شبكة قدس الإخبارية

ماذا يخفي الاحتلال عن معركة جنين؟

هيئة التحرير

جنين - خاص قدس الإخبارية: يعترف الاحتلال بفشله بمعركة جنين، فقواته انسحبت قبل أن تتم مهمتها التي أوكلت إليها، وقبل أن تعتقل أحد المقاومين الذي ما زال حراً، والذي تتهمه بمسؤولية تنفيذ عملية قتل أحد قادة المستوطنين قرب مستوطنة حفعات جلعاد المقامة على أراضي نابلس.

وكانت قوات معززة من جيش الاحتلال اقتحمت مدينة نابلس في ساعة متأخرة من يوم الأربعاء الماضي، بعد اكتشاف المقاومين فخ نصبته لهم القوات الإسرائيلية الخاصة، حيث اشتبكوا معهم وجرحوا اثنين من جنود الاحتلال وصفت جراحهم بالخطيرة، لتشتد إثرها المعركة التي استشهد فيها أحمد إسماعيل جرار، واعتقل آخرين، وهدمت آليات الاحتلال ثلاثة منازل.

المختص في الشؤون الإسرائيلية عصمت منصور قال لـ قدس الإخبارية، إن جيش الاحتلال اعترف في بيانه على أن اثنين من جنوده أصيبوا برصاص المقاومة، إصابة واحد منهم وصفت بالخطيرة إذ أصابته الرصاصة بجانب القلب، وقد دخل في غيبوبة، فيما وصفت جراح الآخر بالمستقرة، مبيناً أن جيش الاحتلال فرض حظر النشر حتى الساعة السادسة من صباح الخميس، قبل أن يصدر بيانه ويعلن عن خسائره.

وأضاف منصور أن الاحتلال نشر صوراً للمصابين الذين يتلقوا العلاج في المشافي الإسرائيلية، وركز إعلام الاحتلال على زيارة المسؤولين الإسرائيليين للمصابين، كذلك زيارتهم من قبل عائلة الحاخام الذي قتل في عملية نابلس.

ولكن يبقى السؤال، هل كشف الاحتلال عن كل خسائره في معركة جنين، أم أخفى شيئاً منها؟

يبين منصور أن في ظل تسارع الأحداث ونشرها أول بأول، لم يستطع جيش الاحتلال فرض حظر النشر حتى الساعة السادسة صباحاً إذ نشر على موقعه الالكتروني الرسمي تقريراً مفصلاً بنتائج عملية جنين، مؤكداً على أن الاحتلال لم يعترف بخسائر سوى بإصابة الجنديين من وحدة اليمام.

وأوضح أن جيش الاحتلال بالعادة يتحكم بنشر المعلومات المتعلقة بالمعارك التي يخوضها مع الفلسطينيين ويختفي خسائره بهذه المعارك، ولا ينشرها بالتفصيل للإعلام، كما حدث خلال حروبه على قطاع غزة إذ كان يفرض النشر لأيام وأحيانا إلى شهور أو حتى إنتهاء الحرب وذلك لإعتبارات أمنية ومعنوية خاصة بالجيش.

التقارير الإسرائيلية الإعلامية أكدت على فشل جيش الاحتلال في تجقيق أهداف عمليته العسكرية في مخيم جنين، إذ اعترف الاحتلال أنه اغتال أحد أفراد الخلية الفدائية الملاحقة واعتقل اثنين آخرين، فيما لم يتمكن من الوصول إلى الآخرين، المتوقع أن يكون عددهم اثنين.

القناة الإسرائيلية العاشرة قالت في تقرير لها إن عملية جيش الاحتلال في مدينة جنين لم تكن سهلة، وادعى التقرير أن جيش الاحتلال داهم منزلين في المدينة واعتقل منها اثنين من المقاومين، وخلال توجهه لمنزل آخر تفاجأ بمقاوم أطلق النار عليهم من مسدسه وأصاب اثنين من الجنود بجروح، قبل أن يتم إطلاق النار عليه.

وبين التقرير أن جيش الاحتلال شك بوجود مقاوم رابع داخل المنزل القريب والذي رفض الاستسلام، فقرر الجيش هدم المنزل عليه، إلا أن تصاعد المواجهات في المدينة واستنفار أهالي المدينة دفع قوات الاحتلال للانسحاب من المكان سريعا وهو ما لم يكن سهلا، قبل أن يتأكدوا من قتلهم المقاوم الثالث أو اعتقاله

ونقلت القناة عن مصادر وصفها "بالأمنية الفلسطينية" أن هناك خليتين عسكريتين على الأقل في الضفة المحتلة من المتوقع أن تنفذ عمليات فدائية في الأيام القادمة.

وختم التقرير، أن الاحتلال ما زال ينتظر ماذا سيخرج الفلسطينيون من تحت أنقاض المنازل التي هدمها في مدينة جنين، وهل كان هناك فعلا مقاوماِ رابع؟

وذكرت القناة الإسرائيلية السابعة في تقرير لها، أن المقاوم أحمد نصر جرار، الذي أعلن جيش الاحتلال عنه كرئيس للخلية الفدائية، أفلت من قبضة قواته "ولا يزال على قيد الحياة"، مضيفة، "من غير الواضح ما إذا كان جرار قد تمكن من الفرار عندما بدأت الأحداث ليلة الأربعاء/ الخميس، أم أنه لم يكن في المنزل".

فيما أكد الاحتلال أن الخلية كانت على مستوى عال من الكفاءة المهنية بل وصلت لأعلى المستويات على غير العادة في عدة جوانب؛ كالتخطيط للهجوم وجمع المعلومات الاستخبارية، والهجوم نفسه ومستوى الأجهزة والأسلحة لديهم والهروب من مكان الحادث دون أن يتركوا أثرا، واختيار مخبأ بعيد عن مكان الهجوم، إذ علقت إحدى المصادر الأمنية الإسرائيلية، "مرّ وقت طويل لم يواجه فيه الجيش خلية فلسطينية محترفة للغاية كهذه الخلية".