شبكة قدس الإخبارية

تمخض "تسفيكا يحزقيلي" فولد هراءً

هيئة التحرير

فلسطين المحتلة - قدس الإخبارية: قدم الكاتب والخبير بالشأن الإسرائيلي علاء الريماوي، قراءته الخاصة لأولى حلقات المسلسل "الاستقصائي" لمحرر الشؤون العربية في في القناة العاشرة الإسرائيلية، "تسفي يحزقيلي"، عن نشاط حركة "الاخوان المسلمين" في أوروبا، والذي بثته القناة مساء الثلاثاء الماضي.

وقال الريماوي: "إن الفيلم الذي روجت له القناة العاشرة، والصحفي الاستخباري تسفيكا يحزقيلي، وبدعم من جهاز الموساد، يعكس "سذاجة" عميقة، حاولت القناة تسويقها عن "الاخوان المسلمون"، وقدرة صحفي عابر الوصول الى تفاصيل عمل الإخوان في فرنسا، وأوروبا توجهاتهم، ورؤيتهم، بالإضافة إلى حركة مؤسساتهم، وطابعها.

وأكد الريماوي على أن الفلم أظهر يحزقيلي في مرحلة الإعداد النفسي للتحقيق والاختراق عبر تسميته الجديدة "الحاج أبو حمزة" خالد يوسف محمد أبو سالم، له أربعة من الأبناء "حمزة وفاطمة وداوود ويوسف" حيث حاول التحقيق خلق شخصية نادرة لتحقيق الهدف الكبير والذي جاء في مقدمة الفلم، الوصول الى منهجية الإخوان ومؤسستها الهادفة للسيطرة التي عليها الإخوان في أوروبا، للصول إلى حاكمية الإسلام في أنحاء القارة الأوروبية، والولايات المتحدة بدعم مالي كبير يقف خلفه أضلاع العمل في تركيا وبلاد المسلمين عبر مكنة الجهاد الصامت "الدعوة".

وحول التهيئة والهدف من الفلم، أوضح الريماوي أنه "كان واضحا حين استخدم شعار الإخوان "السيف والمصحف" برغم أنهما أقحما في الفلم دون وجود للصورة في سياق التصوير أو في فرنسا ذاتها، وركز على بعض المواطنين للحديث عن الجهاد، والمفاصلة وإظهار المسلمين بصيغة الإرهاب، الذي يخشاه الغرب، عبر استخدام مضامين كتاب للشيخ القرضاوي والشهيد حسن البنا في تفسير آية "وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة"، في إشارة إلى القوة المادية الموجهة.

وقال الريماوي إنه "كان هناك ربط متعمد ومقصود في الفلم، الانطلاق من القدس، نحو فرنسا، والإشارة إلى تعريف المذيع للعرب من بوابة الانتفاضة والعمليات التفجرية والارهاب في أوروبا، واعتماد محاضرة للشيخ القرضاوي التي يتحدث بها عن عودة الاسلام لأوروبا وحكمها كدولة ترتبط بتاريخ الفتوحات الإسلامية".

وأكد الريماوي على أن الفيلم كشف وضوح بصمة الموساد في التجهيز اللوجستي له، وقد صرح بذلك الفلم في التهيئة، والإرشاد والحماية، والمضامين، واختيار الشخصيات الأمر الذي ظهر من خلال شخصيات مرافقة ليحزقيلي مسؤولة عن التهيئة والتوجيه في القدس وفرنسا.

وأضاف أن الموساد اعتمد تزويد "يحزقيلي"، بنظارة للتصوير، وخاتم للتسجيل، ومعطف، بالإضافة إلى تجهيزات أخرى، لكن الأهم خارطة معلوماتيه منتقاه بقصد الوصول الى مفاصل يعتبرها الموساد مهمة للربط بين مسجد التقوى وبعض العمليات التفجرية التي لها علاقة بداعش.

وبحسب الريماوي فقد اعتمد التحقيق، على الشيخ القرضاوي، وخطاباته، ووصفه بأنه صاحب المرجعية للإخوان في أنحاء العالم وأوروبا بالإضافة إلى حماس والحركة الإسلامية في الداخل، وربطه في نسخة الإخوان" العنيفة" أثناء الربيع العربي، كما تم استخدام أدبياتها الإخوان أثناء الربيع العربي، والتي حاول الفلم إظهار المخاوف من سعي الإخوان نقلها إلى أوروبا.

ويظهر الشريط الكيفية التي يفهمها الموساد كلغة لاختراق للعقل العربي والمسلم عبر استخدام المضامين المريحة للمحاور مثل "الله" "الحمد لله" "إن شاء الله" "الله يكرمك".

وبين الريماوي أن "يحزقيلي" تعمد إظهار شكل من أشكال "الغباء" لبعض شيوخ الدين في فلسطين، عبر قيام شيخ مسجد اسمه محمود بتعليمه الصلاة والوضوء، برغم الإشارة إلى عدم معرفته هدف يحزقيلي من هذا التعليم، وهنا وجدت في المضامين رسالة صهيونية تتعمد القول: "ابداعية العقل الصهوني وسخافة العقل العربي".

ونوه الريماوي إلى أنه في محطات الفلم بدأ "يحزقيلي" بزيارة فرنسا الهدف من تحقيقه، حيث اعتمد وسيلة التبرع والمال كبوابة للثقة التي يمكن من خلالها الدخول للوجود الإسلامي، وركز على هذه الزاوية بوصفها المحرك للدعوة وتمويل مشاريع الإخوان الخطيرة على حد تعبيره.

كما أوحى الفلم إلى قدرة غير طبيعية في الدخول لأحد المساجد والصلاة فيه عبر تسويق يحزقيلي نفسه على أنه تاجر أردني، ثم قام بزيارة القائم على المسجد والمجمع الإسلامي "عبد الكبير" أحد الوجوه الإسلامية فتحدث الرجل عن الإسلام والمدينة وروح الإسلام الوسطية، ودور المجمع الإسلامي في الدعوة، فلم يحظى يحزقيلي بما يريد، فانتقى شريطا مسجلا لأحد القيادات الإسلامية المغربية الموجودة في فرنسا، عمرو الأصفر، والذي تحدث فيه عن منهجية الإخوان في الأسلمة والسيطرة، التسجيل قديم من اليوتيوب ولا يعبر عن جديد أضافه الفلم.

وانتقل يحزقيلي مباشرة فزار مكتبتين للحديث عن انتشار الكتب التعبوية والخطيرة على سلم فرنسا، والتي تدعو للجهاد والتطرف على حد زعمه، للشهيد حسن البنا والشيخ القرضاوي، كما زار حزقيلي مدرسة إسلامية والتقى بمعلمة، كانت إجاباتها تعريفية بالمدرسة كدور تقوم به لأي قادم للمكان، لكن أراد المقدم اعتبار المدارس البنية الخطرة كحاضنة تعتمد عليها جماعة الإخوان.

وبحسب الريماوي فقد اعتمد يحزقيلي التحريض على بنية المدارس، التي اعتبرها والمساجد الوسيلة الرئيسية التي بها يسيطر الإخوان على 99 % من المسلمين في أوروبا، والذين يبلغون أكثر من 18 مليون مسلم.

ولتدعيم رؤيته، بحسب الريماوي، فقد اعتمد الفيلم على شخص يدعى سفيان زيتوني يدَّعي أنه كان مقرب من الإسلاميين فوجدهم برؤية متطرفة تدعم الإخوان وحماس وغيرها، ويؤمنون بالعنف لذلك ابتعد عنهم، كما شن سفيان هجوما على منهجية العمل وصدرها على أنها متطرفة، شخصية سفيان واضح أنها مستخدمة للتحشيد على المسلمين هناك.

كما استخدم الفيلم الدكتور توفيق الحميد، مصري الأصل، والذي كان في الجماعة الإسلامية والآن يشن هجوما على الإسلاميين، حيث استجلب لمقابلة صحفية مع "يحزقيلي" استخدمت عبارة منه بعد مقابلته أن هذا الواقع، (نشاط الاخوان)، سرطان سيتوسع، وزعم: "سنشاهد الرجم في شوارع في فرنسا".

وأشار الريماوي إلى أن محاولات يحزقيلي للحديث مع الجمهور كانت تقابل بالتحفظ من قبلهم، ولم تعكس تهافت للحديث معه، بل وجدنا حضورا عاما واعيا وفاهمنا لشكل وخطاب الأغراب.

وأكد الريماوي على أن الحلقة الأولى لم تنبي بأن هناك، وصولا لمحظور، ولا ثقة بنيت مع الصحيفي الإسرائيلي، بل على العكس، لم يفلح يحزقيلي (أبو حمزة) التاجر الأردني، أو اللاجئ السوري أو الفلسطيني"، أخذ ما يريد، وظهر من التصوير أن المسلمين هناك في قمة الفهم لدورهم، خاصة المسؤولين فيهم.

وأشار إلى أن الأمكنة التي دخلها يحزقيلي عامة يدخلها الناس، مساجد مدارس، مكتبات بالإضافة إلى طرقات يقتنص منها بعض المقابلات المنتقاه.

ونوه إلى أن التحقيق بكل المعاير موجه، يقصد منه استهداف الحركة الإسلامية النشطة، عبر وسيلة الشيطنة واستحضار التاريخ والرواية التقليدية للإخوان، لدفع فرنسا باتجاه التصعيد عليها، مشددا على أن الاستنتاج بكليته في زاوية أن التحقيق مهم وخطير في الوصول إلى قضايا غير معروفة، ليس صحيحا.