شبكة قدس الإخبارية

الأجهزة الأمنية بغزّة تلاحق شابًا لمنشوراته "المعارضة عبر فيسبوك"

هيئة التحرير

غزة- خاص قُدس الإخبارية: منذ أيام، تلاحق الأجهزة الأمنية بغزة الشاب أمين صلاح عابد من مخيم جباليا شمال قطاع غزة، عقب تقديم بلاغي استدعاء بحقه للتحقيق معه، لكنّه لم يقبل تسليم نفسه.

بدأت القصة كما يرويها أمين عابد، لـ"قُدس الإخبارية"، يوم الجمعة الماضي، وارتبطت بأشخاص آخرين منهم والده واثنين من جيرانه عقب الاعتراض على خطبة الجمعة التي ألقاها الخطيب وتضمنت أمورًا سياسية طالت السب بحق رئيس الوزراء رامي الحمدالله والاستهزاء بعملية التفجير الأخيرة.

وقال عابد، "إن والده صلاح العامل البسيط كما وصفه، قد اعترض أثناء إلقاء الخطيب لخطبة الجمعة الماضية وسط جموع المصلين طالبًا من الخطيب أن يحدث الناس عن أمور الدين والأخلاق بعيدًا عن التطرق للتوجهات السياسية والأخبار التي تملأ المواقع الإخبارية والقنوات الفضائية، ثم قرر الخروج من المسجد قبيل الصلاة، وانضم إليه شابين آخرين".

وبحسب أمين، فانّه في مساء يوم الجمعة ذاته، وصل استدعاء لوالده يطالبه بالحضور إلى مركز الشرطة للتحقيق معه، إضافة إلى شابين من المنطقة، لكنّه آثر في البداية الحصول على ضمانات عدم المساس به، فنشر عبر حسابه على فيسبوك صورة من الاستدعاء مرفقًا بكلماتٍ ناقمة على حماس والأجهزة الأمنية، ثم تواصل مع شخصيات من القوى الوطنية والإسلامية في شمال فزة للتدخل في الموضوع.

وبعد وساطاتٍ ومشاورات، أبلغت القوى الوطنية والإسلامية عائلة عابد بأن الأجهزة الأمنية تطلب مبدئيًا أن يحذف نجله "أمين" منشوره عن الاستدعاء في صفحته، ثم يحضر والده لمدة نصف ساعة نظرًا لإجراءات التبليغ، يحدث عابد.

لاحقًا، التزم "أمين" بتعليمات القوى التي دخلت كوسيط، وحذف منشوره على فيسبوك، واضطر والده للذهاب إلى المركز التزامًا بضرورة الحضور لإنهاء القضية، التي من المفترض أن تنتهي خلال نصف ساعة، لكنها امتدت لساعاتٍ من الاحتجاز، بحسب أمين، وهو ما دفعه لمعاودة الاتصال بالقوى الوطنية للاستفسار عن حالته فأجابوه بأن الأمور صعبة، ليهدد بعدها باللجوء للاعلام وتصعيد القضية واستمرار الكتابة عن الأوضاع.

ووفقًا لرواية عابد، فان "الأجهزة الأمنية اشترطت أن يسّلم نفسه مقابل أن يخرج والده والشابين الآخرين الذين تضامنا معه عقب حادثة الاعتراض على الخطيب في المسجد"، يضيف "لاحقًا أرسلوا لي استدعاءين رسميين للحضور، لكنني رفضتُ الامتثال لشرط تسليم نفسي لأنني حر ولا أقبل أن يتم استدعائي".

"استمر اعتقال والدي ليوم وليلة تعرض خلاله للتبويخ والإهانة، قبل الإفراج عنه، وانتقلت حلقة الصراع إليّ" يقول أمين، متابعًا "اقتحموا منزلي بشكلٍ مفاجئ وبدون اذن من النيابة للتفتيش عليّ واعتقالي، لكنني غادرت المنزل وأبيت منذ ليلتين خارجه، وأتلقى تهديدات بضرورة تسليم نفسي ونصائح من آخرين، لكنني لست مستعدًا لتكرار تجربة اعتقالي قبل سنوات وتعذيبي بأبشع الأساليب، حتى لو كلفني ذلك حياتي".

وأشار إلى أن الأجهزة الأمنية بغزة قد اعتقلته سابقًا وتعرض لأسوأ أنواع التعذيب والضرب، قائلًا "لا أستطيع أن أنسى هجوم كل عناصر المركز للضرب بدءًا من الشارع وحتى تواجدي في المركز، ضربوا رأسي مرارًا وكل مكان في جسدي، لكنني لا أستطيع أن أجعل المركبة المرسومة على الحائط تعمل كما  يطلبون"، يقول أمين.

والشاب أمين صلاح عابد (28 عامًا) خريج جامعي حاصل على درجة الماجستير بالعلوم السياسية من جامعة الأزهر، وعضو قيادة منطقة بحركة فتح شمال قطاع غزة، وناشط عبر مواقع الاجتماعي معارض لنهج حركة حماس وحكمها لغزة، ويعبر عن ذلك عبر صفحته الشخصية وأمام آلاف الأصدقاء والمتابعين، كان آخرها قوله "علي إخوتي الموظفين المحتجين أن يشيروا بإصبع الاتهام لحماس في تأخر رواتبهم، وإن لم يستطيعوا ذلك فليعتبروا أن حماس هي من تمنع صرف رواتبهم كما في عام 2014، وهناك الكثير ممن لا يتلقون رواتب ويتهمون حماس بسواد عيشتهم، وليس عباس الذي تشبعونه شتمًا ليل نهار".