شبكة قدس الإخبارية

مصممان فلسطينيان يحصدان المركزين الأول والثاني بمسابقة عربية

رويدا عامر

غزة – خاص قدس الاخبارية: من حبة فستق وغصن زيتون أبدع شابان بتصميم أغلفة للمنتجات وفازا في مسابقة STARPAK العربية للتعبئة والتغليف لفلسطين، والتي تعتبر مسابقة مميزة من نوعها وتستهدف طلبة الجامعات العربية حيث اختارت كلية تدريب مجتمع غزة (GTC) أحمد الزوم وساهر مقداد للمشاركة في هذه المسابقة مع ستة طلاب آخرين وكان لكل منهما فكرته التي نافس عليها وحصلا على المركزين الأول والثاني فيها.

تصميم صديقة للبيئة

كان لـ"قدس الإخبارية" حديث مع أحمد الزوم (20 عاما) تخصص تصميم الجرافيك ومونتاج والذي نافس على فكرة تغليف المكسرات، حيث كانت فكرته صديقة للبيئة قائلاً: "فكرت بحبة الفستق حينما يتم فتحها تقسم لجزأين فقلت لماذا لا تكون عبوة التغليف بهذا الشكل نصف للمكسرات والنصف الآخر للقشور بعد الانتهاء من أكلها".

وأضاف، "الفكرة عبارة عن علبة لحفظ وعرض المكسرات وحققت الجانب الجمالي والأخلاقي من حيث التصميم الذي ركز على الجهة الثانية لوضع قشور المكسرات بدلا من اتساخ المكان سواء كان مكان عام او خاص".

أما عن الوقت الذي استغرقه هذا التصميم ليتم إنجازه قال: "التصميم نفذته بشكل شخصي لم يكن معي أحد واستغرق ذلك ما يقارب 20 يوما لإتمام المشروع بشكل كامل وتسليمه، فعلى الرغم من الصعوبات التي واجهتها إلا أن الدعم الذي تلقيناه من الكلية ساعدنا في إنهاء العمل والالتحاق بالمسابقة".

كثيرة هي الصعوبات التي واجهت الزوم خلال تنفيذه المشروع والتي لخصها بالقول: "انقطاع الكهرباء هو أكبر مشكلة واجهتنا حيث كان الأمر يبطئا لنتمكن من إنهاء التصميم وتسليمه، بالإضافة إلى عدم وجود مواصفات عالية لأجهزة التصميم مثل الكمبيوتر، حيث كان الجهاز الذي نتملكه ذو مواصفات منخفضة عن الأجهزة المطلوبة من الجهات الداعمة".

هذه المشاريع تعتبر أفكار ريادية وإبداعية من الدرجة الأولى ولكن زوم أكد على أن الإبداع في غزة بلا حاضنة كما أنه يواجه معضلة قلة الجهات الداعمة له، الأمر الذي يؤدي إلى ركود الفكرة وعدم الاستفادة منها، وقال: "الأفكار الإبداعية في التصاميم كثيرة ولكن عدم وجود داعم لها يصيبنا بالإحباط فمنذ التخرج لا يوجد أي جهة نعمل لديها، وإن وجدنا جهة نعمل لديها يكون الدخل قليلا مقارنة بالمجهود الذي نبذله من أجل الخروج بتصاميم مميزة وإبداعية".

تصميم متكامل

فيما ابتكر صديقه ساهر عبد الحميد (20 عاماً) تغليفاً جذّاباً لعبوة الزيت مستوحاة من ورقة الشجر بانحناءاتها الجميلة بديلاً عن الأغلفة المصنوعة من النايلون.

ووصف عبد الحميد فكرته، وقال: "ابتكرت غلافاً كرتونيّاً لحفظ عبوة الزيت لحلّ مشكلّة تسرّب الزيت من فوهة العبوة، وهو يأخذ شكل ورقة شجرة الزيتون الجميلة عندما تحتضن الورقة الغصن والتي تنتهي بفتحة صغيرة وقاعدة تحافظ على عدم نزول الزيت من الزجاجة".

ويأضاف لـ "قدس الإخبارية"، "استغرقت المسابقة ما بين شهر أو شهرين إلى حين إتمام التصميم، من أكثر المعيقات التي واجهتني بالطبع، الكهرباء، فقد كانت تعرقل عملنا ما تسبب بتأخرنا في إنجاز العمل، بالإضافة الى قلة الدعم الذي يتمناه أي خريج لمشاريعه وأفكاره".

أما عن مراحل المسابقة التي التحقا بها فقال: "سجلنا في المسابقة وفقا لاختيار الاستاذ محمد الحلبي لنا حيث جمعت المسابقة 120 طالبا وطالبة من كافة الدول العربية حيث كانت تستهدف طلبة الجامعات الذين مازالوا على مقاعد الدراسة وتم تسجيل 10 طلاب من فلسطين من بينهم أنا وصديقي أحمد الزوم، كان التسجيل والتواصل عبر الانترنت مع فريق المسابقة في لبنان وتمت أول مرحلتي تصفيات، وفي المرحلة النهائية تم إعلان أسماء الفائزين الأول على فلسطين أحمد الزوم وحصلت على المركز الثاني".

لم يتمكن أحمد وساهر من تسلم جائزتيهما لكون المسابقة تنظم في لبنان، ولكنهما من قطاع غزة المحاصر، حيث اصطدما بالمعابر المغلقة، رفح من الجهة المصرية الذي لا يتم فتحه إلا لفترات محدودة، وبيت حانون المتحكم به قوات الاحتلال، ويقول عبد الحميد: "الفرحة لم تكتمل عندما علمنا أنه من الصعب الذهاب إلى لبنان لتسلم الجائزة بعد التعب والعيش تحت ضغط المنافسة، توقعنا أن يتوج علمنا باستلام الجائزة ولكن للأسف لم نستطيع السفر بسبب الحصار ومشاكله".

وعلى الرغم من الإنجاز الذي حققه أحمد وساهر إلا أنهما لا يزالان يعانيان من البطالة وقلة العمل، ويؤكدان أن الوضع الاقتصادي المتردي في قطاع غزة، يجعل الشركات العاملة في القطاع تبتعد عن الاستعانة بالتصميم والمصممين للترويج لمنتجاتهم، الأمر الذي جعل فرصة وجود هذه الأفكار الإبداعية قليلة جدا، بالإضافة لانعدام الحاضنة الداعمة.