شبكة قدس الإخبارية

مستقبلٌ مجهول لمسني غزّة بعد تقليص الخدمات لهم

علي مصطفى

غزة- خاص قُدس الإخبارية: في دار إيواء المسنين الوحيدة في قطاع غزة، يقبع 44 مسنًا ومسنة تجاوزت أعمارهم الستين عاماً ولا يجدون رعاية اجتماعية ولا يوجد لهم مأوى ولا أقارب، حيث يتلقون رعاية كاملة داخل المركز، ويشعرون بالأمان بداخله، بعدما ضاقت بهم الدنيا وباتوا ينتظرون مستقبلاً مجهولاً نتيجة الأزمات الاقتصادية التي عصفت مؤخراً بالقطاع.

ويخشى نزلاء مركز الوفاء إغلاق المركز الوحيد الذي يؤويهم بعد تقليص بعض الخدمات المقدمة لهم، لعدم التزام المتبرعين والمؤسسات المناحة، بسبب سوء الأوضاع الاقتصادية، كون هذا المركز يعتمد بشكل أساسي على أموال المتبرعين ولا يوجد له جهة داعمة بشكل مستمر.

معاناة نفسيّة وصحية

المسنة فاطمة بارود واحدة من نزلاء مركز الوفاء لرعاية المسنين، والتي تعاني من حالة اكتئاب نفسي، لعدم زيارة الأخصائيين النفسيين الذين اعتادوا على زيارتها هى وباقي النزلاء بشكل يومي لدعمهم نفسياً ومعنوياً وتنظيم أنشطة  ترفع من معنوياتهم، فهم لم يتلقوا هذه الجلسات منذ بداية العام لعدم مقدرة إدارة المركز على دفع المستحقات المالية للأخصائيين النفسيين.

وتقطن المسنة بارود التي تبلغ من العمر( 70عاماً) داخل مركز الوفاء لرعاية المسنين منذ تسع سنوات، بعد ولم يجد لها مأوى غير هذا المكان بعد وفاة زوجها، فهي تخشى أن ينتهي بها المطاف بدون مكان يؤويها، في حال إغلاق المكان الوحيد الذي يرعى المسنين، بعد تقليص بعض الخدمات المقدمة لهم.

ولم يكن حال المسن إسحق الصايغ أفضل من سابقته، فهو من يعاني من ألام أسفل قديمه، لعدم تلقيه جلسات العلاج الطبيعي بشكل يومي، نتيجة التقلصيات التي قامت بها ادراة المركز لمواجهة الأزمة المالية، ويتلقى المسن فقط ثلاث جلسات أسبوعياً فقط، الأمر الذي سبب له الآلام.

ويخشى الصايغ، البالغ من العمر(79عاماً) إغلاق المركز الوحيد للمسنين في غزة، الذي بقيم به منذ عشر سنوات، بعد فقدانه كل أفراد عائلته، ولم يجد له مأوىً، أو قريب يعتني به ويقدم له الرعاية التي يحصل عليها داخل مركز الوفاء.

وفي هذا السياق يقول المدير العام لمركز الوفاء لرعاية المسنين والعجزة في قطاع غزة بسمان العشي، "إنه من باب المسؤولية الاجتماعية ومساعدة الآخرين نقدم الرعاية الكاملة بشكل مجاني للمسنين والعجزة في غزة، ونعتمد بشكل أساسي على أموال المتبرعين وأصحاب رؤوس الأموال وبعض المؤسسات الخيرية العاملة بالقطاع؛ ولكن الأزمة المالية التي ألمت بالقطاع أثّرت بشكل كبيرٍ على تمويل المركز، إذ انخفضت الميزانية بنسبة 70%".

ويضيف لـ "قدس الإخبارية"، "قررنا تنفيذ خطط تقشف لمواجهة العجز الذي تسببت به الأزمة الاقتصادية، وكانت الخطة الأولى تخفيض رواتب الموظفين العاملين داخل المركز بنسبة 50%، للتخفيف من المصاريف التشغيلية والحفاظ على العمل داخل المركز، ولم يعارض الموظفون هذا القرار واعتبروه مساهمة منهم لخدم المسنين والعجزة، وتقديرًا لظروف المرحلة.

تقشف ومصير مجهول!

ويتابع، "من ضمن خطط التقشف التي تم تنفيذها لتوفير نفقات المركز أوقفنا برنامج التنزه الخاص بالنزلاء بشكل كامل، حيث أننا كنا ننظم رحلات ترفيهية خاصة بهم، للترفيه عن أنفسهم، لعدم قدرتنا على توفير الأموال الكافية لدفعها لشركات النقل والمطاعم ومرافق التنزه، لكن ذلك أدى إلى ازدياد نسبة الاكتئاب عند عدد من نزلاء المركز، وبالتالي زادت الأدوية المقدمة لهم".

ويوضح العشي أنهم قاموا بتقليص جلسات العلاج الطبيعي للمسنين الذين يعانون من جلطات، من سبع جلسات أسبوعيًا، إلى ثلاث جلسات فقط، إضافة إلى تقليص عدد مرات تغيير الحفاضات للنزلاء حيث أنها تقلصت من 5 مرات يوميًا إلى ثلاثة.

وأشار إلى أنهم أوقفوا برنامج الدعم النفسي للمسنين نتيجة تراكم الديون للأخصائيين النفسين وعدم مقدرتهم على تسديد الأموال المستحقة.

وأكمل مدير مركز الوفاء لرعاية المسنين حديثه قائلاً، "بعد تراكم الديون لشركات الأدوية والمطاعم حاولنا تقليل كمية الطعام والأدوية لنزلاء المركز؛ ولكننا لن نستطيع فعل ذلك على الإطلاق، لأن أجسام المسنين الضعيفة بحاجة إلى تغذية ولا يستطيعون التخلي عن الأدوية، فنحن الآن لن نستطيع استقبال أي نزيل جديد بالمركز، ومصير المركز مجهول ولا نعرف أين سنذهب بهؤلاء المسنين، في حال اشتداد الأزمة، التي ربما تؤدي إلى إغلاق المركز.