القدس - خاص قدس الإخبارية: تسعى سلطات الاحتلال لمصادرة مئات الدونمات من أراضي قرية الولجة جنوب غرب مدينة القدس، وذلك عبر مخطط يتضمن نقل حاجز "عين يالو"، الذي سيحول دون وصول أهالي القرية إلى أراضيهم.
وستنقل سلطات الاحتلال من خلال بلديتها في مدينة القدس، حاجز "عين يالو" إلى عمق الأرض الفلسطينية في قرية الولجة المحتلة عام 1967 وذلك بمسافة اثنين كيلو متر، ما يعني مصادرة أكثر من ألفين دونم من أراضي القرية، بما فيها منطقة الحنية الأثرية، والتي تحتوي على نبع المياه الوحيد الذي تبقى في القرية.
علاء دراس رئيس مجلس قرية الولجة بين لـ قدس الإخبارية، إن أهالي القرية حتى الآن لا يملكون كامل المعلومات عن مخطط الاحتلال سوى ما جاء في البيان الذي علقته قوات الاحتلال في القرية، مشيراً إلى أن القرار ينص على لجنة التخطيط الإسرائيلية طلبت من لجنة المنشآت العسكرية والأمنية نقل حاجز "عين يالو" الواقع غربي مدينة القدس، باتجاه قرية الولجة.
ماذا يعني نقل الحاجز؟
يبين دراس أن نقل الحاجز يعني مصادرة مساحات جديدة من أراضي القرية سيقام عليها الحاجز الجديد، فيما سيحجز خلفه أكثر من 1500 من الأراضي الزراعية التي لن يتمكن أصحابها من الوصول إليها عبر الحاجز أو الشارع الاستيطاني.
وأكد على أن نقل الحاجز يعني تسهيل مصادرة الكثير من الأراضي الزراعية التي يسعى الاحتلال لإقامة "حديقة توراتية" عليها، مبينا أن أن نقل الحاجز يعني عدم تمكن أهالي الولجة من الوصول إلى منطقة "عين الحنية" والتي ينوي الاحتلال منذ سنوات ضمها للحديقة التي سيقيمها على أراضي قرية الولجة.
وقال، "عين الحنية هي العين الماء الوحيد التي تبقت لقرية الولجة.. وبالتالي هي آخر مصدر مياه طبيعي سيحرم الاحتلال أهالي من استغلالها والاستفادة منها".
ويبلغ عدد سكان الولجة ثلاثة آلاف فلسطيني تبقى لهم من مجمل مساحة الولجة المتبقية داخل جدار الفصل العنصري ما يقارب 50 دونما فقط يستطيعون البناء والتوسع عليها.
ويشير دراس إلى أن حي عين جويزة في قرية الولجة المكون من 39 منشأة ومنزل مهددا بالهدم، مبينا أن الأهالي يخوضون معارك قانونية في محاكم الاحتلال، ومن المتوقع صدور قرار قريب فيها في الجلسة القادمة لمحكمة الاحتلال.
عين الحنية
تقع عين الحنية على ما يسمى خط الهدنة أو خط وقف إطلاق النار الذي نصت عليها اتفاقية رودس عام 1949، لتصبح منطقة حدودية يُمنع الاقتراب منها، إلا أن أقام الاحتلال الجدار الاستيطاني والذي فصل عين الحنية عن قرية الولجة، فيما بقي أهالي القرية يستطيعون الوصول إلى المنطقة.
أحد أهالي القرية عادل الأطرش بين لـ قدس الإخبارية، أن الجديد في مخطط الاحتلال والذي يتضمن نقل حاجز "عين يالو" يعني أن أهالي الولجة سيُمنعون من دخول أراضي في منطقة عين الحنية بشكل كامل، فالمنطقة ستصبح محاصرة بالجدار من جهة، ومن الجهة الأخرى "حاجز يالو"، مؤكدا على أن الأراضي في عين الحنية المهددة بالعزل عن امتداداها الطبيعي تبلغ ما يقارب 800 دونما.
وأكد الأطرش أن عين الحنية تعتبر المتنفس الوحيد لأهالي قرية الولجة الذين يزورون المنطقة باستمرار ويستفيدون من مياه العين الطبيعية وينقلون منها مياه الشرب، "هي نبع المياه الوحيد المتبقي في قرية الولجة، فالينابيع الأخرى هي موسمية لا يستطيع أهالي القرية استغلالها".
وتابع، "عين الحنية من ناحية تاريخية هي شريان الحياة لقرية الولجة المهجرة والحالية، وارتبط أهالي القرية بها عاطفيا ونفسيا ومعنويا، فنحن نعتبرها شيء مقدس لنا فحياتنا كلها مرتبطة".
وأوضح أن عين الحنية كانت سلة القدس الغذائية قبل عام 1948، فكانت القدس تعتمد على مياها كما كانت تعتمد على أراضي الولجة الزراعية.
وأضاف، أن عين الحنية اكتبست أهميتها من ارتباط أسماء الكثير من الشهداء فيها الذين ارتقوا في المنطقة خلال نقلهم للمياه من عين الحنية، مؤكدا على أن اشتباكات عدة وقعت في المنطقة بين الثوار والعصابات الصهيونية خلال 1948-1967.