شبكة قدس الإخبارية

30 عاما على انتفاضة الحجارة.. والمعركة مستمرة

هيئة التحرير

فلسطين المحتلة - قدس الإخبارية: الثامن من كانون أول 1987، انطلقت أولى شرارات انتفاضة الحجارة إثر استشهاد أربعة فلسطينيين وإصابة تسعة آخرين من مخيم جباليا، بعد دهسهم من قبل أحد المستوطنين قرب حاجز إيرز.

تظاهرات واسعة انطلقت في مختلف المدن والبلدات الفلسطينية، معلنة الثورة بوجه الاحتلال، لتتوسع المواجهات مع قوات الاحتلال في كل مكان، ويبدأ الإضراب العام والمقاطعة الشاملة لسلطات الاحتلال.

ستة أعوام استمرت انتفاضة الحجارة، اتبعت خلالها قوات الاحتلال أقسى الأدوات والوسائل في قمع الفلسطينيين، والتي كانت تحت سياسة " تكسير العظام" التي أقرها وزير جيش الاحتلال إسحق رابين في محاولة لإخماد الانتفاضة.

وارتقى خلال الانتفاضة 1.392 شهيداً،  88 % منهم ارتقى بالرصاص الحي، فيما استشهد الآخرون بعد تعرضهم للضرب المبرح والتعذيب القاسي، فيما أصيب أكثر من 90 ألف فلسطيني، واعتقل المئات وزجوا داخل سجون ومعتقلات إسرائيلية افتتحها الاحتلال خلال انتفاضة الحجارة.

وكان لإنتفاضة الحجارة دور مهم ومركزي في إلحاق أضرار اقتصادية كبيرة لكيان الاحتلال، إذ هبطت قيمة البضائع الإسرائيلية التي يشتريها الفلسطينيون من 850 مليون دولار عام 1987، إلى 250 مليون دولار عام 1988، ورفض آلاف العمال الفلسطينيين العمل في المصانع والبناء داخل كيان الاحتلال. وخسر قطاع البناء الإسرائيلي خلال الأشهر الخمسة عشر الأولى من الإنتفاضة 240 مليون دولار.

كما انخفض حجم الاستثمارات في جميع القطاعات الاقتصادية الإسرائيلية، بسبب عدم الاستقرار السياسي والاقتصادي، وتقلص حجم الإنتاج الذي يقدر بمليار دولار بسبب إنفصال الأسواق الفلسطينية عن الاقتصاد الإسرائيلي.

وأثر الازدياد الكبير في النفقات الأمنية والعسكرية الإسرائيلية، على الميزانية الإسرائيلية ومنع الإصلاحات التي كان من المتوقع أن تؤدي إلى دعم النمو الاقتصادي الإسرائيلي.

وما زال الفلسطينيون حتى يومنا هذا لا يتركون واقعة أو حادثة، إلا ويستخدموها للإنتفاض في وجه الاحتلال الإسرائيلي الذي سرق أرضهم، فبعد إنتهاء إنتفاضة الحجارة عقب توقيع اتفاقية أوسلو عام 1993، انتفض الفلسطينيون مجددًا بوجه الاحتلال نهاية عام 2000، عقب اقتحام رئيس وزراء الاحتلال آنذاك آرائيل شارون للمسجد الأقصى، وفيما بعد انتفض الفلسطينيون مجددًا بوجه سياسات الاحتلال الإجرامية بحق المسجد الأقصى والقدس المحتلة عام 2015.

واليوم تتزامن ذكرى الإنتفاضة الأولى مع إقرار الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، بأن القدس المحتلة هي عاصمة لدولة الاحتلال الإسرائيلي، فكيف سيكون شكل إنتفاضة الفلسطينيين هذه المرة؟؟