شبكة قدس الإخبارية

مسيرات العودة.. ما الذي يخشاه الاحتلال ويتهيأ لوقوعه؟

هيئة التحرير

غزة - خاص قدس الإخبارية: لم تمر مسيرة العودة الكبرى مرور الكرام بالنسبة للاحتلال الإسرائيلي، إذ شكل هذا الحدث البارز على الساحة السياسية الفلسطينية مصدر قلق وهاجس خوف بالنسبة لأمنه ووسائل إعلامه وحتى مستوطني المستوطنات المتاخمة لغزة.

وشهدت الفترة التي سبقت وأعقبت المسيرة تخبطاً إسرائيلياً بدا واضحاً كما يرى مراقبون خصوصاً في محاولات الاحتلال الحثيثة قبيل الحدث عبر التهديد ونشر القوات، وما أعقبه بنشر القبة الحديدية تحسباً لأي تسخين محتمل يسبق المسيرة المركزية المزمع تنفيذها في 15مايو/آيار المقبل.

ويجمع مختصون في الشأن السياسي والإسرائيلي على أن المسيرة حققت نجاحاً واضحاً وأسهمت في لفت أنظار العالم مجدداً تجاه القضية الفلسطينية بشكل عامل، وقضية اللاجئين الفلسطينيين بشكل خاص وواقع قطاع غزة المحاصر إسرائيلياً منذ عام 2006.

قلق الاحتلال

من جانبه، قرأ المختص في الشأن الإسرائيلي حاتم أبو زايدة القلق الإسرائيلي من مسيرات العودة من جانبين، الأول تمثل في حجم ردة الفعل الدولية التي لم يكن الاحتلال يتوقعها بهذا الزخم من خلال مجلس الأمن والأمم المتحدة ودول أوروبية ومؤسسات حقوقية فضلاً عن التغطية الإعلامية الدولية الواسعة.

ورأى أبو زايدة في حديثه لـ"قدس الإخبارية" أن الزاوية الثانية تأتي في إمكانية تصعيد الأوضاع نتيجة الأحداث خصوصاً وأن القائمين على المسيرة يستعدون لسلسلة فعاليات ستستمر لأكثر من شهرين تقريباً بشكل متصاعد يصل إلى فعالية مركزية في ذكرى إعلان الاحتلال قيام دولته وذكرى النكبة الفلسطينية.

وقال المختص في الشأن الإسرائيلي، إن "الاحتلال لم يكن بحاجة على الإطلاق لهذه الأحداث الأخيرة في غزة من أجل إعادة تذكير العالم بمعاناة الفلسطينيين وتذكير العالم بقضية اللاجئين وأن هناك شعبا محاصرا وأن هناك شعبا يعاني بشكل يومي ومستمر.

ورجح أبو زايدة إمكانية أن تتسع الفعاليات لتشمل الضفة والقدس المحتلتين خصوصاً وأن هناك ردود فعل وإسنادا قويا وواسعا لمسيرات العودة، لافتاً إلى الدعوات التي يجري تداولها حالياً من أجل الجمعة المقبلة في الوقت الذي يتحسب الاحتلال لعدم قدرته على ضبط الميدان والحدود.

وتابع: "رغم كل ذلك فالاحتلال لا يريد ولا يرغب في أي مواجهة أو حرب جديدة مع قطاع غزة نتيجة الواقع الداخلي الذي يعيشه الاحتلال بالإضافة إلى الواقع الإقليمي في المنطقة، فضلاً عن الخشية من أن تتدهور الأوضاع على طول الحدود وأن يفقد السيطرة".

وأوضح أن النجاح للمسيرة يتضح من حجم التغطية الإسرائيلية لمسيرات العودة، بالإضافة إلى أن من كان يدير العملية الخاصة قائد أركان جيش الاحتلال غادي ايزنكوت على الحدود، معتبراً أن ذلك يؤكد حجم القلق الشديد الذي عايشه الاختلال خلال الجمعة الماضية.

تخبط الاحتلال

بدوره، قال أستاذ العلوم السياسية في جامعة الأمة بغزة حسام الدجني إن أحد أهم مظاهر نجاح مسيرة يوم الجمعة، يتضح من  تخبط الاحتلال الإسرائيلي في تعاطيه مع الحدث عبر الاتصال بشركات الباصات لتحذيرهم من نقل المتظاهرين ثم بث صور للجنود ثم وصف المتظاهرين على أنهم من حركة حماس، ووصف الشهداء على أنهم عناصر للمقاومة.

وأضاف الدجني لـ "قدس الإخبارية" أن الاحتلال بدأ اليوم يتحدث عن نشر القبة الحديدية في إشارة للتسخين بالرغم من أن ذلك ليس من مصلحتها، متوقعاً إمكانية قيام الاحتلال بأي حماقة بهدف حرف الأنظار عن المسيرة السلمية التي كان أحد أهم أشكالها حالة الوحدة الوطنية.

وأكد على أن المسيرة أوصلت رسالة واضحة بأن الشعب الفلسطيني يسبق القيادة السياسية، معتبراً أن الحدث بمثابة رسالة للرئيس الفلسطيني محمود عباس أن العقوبات ومحاولات دفع أهالي القطاع نحو الانفجار لم يعد وارداً في الحسابات الفلسطينية وأن أي انفجار سيكون موجه تجاه الاحتلال.

وذكر أستاذ العلوم السياسية أن هناك حالة من الصدمة الإسرائيلية من حجم الإدانة الدولية للجرائم التي ارتكبها جيش الاحتلال على طول الشريط الحدود من خلال استهداف المتظاهرين وعدد الشهداء والجرحى بالرغم من سلمية المظاهرات.