رام الله - خاص قدس الإخبارية: أثارت صور عرضتها كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس، اليوم الثلاثاء، في ذكرى يوم الأسير الفلسطيني، للعديد من الأسرى في سجون الاحتلال لا سيما الأسرى أصحاب المؤبدات العالية وبعض أسرى مدن الضفة الغربية، تساؤلات حول إمكانية أن تكون هذه الصور ضمن قوائم صفقة التبادل المقبلة.
وشهدت الأعوام التي تلت العدوان الإسرائيلي الأخير على غزة عام 2014 توجيه كتائب القسام للعديد من الرسائل عبر فيديوهات وصور غامضة للضغط على الاحتلال لتحريك ملف الجنود الأسرى لديها والبالغ عددهم 4 بينهم 3 جنود ومدني، مجهولي المصير حتى اللحظة في ظل إصرارها على عدم تقديم أي معلومات عنهم قبل إفراج الاحتلال عن الأسرى الذين أعاد اعتقالهم بعد أن أفرج عنهم ضمن صفقة "وفاء الأحرار"/ شاليط.
ويتفق مختصون سياسيون على أن هذه الصور وغيرها من الرسائل التي بثتها المقاومة الفلسطينية في غزة تهدف لتحريك ملف الأسرى دون تقديم أية معلومات مباشرة مع الإصرار على أن يدفع الاحتلال ثمن أي معلومة يحصل عليها مقابل جنوده الأسرى في القطاع.
وأكد الكاتب والمحلل السياسي مصطفى الصواف على أن بث الصور الأخيرة لأسرى الضفة وأصحاب المؤبدات هي رسالة جديدة تحمل دلالات كثيرة، كما أنها رسالة للأسرى بأن قضيتهم باقية على رأس سلم أولويات المقاومة الفلسطينية.
وأوضح الصواف لـ "قدس الإخبارية" أن المؤشر الذي من شأنه أن يوحي بأن هناك تحركا في ملف الأسرى هو استجابة الاحتلال وإفراجه عن محرري صفقة "وفاء الأحرار" الذين أعاد اعتقالهم فيما بعد وهو أكبر إثبات حينها على أن هناك حراكاً من أجل إنجاز صفقة جديدة.
وشدد أن حركة حماس معنية بإنجاز صفقة والإفراج عن الأسرى لكنها معنية أن يتم ذلك وفق الشروط الخاصة بها وليس وفقاً للشروط التي يصر الاحتلال عليها، متابعاً: "إذا استجاب الاحتلال فإن صفقة الأسرى قد تجد لها طريقاً خلال الفترة المقبلة ومفتاح ذلك هو الإفراج عن محرر الصفقة الماضية".
ويستطرد الصواف ويقول: "أعتقد أن حركة حماس قدمت العديد من الرسائل إلى أهالي الجنود والاحتلال وهي ليست بحاجة إلى تقديم أي معلومة دون ثمن يدفعه الاحتلال، وإذا قبل الاحتلال الشرط الأول فذلك سيتبعه شروط أخرى"، منوهاً إلى أن الاحتلال لا يتجاهل ملف جنوده خصوصاً وأنه يرسل وفوداً لحركة حماس لكنه يحاول المماطلة أملاً في الوصول إلى معلومة عنهم كما حاول أن يفعل في ملف الجندي الأسير سابقاً جلعاد شاليط".
رسائل تحريكية
من جانبه قال الكاتب والمحلل السياسي حسام الدجني إن الرسائل التي يطلقها القسام بين الفينة والأخرى تدخل في إطار الرسائل التحريريكة لملف الأسرى من قبل كتائب القسام.
وأوضح الدجني لـ "قدس الإخبارية" أن القسام لا يريد في الوقت نفسه رفع سقف توقعات الأسرى لكنه يبعث برسائل لهم أنهم على رأس أولوياته، بالرغم من عدم وجود أي وفد رسمي من الجناح العسكري لحركة حماس في القاهرة يوحي بأن الملف سيجري بحثه ححالياً.
وأضاف، "الاحتلال من الممكن أن يحاول تمرير صفقة كاملة لغزة كون المزاج العام وخصوصاً أوروبا قد يتقبل ذلك عبر احتواء مسيرات العودة والإفراج عن الجنود الأسرى في غزة مقابل رفع الحصار غزة لكن يبقي السؤال الجوهري: هل من الممكن أن يلقى هذا الطرح قبولاً لحركة حماس والمقاومة؟.
ويرى الدجني أن بعض الرسائل التي نشرها القسام خصوصاً الفيديوهات توحي أن هناك جنديا واحدا على الأقل على قيد الحياة وآخر مصاب وهي بعد تحليل الرسائل التي بثت خلال الفترة السابقة، منوهاً إلى أن القسام قدم كل الرسائل المطلوبة والكرة في ملعب الإسرائيليين للضغط على حكومتهم.