شبكة قدس الإخبارية

تحذيرات رسميّة من قرار أمريكا حول القدس: خطرٌ وتدميرٌ للسلام!

هيئة التحرير

فلسطين المحتلة- قُدس الإخبارية: حذرت جهات رسمية فلسطينية من قرارات أمريكية بشأن الاعتراف بالقدس كعاصمة لدولة الاحتلال، أو نيتها نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، مؤكدة أن العواقب ستكون وخيمة وتضع العلاقات الأمريكية بمأزق حقيقي كما أنها تدمير نهائي للسلام.

الرئاسة

وقال الناطق الرسمي باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة، إن  الرئيس محمود عباس أجرى سلسلة من الاتصالات المهمة، مع عدد من الزعماء العرب وقادة العالم، للتحذير من الأنباء التي تتحدث عن أجراء أميركي بنقل السفارة الأميركية إلى مدينة القدس المحتلة، أو الاعتراف بالقدس كعاصمة لدولة إسرائيل، نفس الدرجة من الخطورة.

وأكد أبو ردينة أن الرئيس عباس حذر وبشكل قاطع من أن اتخاذ مثل هذه الخطوة، سيؤدي إلى تدمير عملية السلام، وستدخل المنطقة في وضع لا يمكن السيطرة عليه، مشيرًا إلى أن الاتصالات، شملت كلاً من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، والملك الأردني عبدالله الثاني، وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، وأمير دولة قطر الشيخ تميم أل ثاني، وأمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بالإضافة إلى الرئيس الفرنسي ماكرون.

وتابع أبو ردينة، أن الرئيس أوضح  للزعماء والقادة، سواء من خلال الاتصالات أو الرسائل التي بعثت إلى الدول العربية، وللأمين العام لجامعة الدول العربية، والأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي، وكذلك للاتحاد الأوروبي، ضرورة العمل الفوري من أجل منع إمكانية حدوث مثل هذا الإجراء، مؤكدًا أن مثل هذه الخطوة الأميركية إن تمت، ستدخل المنطقة في مسار جديد، ومرحلة خطرة لا يمكن السيطرة على نتائجها.

وأضاف أن الرئيس سيتابع بذل جهوده خلال الساعات والأيام القادمة، لإحباط مثل هذه الخطوة الخطيرة، مؤكدًا أن هذا القرار إن تم، فهو مرفوض، وينهي أي أفق للمسيرة السياسية، ويدمر الجهود المبذولة للانخراط في مسار السلام، وسيزيد من التوتر القائم في المنطقة، خاصة مع التغييرات ورياح الحروب التي تهب على المنطقة.

الحكومة

قال رئيس الوزراء رامي الحمد الله إن على شعوب ودول العالم أن تدرك العواقب الوخيمة التي سنشهدها في حال المساس بالقدس أو بثوابتنا الوطنية والقومية.

وأضاف خلال كلمته في حفل انارة شجرة عيد الميلاد المجيد، السبت في ساحة كنيسة المهد ببيت لحم أن الاعتراف الأمريكي بالقدس عاصمة لإسرائيل أو نقل السفارة الأمريكية إليها سيجر المنطقة إلى المزيد من عدم الاستقرار وسيدمر كل فرص السلام، مضيفًا "رغم النشاطات الاستيطانية التي تمارسها إسرائيل، فإن الشعب الفلسطيني لا يزال يؤمن بثقافة التعايش والإخاء والسلام.

وتابع الحمد الله، "كما في كل عام، نجتمع ومشاعر الفرح والسرور تغمرنا، لنضيء معا شجرة عيد الميلاد هنا في بيت لحم إيذانا ببدء الاستعدادات للاحتفالات المجيدة في رام الله والناصرة وغزة ونابلس، وكل مكان ينبض بروح الميلاد.

واستدرك رئيس الوزراء، "اننا ماضون في جهود تكريس المصالحة فالمسؤولية الوطنية تحتم علينا جميعا الارتقاء عن جميع الخلافات للانطلاق نحو التطبيق الجاد والفاعل لاتفاق القاهرة لنجدة غزة وتلبية احتياجاتها الأساسية والطارئة وضمان وحدة العمل وصون السلم الأهلي والمجتمعي".

فتح

قال عضو اللجنة المركزية لحركة فتح عزام الأحمد، إن العلاقات الفلسطينية الأميركية ستدخل في مأزق حقيقي إذا أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن القدس عاصمة لإسرائيل أو إذا لم يجدد قرار منع نقل السفارة الأميركية إلى القدس.

وأوضح الأحمد في تصريح صحفي من القاهرة، أنه التقى بتكليف من الرئيس محمود عباس مع الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، ووضعه في صورة التطورات المتلاحقة والمتسارعة حول العلاقات الفلسطينية الأميركية والتي بدأت تتوتر بعد تجميد عمل مكتب منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن.

وأضاف أن الأمور حتى الآن في إشكاليات كبيرة جدا ومتشعبة لم تؤدي إلى تقدم وتغيير في الموقف الأميركي، رافق ذلك أمس الموعد المقرر ليقوم الرئيس الأميركي كما جرت العادة خلال أكثر من 10 سنوات بتوقيع قرار ليستمر عدم تنفيذ قرار الكونغرس بنقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس، وهذا شكل خطورة، وهناك أنباء تتحدث أنه من المتوقع أن يعلن الرئيس الأميركي يوم الأربعاء المقبل أن القدس عاصمة لدولة إسرائيل.

وقال، إنه سواء أعلن ذلك أو لم يجدد قرار منع نقل السفارة إلى القدس، هذا يعني دخول العلاقات الفلسطينية الأميركية في مأزق حقيقي، ويضع كل الحركة السياسية حول إحياء عملية السلام في مأزق حقيق أيضا، حيث يعني ذلك انحيازا أميركيا لإسرائيل، ولا يمكن أن نقل أن نتعامل معها بعد هذا الإجراء إذا ما حصل حول أي موضوع خاصة عملية السلام لأنها تصبح منحازة بالمطلق كما هي الآن للجانب الإسرائيلي.

الهباش

حذّر مستشار الرئيس للشؤون الدينية والعلاقات الإسلامية، قاضي قضاة فلسطين محمود الهباش يوم السبت من أن "العالم كله سيدفع الثمن في حال تغيير الواقع السياسي لمدينة القدس" المحتلة.

وقال الهباش، خلال كلمة ألقاها في الاحتفال بعيد المولد النبوي بمقر الرئاسة برام الله، نيابة عن الرئيس وبحضوره: إن "الموقف الواضح للرئيس وللشعب الفلسطيني والأمتين العربية والإسلامية أن هذا الأمر إن حدث (نقل السفارة إلى القدس) سيعني تدميرًا شاملًا لعملية السلام".

وأضاف "نقولها بشكل واضح إن أي تغيير يحدث على الواقع السياسي لمدينة القدس؛ فإن العالم كله سيدفع ثمن هذا الاستهداف والتغيير"، مؤكدًا "القدس عاصمتنا نحن ولن نقبل بغير ذلك، وأي مشاريع بخلاف ذلك الأفضل لأصحابها أن يحتفظوا بها لأنفسهم، وهذا ليس موقفنا وحدنا هذا موقف الأمتين العربية والإسلامية، وعلى رأسهم أشقاؤنا في السعودية ومصر والأردن".

وتابع، "القدس هي البداية والنهاية في أي عملية تسوية، ولن يقبل أي عربي أو مسلم أو مسيحي بغير ذلك"، مشيرًا إلى أن الرئيس محمود عباس "بدأ عملًا مضنيًا مع كل العالم من اتصالات ووفود، في سبيل إبطال ما يخطط للقدس، ونحن اليوم نبني مؤسساتنا برغم أنف الاحتلال وكل ذلك في سبيل إقامة دولتنا وعاصمتها القدس الشريف".

وكان مسؤول أمريكي كبير قال أمس إنه من المرجح أن يعترف الرئيس دونالد ترمب بالقدس المحتلة عاصمة لـ "إسرائيل" في كلمة يوم الأربعاء المقبل.