شبكة قدس الإخبارية

خفايا لم تكشف من قبل لصفقة شاليط... ما الذي أجبر الاحتلال على الرضوخ؟

هيئة التحرير

ترجمات عبرية - قدس الإخبارية: كشف "ديفيد ميدان" المعروف بأنه مهندس صفقة وفاء الأحرار/ شاليط مع حركة حماس في غزة، بعض الخفايا التي لم تكشف من قبل، والتي أسفرت عن إطلاق سراح الجندي الأسير لدى حماس في غزة "جلعاد شاليط" مقابل إطلاق سراح مئات الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال.

وأشار ميدان إلى أن "إعادة السلطة الفلسطينية لقطاع غزة مصلحة إسرائيلية وقرار صائب، والمصريون يعلمون ذلك جيدا لكنه أمر لم يتحقق بعد، وإن تحقق في يوم ما فإن حماس ستبقى محافظة على إمبرطوريتها العسكرية في القطاع بسبب الترسانة العسكرية التي تمتلكها وتفتقد لها السلطة الفلسطينية".

وقال "ميدان" في مقابلة مع صحيفة "ميكور ريشون" الإسرائيلية وهو أحد كبار ضباط جهاز "الموساد" الإسرائيلي السابقين: "إن صفقة شاليط كانت صفقة إجبارية، ولم تملك "إسرائيل" وقتها أي خيار آخر، أمام عالم المجهول الذي كان يكتنف ظروف احتجاز الجندي جلعاد شاليط في غزة".

وأكد ميدان على أن ارتدادات الصفقة لا تزال سارية رغم مرور سبع سنوات على إبرامها، لأنها صفقة فقدت فيها "إسرائيل" الكثير من هيبتها العسكرية أمام حركة مقاومة لم يمض على ولادتها سوى ثلاثة عقود".

وأوضح الضابط الإسرائيلي على أن جميع الجهود التي بذلتها الأجهزة الاستخبارية الإسرائيلية في الحصول على تفاصيل احتجاز الجندي شاليط أو الوصول إليه من خلال معرفة مكان احتجازه ومن يشرف على احتجازه باءت بالفشل".

وتابع: "أما كل هذا العجز رضخت "إسرائيل" التي لم تكن تملك خيارا آخر، لشروط حماس والدخول معها في مفاوضات صفقة كبيرة مقابل إطلاق سراح الجندي شاليط".

وفي خضم ذلك، أشار ميدان إلى أن الجميع أصبح أمام خيارين، إما ترك شاليط يواجه مصيره، حتى إذا ما مات لا يعلن عن ذلك، كما حصل مع الطيار "رون أراد"، أو الدخول في مفاوضات ودفع الثمن الأقل كلفة، رغم أن جميع الأثمان باهظة ومرتفعة، لذلك رأت العديد من الأوساط الدخول في مفاوضات مع حماس باعتباره القرار الحكيم الذي يسير في الاتجاه الطبيعي السليم".

وعن خفايا عملية التفاوض، أشار "ميدان" إلى أنه "حين دخلنا في المفاوضات في مصر، وهي الطرف الوسيط بيننا وبين حماس، كان وفد حماس يأتي قبل مجيئنا للقاهرة بيومين، ويمكث بعد مغادرتنا عدة أيام".

وأوضح "بعد عدة جلسات من التفاوض كانت المخابرات المصرية حاضرة فيها، لمسنا ليونة في مواقف حماس، ومنذ تلك اللحظة بدأنا نشعر أننا أمام معالم صفقة تبادل أسرى، وكان للثورات العربية التي اندلعت في المنطقة سهما في التسريع في إنجاز الصفقة، إلى جانب ضغوط الشارع الإسرائيلي وعائلة الجندي شاليط".

وأضاف، "الليونة التي ظهرت من حماس بتنازلها عن بعض المطالب التي تمسكت بها في سنوات سابقة، بالإضافة إلى الفشل الذريع لعمل المخابرات الإسرائيلية للوصول لطرف خيط عن مكان شاليط، كل هذه الظروف مجتمعة ساهمت في تسريع الوصول إلى صفقة تبادل مع حماس".

وأشار ميدان إلى الدور المصري الذي كان يميل إلى تدعيم الموقف الإسرائيلي خلال الصفقة، مشيرا إلى حادثة جرت عندما قررت قيادة حركة حماس في القاهرة الرجوع إلى غزة للتشاور مع قيادة الحركة في القطاع، فقامت المخابرات المصرية بمنعهم، وأجبروهم على التوقيع على الصفقة دون التشاور الأخير مع قيادة الحركة في غزة، وهذا بالنسبة لإسرائيل كافي، لأن مصر تعرف اللغة التي تخاطب بها الفلسطينين نيابة عن إسرائيل وبما يخدم مصلحة "إسرائيل"، على حد زعمه".