شبكة قدس الإخبارية

هل تساوق التحرك المصري في مجلس الأمن مع الموقف الأمريكي؟!

هيئة التحرير

رام الله – خاص قدس الإخبارية: كما المتوقع، استخدمت أمريكا حق النقض "الفيتو" ضد المشروع المصري المقدم إلى  مجلس الأمن الدولي والذي ينص على ببطلان قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لكيان الاحتلال.

وعلى الرغم من المشروع المصري، فقد كان بمقدورها التقدم بشكوى ضد مشروع القرار الأمريكي الصادر عن رئيسها دونالد ترامب كونه يعتبر خرقا لاتفاقيات وقوانين دولية أكدت مرارا على أن القدس هي مدينة محتلة فلسطينية الأصل ورفضت كل الإجراءات التي قام بها الاحتلال. فلماذا سارعت مصر إلى تقديم مشروع القانون على طاولة مجلس الأمن الدولي وهي تعلم جيدا بخطوة أمريكا؟ وهل كانت هذه الخطوة مدروسة للوصول إلى "الفيتو" وإغلاق الملف على الطاولة الدبلوماسية الدولية تمهيدا لإسكات الأصوات الدولية المعارضة وامتصاصا لغضب الشعوب من القرار؟ وهل نقول الآن أن مصر تساوقت وتواطئت مع القرار الأمريكي؟

 الكاتب والمحلل السياسي طلال عوكل بين أن مصر ذهبت إلى هذا المشروع العادي استناداً لقرارا مجلس الجامعة العربية والدول الإسلامية الذين أكدوا على أن القدس هي عاصمة فلسطينية ورفضوا القرار الأمريكي بشكل كامل عبر العديد من الجلسات والاجتماعات.

نجاح رغم الفشل

وقال عوكل لـ قدس الإخبارية، إن موضوع إبطال مفعول العمل باستخدام واشنطن لحقها في النقض "الفيتو"  من خلال شكوى ضدها وتفعيل المادة 27 البند 3 بات مطلوبا من السلطة الفلسطينية الآن، معتبرًا في الوقت ذاته أن تجميع هذا العدد الكبير من الأصوات نجاح.

وأكد على أن المشروع رغم الفشل في تمريره بسبب الفيتو الأمريكي لكنه بمثابة فضحية للولايات المتحدة التي من المفترض أنها الأكثر حرصا كونها أكبر دولة في العالم، مشيرًا إلى أن القضية الفلسطينية لا تحتاج للمزيد من القرارات التي لا يجري تنفيذها على أرض الواقع.

وأوضح مصر بدأت بخطوة متدرجة عبر مشروعها وهي عضو في مجلس الأمن بالإضافة لكونها دولة مكلفة عبر احتضانها للجامعة العربية ووضعيتها التي تكلفها بمثل هذا المشروع بالنيابة عن المجموعة العربية، مشددًا في ذات الوقت على أن المطلوب إجراءات أخرى على الأرض.

وأضاف عوكل، أن القرار الأمريكي بشأن القدس هو قرار سياسي ويدلل أن واشنطن شريك مع إسرائيل في كل شيء وهي عدوة الشعب الفلسطيني ولا يمكن أن تقدم شيء يتعارض مع المصالح الإسرائيلية، مشيرا إلى أن المطلوب الآن استراتيجية خاصة تجاه السلام والمفاوضات وهذا يتطلب مستلزمات كثيرة والأهم اليوم أن يبقي الشارع في حالة احتجاج وتعزيز الوحدة.

صيغة مخففة

من جانبه، اعتبر أستاذ الإعلام في جامعة بيرزيت نشأت الأقطش أن المشروع المصري هو صيغة مخففة وليس فيه أي إدانة أو ذكر لأمريكا أو الرئيس ترامب، إذ صوتت 14 دولة لصالح القرار في الوقت الذي رفضته دولة واحدة واستخدمت حق النقد الفيتو.

وقال الأقطش لـ قدس الإخبارية إن المشروع الآن باتت قيمته معنوية ومدام سقط بالفيتو هنا يبدأ حصار أمريكا والتي هي لوحدها أمام كل العالم، مؤكدًا أنه ومن ناحية قانونية وفي حال تم إقرار المشروع ما لم يكن هناك قوة تنفذه سيضاف إلى مئات القرارات التي تضاف للقضية الفلسطينية.

ولفت إلى أنه يمكن للفلسطينيين الذهاب للجمعية العامة لاستصدار قرار يمنع أي دولة بنقل سفاراتها للقدس المحتلة كونها أرض فلسطينية، لافتًا إلى أن التحرك المصري والعربي في مجلس الأمن بهذه الطريقة يأتي في سياق المساحة التي توفرها لهم واشنطن.

ويتابع الأقطش، "هل الأنظمة العربية قدمت أي شكوى في المحاكم الدولية وهل تبرعت في أن تساعد الفلسطينيين في تقديم شكاوى دولية عبر المحاكم التي هي بالنسبة للاحتلال أخطر من مجلس الأمن المضمون بالفيتو الأمريكي، فالمحاكم بالنسبة له غير مضمونة".

وتساءل، "لماذا لم تذهب السلطة إلى المحاكم الدولية في الاستيطان في القتل وفي قتل أطفال مدنيين، وفي مصادرة الأراضي وتهويد القدس وحصار غزة، والأسرى، هناك مجموعة من القضايا إن رفعت تشكل خطر على الاحتلال وتساهم في ملاحقته بشكل قانوني أقوى من مجلس الأمن والجمعية العامة".