رام الله – خاص قدس الإخبارية: "الكلمة لأجل فلسطين هي أمانة برقبتي ولن أتخلى عنها أبدا، وإن كان ثمن ذلك حريتي"، يقول محمد البرغوثي مؤكدا على مواصلة غنائه الشعبي الذي سيخضع للمراقبة العسكرية من قبل سلطات الاحتلال خلال السنوات المقبلة.
محمد البرغوثي وبعد اعتقال دام أربعة أشهر في سجون الاحتلال، على خلفية تأليفه وغنائه كلمات تمجد العملية الفدائية التي نفذها الأسير عمر العبد في مستوطنة حلميش وقتل خلالها ثلاثة مستوطنين في 21 تموز الماضي، اعتقلت قوات الاحتلال محمد البرغوثي وعازف الأورغ ناجي الريماوي في 29 آب المنصرم، ووجهت لهما تهمة تحريض الشباب الفلسطيني على تنفيذ العمليات الفدائية. محمد البرغوثي 23 عاما من بلدة بيت ريما يروي لـ قدس الإخبارية، أنه فور اعتقاله تم تحويله إلى مركز تحقيق "بنيامين" حيث أخضع لتحقيق مكثف حول كلمات غناها تمجيدا للأسير عمر العبد خلال حفل في قرية عين يبرود شرق رام الله، مبينا أن الاحتلال قدم بحقه لائحة اتهام تضمنت التحريض وصناعة مواد تحريضية. يضيف محمد، "ادعوا أن هذه الأغاني تحرض الشباب وتدفعهم وتحمسهم لتنفيذ عمليات فدائية، وقالوا إن الشباب يقتدون بمنفذي العمليات الذين تمجدهم الأغاني". طالبت نيابة الاحتلال باعتقال محمد ورفيقه ناجي لمدة عام، وبعد تداولات القضية خلال سبعة جلسات، أبلغت المحكمة الإسرائيلية نيابتها بضرورة إغلاق الملف والإفراج عن محمد، إلا أن النيابة واصلت الرفض. أوضح محمد أنه وبعد ضغط من محاميه نجح بانتزاع قرار بالإفراج عنه ورفيقه والاكتفاء بالمدة التي قضاها إضافة لدفع غرامة مالية بقيمة 10 آلاف شاقل لكل منهما، إلا أن الاحتلال لم يكتف بذلك فقط بل أضاف حكما بإخضاع أغانيه للرقابة العسكرية، أي أنه إذا غنى ما لا يعجبها أي إذا مجد منفذي العمليات الفدائية أو غنى لأي تنظيم فلسطيني، فستخضعه للسجن مدة سنة إلى ثلاث سنوات قبل أن تحاكمه مجددا. رغم أن محمد غنى عدة أغنيات لمنفذي العمليات الفدائية إلا أن أكثر ما أغاظ الاحتلال أغنيته التي تمجد العملية الفدائية التي نفذها الأسير عمر العابد، يعلق محمد، "حققوا معي حول الكلمات التي غنيتها لشهداء قرية دير أبو مشعل – منفذي عملية إطلاق النار والطعن الفدائية في القدس 16 حزيران - إلا أنهم ركزوا بشكل أساسي على أغنية الأسير عمر العبد". لم يتوقع محمد البرغوثي أن تنال أغنية الأسير عمر العبد هذه الشعبية والانتشار الواسع، إذ أنها باتت أغنية التي يرقص على ألحانها الفلسطينيين في حفلاتهم وأعراسهم وخاصة في القرى والبلدات الفلسطينية، يقول محمد لـ قدس الإخبارية، "توقعت أن تكون أغنية كباقي الأغاني الثورية والوطنية التي تغنى وتصدر يوميا عن الكثير من المغنيين الفلسطينيين.. إلا أني تفاجأت بكم التعاطي معها شعبيا، وكيف أن أثار ذلك حفيظة الاحتلال". ويضيف، "أنا لا أغني إلا الواقع المفروض علينا وهو ما قلته للمحققين الإسرائيليين.. فأنا عندما غنيت للأسير عمر العبد، غنيت ما حصل فعلا وبالواقع"، مشيرا إلى الإعلام الإسرائيلي وخاصة القناة الثانية والعاشرة الإسرائيليتين كانتا وراء التحريض عليه، ليتم اعتقاله بعد يومين فقط من بثهم تقارير عن الأغنية. الاحتلال - والذي لا يُستثنى منه إعلامه – بات يلاحق الكلمة الفلسطينية التي تعتبر جزءا أساسيا من النضال المستمر وتعبيرا عن واقع الاحتلال الذي يخضع له الشعب الفلسطيني، يعلق محمد، "الكلمة سواء كانت أغنية أو عبارة على مواقع التواصل الاجتماعي باتت بنظر الاحتلال أخطر من الحجر والمولوتوف.. رغم أننا كباقي الشعوب التي خاضت وتخوض الحروب لها أغانيها الوطنية والثورية التي تعبر عنها"، وأكد محمد على أن الحكم الصادر بحقه من محاكم الاحتلال لن يردعه عن مواصلة الغناء الثوري لأجل فلسطين، "سأواصل الغناء بما يليق بوضعنا المحتل، فالغناء رسالة الوطن الذي لن أتخلى عنه بهذه السهولة. وعن استكماله الغناء، أوضح محمد أنه قام خلال اعتقاله بتأليف أغنية جديدة عن واقع الأسرى والتفاصيل التي يخضعون لها إلا أنه يبحث عن استديو لتسجيلها، وخاصة أن كلمات وألحان الأغنية باتت جاهزة. وأضاف أن قوات الاحتلال خلال عملية اعتقاله صادرت كل معدات الأستديو الخاص به والتي يقدر ثمنها 40-60 ألف شيقل، مبينا أنه تم إبلاغه أن كافة المعدات تم إتلافها خلال عملية نقلها من قبل جنود الاحتلال، في إشارة لرفض الاحتلال التعاطي مع طلبه باستردادها.