شبكة قدس الإخبارية

فلسطين في وجه العاصفة.. الملامح الكبرى لصفقة القرن

هيئة التحرير

باريس – قدس الإخبارية: كشفت مصادر دبلوماسية عربية عن تفاصيل وملامح صفقة القرن التي من المقرر أن يفصح عنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن فلسطين خلال الفترة المقبلة، والتي تظهر أن القضية الفلسطينية تواجه عاصفة وخطراً حقيقاً من أجل تصفيتها.

ونقلت صحيفة "الشرق الأوسط" عن مصادر دبلوماسية عربية وصفتها بواسعة الاطلاع تفاصيل ما دار في اللقاء الذي جمع يوم الاثنين الماضي في بروكسل، وزراء لجنة المتابعة العربية والأمين العام للجامعة العربية بنظرائهم الأوروبيين في حضور ممثلة الشؤون الخارجية الأوروبية، لبحث الملف الفلسطيني.

والذي جرى خلاله طلب مساعدة الاتحاد الأوروبي، والترويج للرؤية العربية للحل في مواجهة ما تعرضه الإدارة الأميركية وما قامت به حتى اليوم من اعتراف بالقدس عاصمة لدولة الاحتلال الإسرائيلي وقرار نقل سفارتها إليها في مايو (أيار) القادم.

وشارك في الاجتماع مصر والأردن والإمارات والسعودية والمغرب وفلسطين إضافة إلى الأمين العام للجامعة العربية، حيث طالبت اللجنة المشكلة، بمؤتمر دولي منتصف العام الجاري وبآلية متعددة الأطراف تكسر الاحتكار الأميركي للوساطة بين الفلسطينيين والاحتلال التي لم تعد السلطة قابلة بها.

وبحسب الصحيفة فإن اللجنة العربية تبنت توسيع اللجنة الرباعية وفق ما يريده الطرف الفلسطيني، وهو ما لا يرفضه الوزراء الأوروبيون، إضافة إلى أن اللقاء حمل رسالة إلى الطرف الأوروبي مفادها أنه يتعين عليه التحرك قبل أن تعلن الإدارة الأميركية عن خطتها للسلام في الشرق الأوسط.

وتابعت: "ما تسرب من هذه الخطة يبين بوضوح أن الطرف الفلسطيني لن يقبلها بأي شكل من الأشكال»، لافتة إلى أن الوفد العربي شدد على الحاجة إلى العمل الفوري مع الجانب الأميركي انطلاقاً من اعتبار أنه إذا كشفت واشنطن عن خطتها، فإنه سيكون من الصعب عليها لاحقاً التراجع عنها أو تعديل بعض بنودها.

وتوضح الصحيفة في التفاصيل التي نشرتها أن قناعة "لجنة المتابعة العربية"، بأن الخلية التي أناط بها ترامب الاهتمام بالملف الفلسطيني الإسرائيلي والمشكّلة من صهره جاريد كوشنير، ومبعوثه جايسون غرينبلات، والسفير الأميركي لدى الاحتلال ديفيد ميليش فرديمان مكسوبة الولاء تماماً "لإسرائيل"، وهو ما يعني أنه لا يمكن توقع أي خير يمكن أن يصدر عنها".

وتضيف الصحيفة: "لكن اللجنة العربية لا تريد استبعاد الدور الأميركي الذي يبقى أساسياً، لكن تتعين موازنته إنْ على صعيد الأطراف المطلوب منها الإشراف على العملية السلمية وإنْ على صعيد المحددات التي يجب أن يقوم الحل السلمي على أساسها وتحديداً مبادرة السلام العربية".

ووفقاً لمعلومات المصادر المشار إليها فإن واشنطن تنوي عرض خطتها في إطار مؤتمر دولي يُعقد في إحدى العواصم العربية وعلى الأغلب في مصر بمشاركة إسرائيلية حيث يمكن لواشنطن وعواصم أخرى أن تعترف بدولة فلسطين، كما لا تستبعد أن تقبل القدس الشرقية عاصمة لها شرط أن تكون القدس القديمة تحت «ولاية دولية».

وتؤكد الصحيفة أنع قضية اللاجئين وبحسب فإن خطة كوشنير - غرينبلات تنص على بقائهم حيث هم مع تقديم تعويضات لهم، لكن ذلك يعني تخلي الفلسطينيين عن حق العودة.

وتشير إلى أن اللافت في الخطة أنها تنص على قيام دولة فلسطينية "محدودة السيادة" ومنزوعة السلاح وليس على حدود الرابع من يونيو (حزيران) 1967، بحيث سيبقى غور الأردن تحت السيطرة الإسرائيلية، كما أن المستوطنات الكبرى ستبقى مكانها مقابل نقل بعض المستوطنات الصغيرة.

وتنوه إلى أن المشكلة التي لم تنص الخطة على تصور حل لها (حتى تاريخه) تتمثل في المستوطنات البعيدة عن حدود الضفة الفاصلة عن الأراضي الخاضعة لسيطرة الاحتلال، وحول كيفية توفير الحماية الأمنية لها، في المقابل، ستعطى السلطة صلاحيات أمنية وإدارية إضافية في المنطقتين A وB.

وتستطرد الصحيفة في عرضها لبعض ملامح خطة ترامب قائلة: "واشنطن تخطط لجمع 40 مليار دولار ليس لشراء قبول السلطة وإنما للمساعدة على بناء الدولة والمؤسسات الفلسطينية، وإذا كان أمن الضفة الخارجي سيبقى في أيدي الاحتلال، فإن أمن غزة سيناط -حسب الخطة- بالجانب المصري".

المصدر: الشرق الأوسط