شبكة قدس الإخبارية

انتفاضة العاصمة.. هل تشعل حربا جديدة مع الاحتلال؟

هيئة التحرير

ترجمات عبرية - خاص قدس الإخبارية: أمام استمرار المواجهات المشتعلة مختلف المناطق الفلسطينية والتي تتصاعد اكثر في كل يوم، ورشقات الصواريخ التي تطلق من قطاع غزة نحو المستوطنات الإسرائيلية في محيط قطاع غزة، ترتفع وتيرة التقديرات الإسرائيلية لما ستءؤول إليه الأمور خلال الأيام المقبلة، خصوصا في ظل التحذيرات الأمنية الإسرائيلية من إمكانية أن تقود الموجة الحالية الغاضبة على القرار الأمريكي بشان القدس إلى موجة جديدة من العمليات الفدائية، فهل ستشعل هذه المواجهات حربا جديدة مع الاحتلال الإسرائيلي؟.

حرب متوقعة

من جهته قال الخبير العسكري الإسرائيلي "يوسي ملمان" إن "تواصل الاحتجاجات في المدن الفلسطينية على قرار الرئيس الأمريكي باعترافه بالقدس "عاصمة لإسرائيل"، سيتسبب بالمحصلة في زيادة حالة التوتر ووقوع حرب جديدة".

وأضاف "ملمان" في مقالة له نشرتها صحيفة "معاريف" الإسرائيلية اليوم الأحد أنه "بعد 11 يوما من إعلان الرئيس ترامب "تتواصل المظاهرات والمواجهات بين قوات الجيش في الضفة الغربية وعلى حدود قطاع غزة، لكن هذه الاحتجاجات ما زالت في حالة تصاعد بطيء".

وتابع: "بالتوازي مع هذه المواجهات، تواصل بعض الفصائل في قطاع غزة، حيث أطلق منذ اندلاع هذه الموجة من الاحتجاجات، 25 صاروخا نحو المستوطنات المستوطنات الإسرائيلية".

وأوضح ميلمان أن تقديرات أجهزة الاحتلال الاستخبارية، "تجد صعوبة في الإجابة عن التساؤل إلى أين تتجه هذه الموجة من المواجهة؛ هل ستخفت أم ستتصاعد؟".

ونقل الخبير الإسرائيلي تحذيرات أجهزة الاحتلال من أنه في حال تواصلت الاحتجاجات والمظاهرات وعمليات الأفراد، فإنه يمكن أن تؤدي إلى تصعيد يشبه ذلك التصعيد الذي سبق العدوان الأخير على قطاع غزة عام 2014.

وشدد الخبير الإسرائيلي على أنهم في "إسرائيل"، "يأملون بتدخل مصري للضغط على حماس لتهدئة هذا التوتر المتصاعد ومنع نشوب مواجهة جديدة".

ويشير الخبير، بحسب تقديرات أجهزة الاحتلال الأمنية إلى أن حماس "تحاول منع إطلاق النار، ولكن من خلال الحوار مع الفصائل المسؤولية عن إطلاقها، وليس من خلال القوة كما كانت تفعل الماضي".

الميدان هو الفيصل

الخبير بالشأن الإسرائلي والمحلل السياسي الدكتور عدنان أبو عامر أكد على أن هذا الحديث سابق لأوانه، على الرغم من أن المعطيات الحاصلة على الأرض تشير إلى الأوضاع متجهة نحو التصعيد في ظل انغلاق الأفق السياسي الحاصل، وحالة عدم الاكتراث الإقليمي والدولي مما تقوم به قوات الاحتلال بحق الفلسطينيين ومقدساتهم.

وقال أبو عامر لـ"قدس الإخبارية": "إن الإسرائيليين يعيشون منذ اندلاع هذه الهبة حالة من التخبط في التحليلات والتقديرات، فمن ناحية تقول بعض التحليلات إن هذه الهبة لن تتجاوز الحالة التي هي عليها الآن والمقتصرة على المظاهرات السلمية والمواجهات المنحصرة والمكتفية برشق الحجارة والزجاجات الحارقة، ولكن من ناحية أخرى ترجح بعض التقديرات أن تتجاوز هذه المواجهات تلك الأدوات والاتجاه نحو التصعيد وتنفيذ العمليات المختلفة الوسائل".

وأضاف أبو عامر، أن التقديرات التي طرحها الخبير الأمني المقرب من الأوساط الاستخبارية الإسرائيلي والتي أشارت إلى أن هذه المواجهات ستتسبب بالمحصلة لاندلاع حرب جديدة ليس بالضرورة أن تكون صائبة، فهناك العديد من التقديرات الإسرائيلية كثيرا ما جاءت مغايرة لما حدث على ارض الواقع.

وأوضح أبو عامر أن الحرب بحاجة إلى معطيات ميدانية ومقدمات، وهذه المعطيات والمقدمات المتوفرة حاليا تشير إلى أن الأمور ممكن أن تأخذنا إلى المواجهة الجديدة، منها استمرار الحصار على غزة، وعدم قدرة الأطراف السياسية الفلسطينية على الضغط على الإدارة الأمريكية للتراجع عن قرارها بشأن القدس، لكن هناك معطيات أخرى تقول إن الظروف المتوفرة حاليا ليس بالضرورة أن تجلب الحرب، نظرا للكلفة العالية، الأوضاع الميدانية في الأراضي الفلسطينية قد تحتمل استمرارا للمواجهات الحالية والتظاهرات السلمية لعدة أسابيع أخرى دون الوصول للحرب، في ظل التقديرات التي تشير إلى توجه حكومة الاحتلال الإسرائيلي لشن حرب جديدة على قطاع غزة لحرف الاهتمام الجماهيري عن القرار الأمريكي بشأن القدس".

وأكد أبو عامر ان المقاومة الفلسطينية تمتلك قدرا عاليا من الحس والوعي الكبيرين، اللذين يجعلها تفوت الفرصة على الاحتلال الإسرائيلي لعدم الذهاب لهذه الزاوية، لكن في نفس الوقت أكدت في أكثر من مرة أنها مستعدة لأية نتيجة محتملة، وإن كانت لا ترغب بها في المرحلة الحالية.

وأشار أبو عامر، إلى أن الميدان قابل للتطور في أي اتجاه وبأية لحظة، وفي كثير من المواجهات العسكرية لم يكن الجانبان يريدان الدخول في مواجهة عسكرية مفتوجة، ولكن فرض عليهما فرضا، مشددا على أن الأوضاع الميدانية الحاصلة حذرة وحرجة ويمكن ان تتطور في أية لحظة.