شبكة قدس الإخبارية

البيانات الجدارية... حرب نفسية فلسطينية على جنود الاحتلال

هيئة التحرير

فلسطين المحتلة - قدس الإخبارية: أعاد المقاومون الفلسطينيون في مختلف محافظات ومخيمات الضفة الغربية المحتلة إحياء أسلوب قديم للإعلام العسكري المقاوم، والذي استحدثته المقاومة الفلسطينية خلال الانتفاضة الأولى ليكون منبرا لتلاوة بياناتها العسكرية، وإطلاق تهديداتها الموجهة للاحتلال الإسرائيلي، من خلال الكتابة على الجدران أو تعليق اللافتات، وهي وسيلة كانت ولا زالت تؤتي أوكلها في نفسيات جنود الاحتلال الذي يجوبون الضفة الغربية ليلا كاللصوص، وأجبرت أجهزة الاحتلال الأمنية للأخد بهذه التهديدات على محمل الجد.

الجديد في هذه الوسيلة أن عناصر المقاومة تحولوا لنشر هذه التهديدات والبيانات الجدارية باللغتين العربية والعبرية، لتكون الرسالة التي تحملها أكثر تأثيرا بجنود الاحتلال، إذا حاول ضباط دوريات الاحتلال إخفاء حقيقة ما تحويه تلك الكتابات عن جنودهم الذين لا يعرفون قراءة الكلمات العربية.

والجدير بالذكر أن الاحتلال وبدلا من أن يعمل على مواجهة هذه الوسيلة، أصبح هو الآخر يستخدمها من خلال تعليق التهديدات على الجدران وأعمدة الإنارة في أزقة مخيمات ومدن وقرى الضفة الغربية التي يقتحمها ليلا، والتي تحمل تهديدات لأهالي القرى والمخيمات والمدن من المشاركة في أعمال المقاومة، ظنا منه أنها ذات مردود جلي في ردع المقاومين الفلسطينيين عن استهدافهم، ولكنه كان ولا زال يجد الرد من قبل المقاومين على تلك البيانات في اليوم التالي، بتعليقات ساخرة عليها وردود غاضبة تهدده.

ففي مخيم الفوار بمحافظة الخليل، خط مقاومون فلسطينيون عبارات تهديد لجنود الاحتلال يحذرونهم فيه من المصير الذي ينتظرهم في حال قرروا اقتحام المخيم في محاولة لاعتقال المقاومين، وباللغتين العربية والعبرية.

وقال المقاومون في تهديداتهم الموجه للاحتلال: "إذا كان ظنك أن دخولك إلى مخيم الفوار كأنك تدخل حديقة للتنزه، فتأكد بأنك جاهل، فدخولك إلى مخيم الفوار كدخولك إلى غابة، والغابة مليئة بالأسود، فأهلا وسهلا بالأسود".

وكان مقاومون في الجبهة الشعبية وحركة فتح في مخيم الدهيشة بمدينة بيت لحم، نفس الوسيلة خلال الشهور الأولى من انتفاضة القدس مطلع العام 2016، بتعليق لافتة تحوي تهديدات لجيش الاحتلال وتحمل توقيع "حراس المخيم"، باللغتين العربية والعبرية.

وكتب المقاومن على اللافتة: "إلى نضال وجنوده الأقزام.. المخيم لن ينحني وحجارة الدهيشة تنتظركم"، في إشارة إلى ضابط المخابرات الإسرائيلي المسؤول عن المخيم، الذي يعرف عن نفسه باسم الكابتن نضال.