقصى لأنهم مؤقتون".

وأشار في حديثه لـ"قُدس الإخبارية"، إلى أن هناك فرقٌ بين المقتحم والزائر، فالمقتحم يدخل بدون إذن صاحب المكان، وهؤلاء مقتحمون، وغير مرحب بهم في أرضنا ومقدساتنا، ومؤخرًا شهدنا ثورة أهالي القدس في وجه الاحتلال الذي أعلن السيادة الإسرائيلية ونصب البوابات والإغلاقات، لكنّهم انهزم أمام إرادة الأهالي، وكذلك لن تمنحهم اقتحاماتهم ولا اعتداءاتهم أي سيادة.

ودعا صبري، إلى تكثيف التواجد في القدس، وشد الرحال إلى المسجد الأقصى، لأن هذه إمكاناتنا، مضيفًا "الدول العربية لم تتفاعل مع  الأحداث، ولا مع القدس، في الحلقة الموصلة، وللأسف فان الميدان قد خلا للمستوطنين كي يصولون ويجولون دون رادع، والمطلوب هو التصدي لهم بكل الوسائل وعدم تمكينهم".