غزة - خاص قدس الإخبارية: ارتفعت في الآونة الأخيرة وتيرة النداءات والاستغاثات التي أطلقها العديد من المسؤولين الفلسطينيين وحتى الدوليين بشأن الواقع الإنساني والمعيشي الذي يعاني منه أكثر من مليوني فلسطيني يعيشون في قطاع غزة الذي يقاسي تحت وطأة حصار إسرائيلي مشدد منذ عام 2006.
ولم تتوقف النداءات والاستغاثات عند هذا الحد، بل وصل الكثير منها للتحذير من عواقب انفجار الأوضاع في غزة شعبياً أو عسكرياً من خلال اندلاع مواجهة جديدة بين فصائل المقاومة الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي لا سيما في ظل ازدياد حدة الضغط على الغزيين وانسداد الأفق وعدم نجاح المصالحة الداخلية في حل الأزمات المتراكمة.
أزمات متلاحقةويضرب القطاع الذي يرزح تحت الحصار الإسرائيلي الخانق للعام الثاني عشر على التوالي، العديد من الأزمات، كانقطاع الكهرباء لأكثر من 12 ساعة يومياً تصل في بعض الأحيان إلى 20 ساعة، إضافة إلى أزمة نقص الوقود التي تعاني منها مشافي غزة وارتفاع معدلات الفقر والبطالة.
وبحسب اللجنة الشعبية لكسر الحصار عن غزة فإن نحو 80% من الأسر الفلسطينية في القطاع باتت تعتمد على المساعدات التي تقدمها المنظمات الإغاثية، في الوقت الذي لا يتجاوز فيه متوسط دخل الفرد يومياً مبلغ دولار أمريكي واحد فقط، في حين ارتفعت معدلات البطالة لأكثر من 46%، منها 60% في صفوف الذكور وأكثر من 85% في صفوف الإناث.
ومؤخراً أعلن تجمع المؤسسات الخيرية العاملة في غزة عن كون القطاع منطقة منكوبة إنسانياً، ودعت المجتمع الدولي والعربي إلى التحرك الفوري والجاد لإنقاذ الأوضاع المأساوية التي وصل إليها السكان بفعل استمرار الحصار والحروب المتتالية التي عصفت بأكثر من مليوني فلسطيني.
في الوقت ذاته لم تسلم المؤسسات الصحية الحكومية من الأزمات، إذ أعلن مؤخراً عن توقف مستشفى بيت حانون وإمكانية توقف مستشفى الدرة للأطفال وسط القطاع، بسبب أزمة نقص الوقود، وامتناع الحكومة عن تغطية تكاليف شراء السولار الخاص بمولدات المستشفيات من مصر.
ولم يتوقف التدهور المعيشي عند الأمور الاقتصادية وانقطاع الكهرباء، إذ امتد ليصل إلى المياه والتي تشير آخر الإحصائات إلى أن 97% من مياه غزة غير صالحة للشرب والاستهلاك البشري، بحسب منظمة الصحة العالمية، وبفعل العجز في الخزان الجوفي، وتراجع حصة الفرد من المياه من 100 ليتر يوميًا، إلى 60 ليتراً، خلافًا للحد الأدنى الموصى به عالميًا في الحصة الأولى.
تحذير أمميكل هذه النداءاءات والتحذيرات والاستغاثات لم تتوقف إذ توجت بتحذير من المبعوث الأممي ومنسق عملية التسوية في الشرق الأوسط "نيكولاي ملادينوف" بأن القطاع على حافة الانهيار الكامل.
واعتبر ملادينوف في كلمة ألقاها في المؤتمر السنوي لمعهد "دراسات الأمن القومي" الإسرائيلي في تل أبيب، اليوم الثلاثاء، أن مفتاح إنقاذ غزة من الكارثة هو إعادة حكومة الوفاق الوطني الفلسطينية إلى هناك.
وتابع المبعوث الأممي:" إنه دون ذلك فغزة في خطر الانفجار مرة أخرى، وهذه المرة بطريقة أكثر فتكًا وعنفا بكثير مما كانت عليه في الماضي"، مضيفاً أنه غالبًا ما يقول الأمور بشكل علني وهو ما كان آخرها في جلسات مجلس الأمن الدولي.
واستطرد بالقول: "دعوني أكون واضحا للغاية اليوم، لقد تجاوزنا هذه المرحلة بكثير (...) نحن على شفير فشل كامل لكل الأنظمة في غزة، مع انهيار كامل للاقتصاد والخدمات الاجتماعية وهناك بما يترتب على ذلك من آثار سياسية وانسانية وأمنية".