القدس المحتلة - خاص قدس الإخبارية: أكد الشيخ كمال الخطيب نائب رئيس الحركة الإسلامية في الداخل المحتل منذ عام 1948 على أن لا أحد يستطيع أن يسلخ فلسطينيي الداخل المحتل عن قضيتهم الأم أو أن يزاود عليهم في معارك الدفاع عن القدس والمسجد الأقصى المبارك.
وقال الخطيب في حديث لـ "قدس الإخبارية" "إنه على طول مراحل الصراع مع الاحتلال الإسرائيلي منذ احداث النكبة عام 1948 وحتى اليوم، سجل الفلسطينيون في الداخل المحتل الصمود في وجه الاحتلال بأشجع الصور".
وأضاف الخطيب أنه "لمن يزاود على أهل الداخل نقول إنه بالعودة إلى نكبة الشعب الفلسطيني عام 48 والتي شكلت منعطفا بل هو المنعطف الأخطر في تاريخ شعبنا في ال100 عام الأخيرة، بعد أن تم تهجير مليون فلسطيني وبقاء 154 الف فلسطيني هم أهل الداخل، ما يعني أن هناك فعلا قد حصلت حالة انقطاع بين من بقوا داخل الوطن ومن تم تهجيرهم".
أخطاء استراتيجيةوتابع: أن "المؤسسة الإسرائيلية دائما ما تؤكد أنها ارتكبت خطأين إستراتيجيين في الحياة السياسية، الأول لماذا لم يستغلوا أحداث النكبة ويهجروا كل الفلسطينيين، فبقاء 154 ألف فلسطيني هو خطأ إستراتيجي بالنسبة لإسرائيل خصوصا وأن هؤلاء أصبح عددهم يفوق المليون اليوم، والخطأ الثاني هو لماذا لم يتم استغلال أحداث 67 من أجل تدمير المسجد الأقصى، والقول إنه هدم بفعل ظروف حربية وتنتهي قضية الأقصى الى الأبد، كما تنتهي قضية الفلسطنييين".
وأكد الخطيب على أن فلسطينيي الداخل "دائما ما كانوا جزءا منسيا من الشعب الفلسطيني، والآن وبلا شك أصبح هناك حالة نهضة، وطنية دينية قومية في الداخل، لكن من المؤسف أنها عادت وأصيبت بانتكاسة عام 1993 في اتفاقيات أوسلو، حينما تم الحديث عن اتفاقية أوسلو بتجاهل تام لفلسطينيي الداخل، بعدم ذكر لهم، بل كان ابو مازن مهندس أوسلو يطمع دائما في أن يستغل فلسطينيي الداخل لتمرير مخططه البائس والذي ثبت اليوم أنه أكثر من بائس".
وقال الخطيب "إذا كان الاحتلال يعتبر بقاء فلسطينيي الداخل خطئ استراتيجيا ثانيا، فأنا اعتبره قدرا ربانيا، في ظل أنهم في مرحلة معينة كانوا هم الوحيدين القادرين على الحفاظ على هوية الأرض والتواصل مع القدس والمسجد الأقصى المبارك خلال العشرين سنة الأخيرة، فأهل الداخل هم من أطلقوا صرخة الأقصى في خطر، وهم من شكَّلوا السياج الواقي للمسجد الأقصى المبارك، لذلك لا يضيرهم أن يتم تجاهلهم في مرحلة من المراحل".
حالة نزاع مستمرةوأضاف، "إلى جانب ذلك كله كان الاستهداف الإسرائيلي المستمر منذ النكبة وحتى النكسة، واليوم وبالتزامن مع مشاريع التهويد والأسرة وطمس الهوية الفلسطينية، ومحاولة إظهار أن هذا الفلسطيني هو نوع من المسخ، لا هو ينتمي لشعبه الفلسطيني ولا يمكن قبوله في أي مجتمع، تمكن ذلك الفلسطيني رغم كل جراحه ومع كل محاولات طمس هويته، من الثبات والنهوض في وجه المحتل في النقب، وفي عكا وحيفا ويافا والللد والرملة، ومعتقلوه الذي لازالوا يدافعون عن القدس والأقصى وفي مقدمتهم الشيخ رائد صلاح وعشاق الأقصى كانوا ولا زالوا مستمرون في نهجهم.
وعن موقف فلسطينيي الداخل من إعلان الرئيس الأمريكي للقدس عاصمة لكيان الاحتلال أكد على أنهم يقفون سدا منيعا أمام كل من يحاول المس بالقدس والأقصى، ولا ينتظرون من أحد أن يحركهم، ولكن في الوضع الحالي هناك اختلاف عن كل الأحداث الي مست القدس والمسجد الأقصى، على سبيل المثال هبة البوابات التي كان أهالي الداخل فيها في مقدمة المنافحين عن القدس حتى رسموا بمعية أهالي القدس الصامدين النصر المؤزر على مخططات الاحتلال.
وأوضح، أن الاختلاف نابع من أن شعبنا يومها أخذ زمام المبادرة، واضطرت الحكومات والأنظمة لركوب موجة الدفاع عن الأقصى الذي كان يقوده أهالي القدس والداخل المحتل، وفي النهاية كل حاول أن يزعم أنه كان السبب في تراجع الاحتلال عن مخططاته لنصب البوابات على مداخل الأقصى، زعم ذلك ملك السعودية وزعم ذلك السيسي، كما زعمه أبو مازن، وغيرهم.
وشدد على أن "ما يحصل الآن أن زمام المبادرة، قد أخذته القياديات السياسية، بخبث، وأقول بخبث لأنهم يسعون بصورة أو بأخرى للمساهمة في تمرير هذه الصفقة، ونؤكد على أن هناك جهات عربية قد أعطوا مباركتها وموافقتها على إعلان القدس".
من جهة أخرى، يقول الخطيب: "يتجلى دور التنسيق الأمني بين السلطة الفلسطينية والاحتلال، وتأكيد أبو مازن في أكثر من مناسبة أنه لن يسمح وسيعمل على منع أية أعمال عنف موجهة للاحتلال الإسرائيلي، حتى في أوج خطابه ردا على قرار ترمب".
وأوضح أن "من يعول على أهالي الداخل، ليكنونوا هم مصدر هبة شعبية في وجه قرار ترمب، نؤكد له أن أهالي الداخل في معركة مستمرة مع الاحتلال منذ احتلال فلسطين، دفاعا عن أرضهم وبيوتهم وحقوقهم وحتى بقائهم، وهذا الزخم العالي من الأحداث والمواجهة المستمرة مع الاحتلال، تجعل من أهلنا في الداخل مستنزفين، لكثرة الظروف التي يستدعى فيها الوقوف أمام التغول الإسرائيلي، ولكن إذا استدعى الظرف سيكونون في مقدمة المنابفحين عن القدس".
وفيما يتعلق بردات الفعل الفلسطينية والعربية سواء الشعبية أو الرسمية وتقييمه لتلك الردات بعد مرور حوالي شهرين على قرار ترمب، عبر الخطيب عن اعتقاده بوجود جهات عربية وفلسطينية لا تريد الذهاب بعيدا باتجاه معادات المشروع الأمريكي الإسرائيلي، وكل ردات الفعل بحاجة للتقييم، ومعرفة أسباب تمنُّع القيادات السياسية الفلسطينية عن رفع يدها الثقيلة وعصاها الثقيلة عن الشعب الفلسطيني، وما حدث في جنين قبل أيام يكشف جليا عن أن التنسيق الأمني لم يتوقف، وهذا ما صرح به قادة إسرائيليون، على الرغم مما أوصى به المجلس المركزي في رام الله مؤخرا، وهذا يؤثر على أداء شعبنا الفلسطيني تجاه قضيته.
الوصاية السعودية على القدسوحول محاولات بعض القيادات المقدسية لنزع الوصاية الهاشمية عن القدس ومنحها للسعودية، أكد على أن هذه المخططات، والقفزات من قبل النظام السعودي تشكل خطرا حقيقيا وتثير القلق نظرا لنتائجها الكارثية على مستقبل القدس والأقصى.
وأوضح ان "هؤلاء فشلوا في مخططاتهم في سوريا واليمن وقطر، والآن يريدون أن يصل بهم الأمر إلى العبث في المسجد الأقصى المبارك، وأعتقد أن هذه عقوبة يريدون أن يمارسوها بحق الأردن في ظل الموقف الذي كان منهم بعدم الامتثال لسياساتهم وموقفهم من مؤتمر اسطنبول الذي كان لنصرة القدس والأقصى".
وشدد الخطيب على ضرورة الحفاظ على الدور الأردني ودعمه وتعزيزه، ولا بد أن يعطى الدعم الكامل على القدس والأقصى، وفي المقابل يجب أن يعرى كل من يسعى لخلق هذه الظروف الجديدة، ممن هيأوا جيوبهم لملئها بالدولارات والريالات السعودية، وزعموا حرصهم على القدس والأقصى، يجب أن يعروا ويكشفوا في كل وسائل الإعلام، حتى يعلموا أن القدس والأقصى ليست سلعة تباع في المزادات العلنية في بورصات الرياض أو جدة.
وأشار الخطيب إلى أن "هذه المحاولات من قبل السعودية للالتفاف على القدس، تجري بمعرفة ودعم الاحتلال االإسرائيلي، فلا يمكن إغفال الزيارات الدورية التي يجريها بعض المسؤولين السعوديين للاحتلال الإسرائيلي وعلى رأسهم من يعرف بـ أنور عشقي، وما أعلن مؤخرا عن أوجه التطبيع المتبادل بين الاحتلال والنظام السعودي، كل هذا لا يمكن أن يجري في معزل عن وجود مخططات ترضي السعودية والاحتلال فيما يتعلق بالقدس والمسجد الأقصى".
وقال: "هناك خطوط اتصال قوية ومتينة، بين إسرائيل والسعودية والإمارات فيما يتعلق بمخططات السعودية تجاه القدس، كما يوجد حالة تردي في أداء السلطة، بهذا الاتجاه، وهي بموقفها القائم ترتكب جريمتين، أولهما أنها تعلم وثانيها أنها تصمت ولا تضرب بيد من حديد على من يريد أن يعبث بمستقبل القدس ومصيرها.
وأكد الخطيب على أن الظروف الحالية التي تعيشها الأمة العربية، من الشرذة والترهل، والتي جعلت قضية القدس وفلسطين كافة قضية ثانوية، هي أحسن ظروف يمكن أن تتهيأ للمخططات الأمريكية الإسرائيلية تجاه القدس والمسجد الأقصى، والدليل أنها أخرجت كل ملفاتها ومخططاتها الخطيرة وعلى رأسها ما سعى إليه العديد من الرؤساء الأمريكيين خلال العقود الماضية بإعلان القدس عاصمة لكيان الاحتلال.
وختم الخطيب بالقول: "نحن نثق أن للأٌقصى رب يحميه، كما حمى المسجد الحرام من أبرهة الأشرم، سيحمي الأقصى من كل من يحاول المساس به، وهذا لا يعني أن الشعوب لا يكون لها دور وتحرك، بل عليهم أن يعلموا أن كرامة الشعوب العربية من كرامة الأقصى، فالأقصى شقيق القاهرة ومكة وعمان وبغداد ودمشق وغيرها، وأنا على يقين أن الشعوب ستتوجه برسالتها نحو القدس والأقصى المبارك الذي يشكل بوصلة ثابتة لكل من يحمل هم الأمة وهم فلسطين".