شبكة قدس الإخبارية

غزة تضع "إسرائيل" في "حالة أمنية استثنائية"

هيئة التحرير

ترجمات عبرية - قدس الإخبارية: كثيرا ما عبرت عدة أوساط سياسية وأمنية وحتى إعلامية عن "السيناريو الأسود" الذي يقض مضاجع كيان الاحتلال الإسرائيلي برمته، هذا السيناريو الذي ينجح فيه الفلسطينيون في الداخل والخارج من حشد عشرات الآلاف من الذين يمتلكون حماسة غير متناهية لاجتياز الحدود والدخول إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ عام 1948.

"إسرائيل" من جهتها، ورغم تفكيرها العسكري البحت، بأن قوة ردعها قد تكون كافية لمنع حدوث هذا، إلا أنها تدرك أنه في حال حدث هذا السيناريو، فإن قوتها العسكرية على الأرض لن تمنع عشرات الآلاف من الوصول لمبتغاهم، على الرغم من عشرات الشهداء والجرحى الذين قد تسفر عنها هذه الخطوة.

وهذا ما أكده المحلل العسكري الإسرائيلي المقرب من الأوساط العسكرية "ألون بن دافيد" بالتشديد على أن "إسرائيل تحسب حسابا كبيرا للمسيرات التي دعت لها مختلف الفصائل والهيئات الفلسطينية في غزة والتي تعرف بـ"مسيرات العودة"، لذلك فقد وضعت خطة أمنية متاكملة للتعامل معها".

وقال "بن دافيد" في مقالة نشرتها صحيفة "معاريف" الإسرائيلية إن "هذا الواقع وهذه المخاوف ازدادت في اعقاب تيقن "إسرائيل" بأنه لا فائدة من محاولات المصالحة بين حركتي فتح وحماس والتي انتهت مؤخرا بتراشق للتهم وهجوم إعلامي متبادل أعلن فيه الطرفان نهاية شهر العسل بينهما".

وأضاف أن "هذه النهاية أعاد "إسرائيل" مجددا إلى الكابوس الذي لطالما كان يراودها، وهو العودة إلى الواقع المحفوف بالمخاطر والتهديد من قبل المقاومة الفلسطينية في غزة، والتي لم يعد لديها ما تخسره وستجد سهولة في توجيه جام غضبها تجاه الإسرائيليين".

وأشار إلى أن الاحتلال الإسرائيلي الآن أمام تهديد حقيقي، سيعمل بكل ما في وسعه لمواجهته، خصوصا وأنه مقبلة على فترة أعياد، وبالتالي سيجد نفسه مجبرا على الدخول في "حالة أمنية استثنائية".

وينقل بن دافيد تعليقا لرجل الموساد "ميشكا بن دافيد" في كتابه "القرش" والذي تحدث فيه عن الحرب التي تبدأ بمسيرة جماهيرية للفلسطينيين من غزة إلى أراضيهم المحتلة منذ عام 1948، حيث قال: "سيناريو المسيرة التي يتمكن المشاركون فيها من الاستيلاء على عسقلان والوصول إلى مشارف أسدود هو سيناريو منع "إسرائيل" من النوم لسنوات، من أجل الوصول إلى إجابة عن السؤال: كيف نوقف آلاف الفلسطينيين الذين بدأوا في مسيرتهم نحونا؟".

ويقول الكاتب الإسرائيلي: "ليس معلوما لدينا إن كانت حماس قد قرأت الكتاب، ولا ما إذا سيتمكون من اختراق الحدود أم لا، لكنهم يدركون أن سعادتهم تتحقق من خلال إفساد الاحتفالات الإسرائيلية بالذكرى السبعين لتأسيس "إسرائيل"، وزيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لها لتدشين مقر سفارة بلاده في القدس كما وعد".

وأشار الكاتب إلى الإجراءات التي وضعتها قوات الاحتلال لخدمة الخطط التي رسمتها لمواجهة مسيرات العودة على طول الحدود مع غزة، والتي تشمل نشر العشرات من القناصة وأجهزة مكافحة الشغب والأسوار الإلكترونية والدبابات والقوات البرية المدعومة بتغطية جوية من قبل طائرات مسيرة مخصصة لقمع المتظاهرين وغيرها.

ونوه الكاتب إلى ما حاول تحقيقه رئيس هيئة أركان جيش الاحتلال "غادي ايزنكوت" عندما كان قائدا للقيادة الشمالية بجيش الاحتلال قبل عدة أعوام، عندما نجح العشرات من المتظاهرين السوريين المشاركين في مسيرات العودة، في اجتياز الشريط الحدودي للأراضي الفلسطينية المحتلة، وتمكن أحدهم في الوصول إلى مدينة يافا، كل ذلك حدث رغم الإجراءات المشددة التي كانت مفروضة على المنطقة حينها.

وأكد على أن "الأوساط الأمنية والعسكرية الإسرائيلية قلقة من تمكن تلك المسيرات التي تعد لها الفصائل الفلسطينية في غزة من احتلال مستوطنة متاخمة للحدود مع غزة، ووقوع عشرات القتلى، وهو مالا ترغب في حدوثه الحكومة الإسرائيلية، لأنه المواجهة الجديدة مع غزة هي آخر ما تبحث عنه "إسرائيل" حاليا".