شبكة قدس الإخبارية

أرشيف "بيلين": كواليس مفاوضات مع شخصيات فلسطينية للتمهيد لأوسلو

هيئة التحرير

ترجمات عبرية - قدس الإخبارية: كشفت الكاتبة الإسرائيلية في صحيفة "مكور ريشون" الإسرائيلية عن جزء من الأرشيف الشخصي للدبلوماسي الإسرائيلي الشهير "يوسي بيلين"، أحد عرابي عملية السلام بين الاحتلال الإسرائيلي والسلطة الفلسطينية، والذي يفتح لأول مرة ملف كواليس اللقاءات التي جرت بين المسؤولين الإسرائيليين والفلسطينيين والتي مهدت لانطلاق مفاوضات التسوية التي أفضت في نهاية المطاف للتوقيع على اتفاقية "أوسلو".

وأشارت الكاتبة التي اقتبست معلوماتها من كتاب للمؤرخ الإسرائيلي "آفي شيلون"، والذي ضم وثائق أرشيفية متعلقة بمفاوضات السلام، وأصدرها والتي ضمنها في كتاب أسماه "انهيار معسكر السلام، القصة التي لم ترو بعد"، إلى أن أولى اللقاءات التي جرت بين بيلين والمسؤولين الفلسطينيين والعرب، كانت على هامش القمة الاقتصادية التي استضافتها المغرب لدول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ووصل المندوبون الإسرائيليون لأول مرة بصورة علنية ورسمية، بعد أن كانوا ممنوعين من ذلك، رغم أن المشاركة الإسرائيلية في قمة "كازابلانكا" الاقتصادية أثارت جدلا كبيرا، بسبب العدد الكبير من الإسرائيليين الذين وصلوا المملكة المغربية.

ويقول الكتاب: "هذه القمة جعلت مصطلح الشرق الأوسط الجديد الذي أطلقه "شمعون بيريس" عبر كتابه الشهير، يتحول من شعار نظري إلى واقع يتجلى على الأرض.

وأوضح أن بيلين كان من أوائل الإسرائيليين الذين بدأوا المفاوضات السرية مع الفلسطينيين في عقد الثمانينيات، وصولا لتوقيع اتفاق أوسلو في واشنطن، وانتهاء بمفاوضات "كامب ديفيد" في عهد رئيس الوزراء الأسبق "إيهود باراك"، ومن الأسماء الفلسطينية الواردة في الكتاب ممن أجروا مفاوضات سرية مع الإسرائيليين محمود عباس وحنان عشراوي وفيصل الحسيني.

وقال: "بدا واضحا أن هناك رغبة فلسطينية بالإسراع بإنجاز اتفاق سلام مع "إسرائيل" في أوائل التسعينيات خشية أن تسيطر حماس والفصائل الإسلامية على الساحة الفلسطينية".

الكتاب يكشف النقاب أن بيلين طلب من ياسر عرفات طلبا مثيرا بألا يرتدي زيه العسكري حين يلتقي مفاوضين إسرائيليين كي يستطيع إقناعهم برغبته بالسلام، لكن عرفات رفض ذلك.

ويضيف المؤلف: "إن من أسباب انهيار عملية السلام بين السلطة الفلسطينية والإسرائيليين عدم إشراك جميع الأطراف من كلا الجانبين فيها، مما يتطلب مستقبلا أن يتم إشراك حماس من الجانب الفلسطيني، والمستوطنين والمتدينين من الجانب الإسرائيلي".

الكتاب يكشف عن حوار ساخن موثق حصل بين الرئيس الأمريكي الأسبق "بيل كلينتون" والرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، حول مستقبل السيادة على المسجد الأقصى، ورفض عرفات لهذا العرض خشية أن يصفه الفلسطينيون بالخائن، وطلبه من كلينتون أن يأتي لجنازته إن وافق على هذا العرض.

مؤلف الكاتب يصل إلى قناعته بالقول: "إن أراد الإسرائيليون سلاما مع الفلسطينيين مستقبلا، يجب عليهم التنازل عن سيادتهم على المسجد الأقصى، لأن القومية الفلسطينية قامت على أساس التمسك بأماكنهم المقدسة والسيطرة عليها".

عربي 21