القدس المحتلة - قدس الإخبارية:  في مؤشر على التقاط الاحتلال الإسرائيلي للرسالة التي وجهها الجناح العسكري لحركة حماس "كتائب القسام" بإعلانها الاستنفار في صفوفها استعدادا لأي عدوان إسرائيلي محتمل، عقب تمكن الدفاعات الأرضية السورية من إسقاط طائرة حربية إسرائيلية، واتهام إيران بالوقوف خلف العملية، كشفت صحيفة إسرائيلية عن مخاوف لدى الاحتلال الإسرائيلي من انخراط حركة حماس في الحرب في حال شن عدوان عسكري واسع على سوريا أو لبنان، وهو سيناريو لطالما حذرت منه العديد من الجهات لدى الاحتلال الإسرائيلي.

وقالت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية، اليوم الاثنين، إن الاحتلال عرضة لاندلاع حرب في الشمال والجنوب في وقت واحد، خصوصاً بعد ترميم حركة حماس علاقتها مع إيران، وهو ما يجعل الاحتلال مهدداً بمواجهة خطر الحرب على جبهتين، في حال اندلعت حرب بينها وبين القوات المدعومة من إيران في سوريا.

وأضاف الصحيفة، "احتمالية انضمام مقاتلي حماس في قطاع غزة إلى المعركة أصبح أكثر واقعية اليوم مقارنة بالعام الماضي"، متسائلة: "ما الذي يجعل احتمالية مواجهة إسرائيل الحرب على جبهتين أكثر واقعية؟".

وأجابت "جيروزاليم بوست" عن السؤال بالقول: "علاقات حماس مع إيران تدهورت في 2011 بعد رفض الحركة دعم بشار الأسد الرئيس السوري المدعوم من إيران عندما اندلعت الحرب الأهلية في سوريا وفي ذات الوقت نقل كبار قادة حماس مقراتهم من دمشق إلى الدوحة وبدأت إيران في تقديم الدعم لحركات مسلحة في غزة تعارض حماس بقوة".

ولكن بذلت حماس الكثير من الجهود خلال العام الماضي لاستعادة علاقاتها مع طهران، حيث بعثت عددا من الوفود إلى إيران للقاء مسئولين إيرانيين والدفاع عنها في المنتديات العامة ضد انتقادات منافسيها في الشرق الأوسط"، بحسب الصحيفة.

وفي أغسطس، قال رئيس حماس في غزة يحي السنوار للصحفيين "إن إيران أصبحت الداعم الأكبر لجناح حماس العسكري "كتائب عز الدين القسام"، في الوقت الذي وصف نائب رئيس الحركة صالح العاروري العلاقات مع إيران بأنها "ممتازة"، وأشاد بدعمها للمقاومة في غزة.

"ومن أجل جميع الأهداف الحساسة-تضيف الصحيفة-، لقد أصبح من الواضح أن حماس وإيران قد تجاوزتا نزاعهما السابق والآن ينظر كل طرف للآخر على أنه شريك استراتيجي".

وأشارت إلى أن قادة حماس قد قالوا مؤخرا إنهم ليسوا حريصين على حرب جديدة مع "إسرائيل" بعد الدخول في 3 صراعات عنيفة معها في السنوات العشر الماضية.

وقالت: "إذا كانت الحرب ستندلع بين "إسرائيل" والقوات المدعومة من إيران في سوريا ولبنان، ففي ضوء علاقات حماس وإيران الأكثر قربا فإن احتمال أن تفتح كتائب عز القسام جبهة ثانية ضد "إسرائيل" أكثر واقعية اليوم من عام مضى"، على حد تعبير الصحيفة.