حين يتعلق الأمر بقراءة الكتب الالكترونية، فكلنا بطريقة أو أخرى مدينون لعلي مولا، هذا الشخص الذي بدأ يلقب بروبن هود الكتب، حيث رفع إلى الشبكة العنكوبوتية مايقارب مئة ألف كتاب، مابين تصويره الخاص أو ماحصل عليه من أماكن أخرى كمكتبة الاسكندرية.
ولد علي مولا في مدينة حلب السورية 1961، وهو مقيم في بودابست العاصمة المجرية، منذ عام 1987 ولم يغادرها منذ ذاك العام، حيث يقول عنها "وجدت فيها سحر الطبيعة ومتعة النفس التي كنت أنشدها".
يعمل حالياً في شركة سياحية لخدمة زوار بودابست من تأجير البيوت إلى صرافة العملة وبيع بطاقات السفر.
شبكة قدس أجرت حوارا مع علي مولا لصفحة "المجتمع الثقافي" حول تجربته في رفع الكتب.
بداية، ألا يعتبر هذا العمل اعتداء على جهد المؤلف الذي أفنى وقتاً من عمره لإنجاز الكتاب ليباع ورقا، وانت بذلك تحرمه من العائد المادي عليه؟
على العكس تماما، فقد زاد توزيع الكتب التي تم رفعها على الشبكة، وذلك بسبب التعريف بالكاتب ومؤلفاته، كان بعض الكتاب العرب غير معروفين، وما يتم توزيعه لهم، لا يتجاوزالمئة نسخة، وبعد أن تعرف عليهم القارئ، من خلال الكتب الإلكترونية، تضاعف توزيع عدد النسخ الورقية من الكتب. كما أن العديد من الكتّاب العرب يتصلون بي، راغبين أن أرفع لهم مؤلفاتهم في صفحة التواصل الاجتماعي فيسبوك: زاد المعرفة، أو منتدى مكتبة الإسكندرية. ولكني أعتذر بدبلوماسية وأتهرب من رفع مؤلفاتهم، وذلك لأنني لا أرفع في صفحتى سوى كتب أعلام وقادة الفكر العربي والعالمي، الكتب التي أعتقد بجدواها، وأنها ستحقق فائدة لأكبر شريحة ممكنة من القراء.
كم وصل عدد الكتب التي رفعتها أو شاركت في تصويرها؟
لم أحصيها بدقة، ولكن أمامي الآن مكتبتي التي صورتها كاملة على السكانر ورفعتها على الشبكة، تحتوي على ما يقارب 1400 كتاب، تبقى منها مئة كتاب أرفعها تدريجيا حتى تأخذ حقها من المشاهدة. أما الكتب التي رفعتها على الشبكة وهي من تصوير مكتبة الإسكدرية، وما جمعته من خلال الشبكة العنكبوتية فتزيد عن مئة ألف كتاب. هذا رابط صفحة رفعت عليها مؤخرا ما يزيد عن مئة ألف كتاب.
https://sites.google.com/site/alimoulabooks/هذا غير مجموعة مجلدات الفور شيرد، والميديا فاير، التي أرفعها منذ سنوات ويزيد عددها أيضاً عن مئة ألف كتاب.
حدثنا عن بداية تجربتك في رفع الكتب، ومالذي دفعك إلى هذا الجهد الذي يستهلك من الوقت دون أن يعود بفائدة عليك؟
كأي عربي مقيم بعيدا عن مصادر الكتب، كنت أتشوق للحصول على أي كتاب. فبدأت أجد بعض الكتب المحولة إلى كتب الكترونية على الشبكة العنكبوتية منذ العام 2004. ربما كانت كتب اتحاد الكتاب العرب، وكتب موقع الوراق لكتب التراث، كانت أولى ما وجدته على الشبكة العنكبوتية. قرأت معظم ما تم اتاحته على الشبكة، خلال الفترة ما بين 2004 الى 2006، وهو الوقت الذي بدأت تنشط فيه منتديات الكتب بشكل كبير، وقد استقطبت الكثير من القراء . ولقد شاركت وقتها في تنشيط المنتديات، والحث على توفير الكتب، ومتابعة أخبار مكتبة الإسكندرية التي كانت تعد بتصوير آلاف الكتب وإتاحتها على الشبكة. حصل ما انتظرناه، وتوفر ما يقارب عشرون ألف كتاب على شكل صور لا تحتاج سوى تحويلها إلى ملف PDF ، ولكن كانت وما تزال هناك عوائق حقوق الملكية التي تعيق رفع الكتب الحديثة . بعد وقت أخذت فيه كتب مكتبة الإسكندرية حقها من المشاهدة والمشاركة في منتديات الكتب، بدأنا محاولة تصوير ورفع الكتب التي كانت قليلة ولا تلبي رغبة القارئ وطالب العلم والباحث عن المعرفة .


ذكرت أنك تحاول أن تختار كتب معينة للرفع، ولا ترفع الكتب بشكل عشوائي ماهي معايير الإختيار؟
نعم، هناك معايير للكتب التي أرفعها، فلقد حاولت الإبتعاد عن كتب الأديان التي تعج بها المنتديات، ويرفعها الكثيرون للتقرب من الله عز وجل، وكتب التنمية البشرية التي تداعب أحلام المراهقين بالثراء العاجل والحصول على أفضل فرص عمل، ومعظم كتب كيف تصبح كذا أو كذا بثلاثة دقائق ونصف، وكتب الطبخ طبعا التي يؤلفها أشخاص غير مؤهلين، وليس لهم سابق معرفة بالصحة الغذائية، وأيضا الكتب ذات التخصص الضيق التي لا تفيد إلا قلة قلية.