شبكة قدس الإخبارية

كيف ستتعامل المقاومة مع احتجاز جثامين شهدائها؟

هيئة التحرير

غزة - خاص قدس الإخبارية: أقدمت قوات الاحتلال الإسرائيلي على احتجاز جثامين 5 من مقاتلي سرايا القدس الذراع العسكري لحركة الجهاد الإسلامي الذين أعلن عن فقدانهم داخل نفق المقاومة في خانيونس جنوب قطاع غزة قبل عدة أيام، في محاولة منها لابتزاز المقاومة الفلسطينية لإجبارها على الدخول في صفقة تبادل مقابل جثامين الشهداء الخمسة.

هذه الخطوة على الرغم من أنها لم تفاجئ فصائل المقاومة إلا أنها لاقت استهجانا واسعا من قبل العديد من فصائل المقاومة التي تعهد باستعادة جثامين الشهداء وتدفيع الاحتلال ثمن جريمته المزدوجة.

تدفيع الاحتلال الثمن

حركة حماس من جهتها، أكدت على أن هذه الخطوة من قبل الاحتلال الإسرائيلي لن تؤدي إلى فرض معادلة جديدة على المقاومة في التعامل مع قضية الجنود الأسرى لديها، ولن تغير أي شي في شروط المقاومة للدخول في صفقة تبادل مع الاحتلال.

وقال عبد اللطيف القانوع المتحدث باسم الحركة لـ"قدس الإخبارية": "إن هذه الخطوة من الاحتلال هي جريمة جديدة تضاف لسجل الجرائم التي ارتكبتها قوات الاحتلال على مدار سنوات الصراع".

وأكد القانوع أن هذه الخطوة تعطي مؤشرات على معاناة الاحتلال الإسرائيلي من الإفلاس والضعف الحقيقي أمام العزيمة الجبارة للمقاومة، وهي خطوة تعارض كل الأعراف والقوانين الدولية".

وأشار القانوع إلى أن الاحتلال يحاول من خلال هذه الخطوة استفزاز المقاومة واستدراجها والضغط عليها من أجل إجبارها على تسجيل مواقف أو انتزاع معلومات حول الجنود الأسرى لديها".

 وأضاف المتحدث باسم حماس، أن هذه الجريمة يتحمل مسؤوليتها الاحتلال الإسرائيلي، وسيتم تدفيعه ثمنها من قبل المقاومة، وجثامين الشهداء والأسرى سيتم تحريرهم دفعة واحدة دون تجزيء".

وشدد القانوع على أن المقاومة لن تعدم الوسيلة التي تجبر الاحتلال على الإفراج عن جثامين جميع الشهداء التي تحتجزها، بالإضافة إلى إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين في صفقة مشرفة.

الجهاد تتوعد الاحتلال

كما توعدت حركة الجهاد الإسلامي وجناحها العسكري بتدفيع الاحتلال الإسرائيلي ثمن جريمته التي وصفتها بالمركبة، مشددين على أنهما سيجبران الاحتلال على الإفراج عن الجثامين بالثمن الذي تريده المقاومة.

وأكد مسؤول في سرايا القدس، الجناح العسكري للحركة أن "السرايا ستستعيد جثامين شهداء نفق الحرية، وستدوس بأقدامها على رقاب الأعداء، وأنه لن يستطيع الاحتلال مساومة السرايا بمجاهديها".

كما أكدت حركة الجهاد على خطوة الاحتلال بالقول: إنه "ومنذ قصف النفق وانتهاء أعمال البحث في المنطقة الخاضعة للسيادة الفلسطينية أدركنا أن الاحتلال الذي منع مواصلة البحث كان يرتكب جريمة مركبة بمنع الوصول للمفقودين داخل النفق".

وأشارت الجهاد في بيان لها، إلى احتمالية كونهم كانوا مصابين داخل النفق.

وبينت الحركة أن الاحتلال انتظر حتى أعلن رسميا عن استشهادهم ليكمل جريمته باحتجاز هذه الجثامين محاولا التأثير معنويا على ذويهم.

وأضافت "هذا يعني أن هذه جريمة مركبة ارتكبها الاحتلال وهو مسؤول مسؤولية تامة عنها، ونحن نلتزم بالعمل على استعادة هذه الجثامين الطاهرة بالطريقة والكيفية التي تجبر العدو على ذلك ، وهذه مسؤولية مضاعفة أمامنا".

خطوة غير فعالة

قال الخبير العسكري الإسرائيلي "يوسي ملمان" إن خطوة احتجاز جثامين مقاتلي سرايا القدس الخمسة التي انتشلها الجيش من داخل نفق خانيونس لن تكون ذات قيمة ضاغطة على حركة حماس التي تحتجز عددا من الإسرائيلييين بحوزتها في غزة.

وأكد "ميلمان" في مقالة له نشرتها صحيفة "معاريف" الإسرائيلية، اليوم الاثنين، أن "هذه الخطوة ليست بالخطوة التكتيكية، إنما كل فرد من أفراد الفصائل الفلسطينية كان يتوقعها، ويعلم أن "إسرائيل" وأجهزتها الأمنية عاجزة عن تقديم أن دليل على سعيها لتحرير هؤلاء الإسرائيليين أمام ضغط عائلاتهم الذي لا يتوقف، وأنها لن تغير من الواقع المفروض شيئا".

أضاف، "منذ اللحظة الأولى التي أعلنت فيها قوات الجيش عن حظر عمليات البحث عن المقاتلين المفقودين داخل النفق، أدرك الجميع بمن فيهم الفصائل الفلسطينية أن لدى الجيش رغبة في المناورة، بهدف استخباري ودعائي".

وتابع، "أمام المعطيات المتوفرة، على قيادة الجيش أن تدرك أن هذه المناورة لن تخدم أي محاولة لصفقة تبادل جديدة".

وبين الخبير العسكري، أن جيش الاحتلال ومنذ اللحظة الأولى للإعلان عن فقدان عدد من المقاتلين داخل النفق المستهدف، حاولت كسب المزيد من الوقت من أجل الكشف عن مكان هؤلاء المقاتلين، وانتشالهم من داخل النفق، لاستخدامهم كورقة ضغط على حركتي حماس والجهاد الإسلامي.

وأكد ميلمان أنه على الرغم من واقعية الخطوة التي أقدمت عليها "إسرائيل" باحتجاز جثث لمقاتلين فلسطينيين كانوا في طريقهم للأراضي التي تخضع للسيطرة الإسرائيلية، إلا أن هذا الأمر لن يغير الواقع، فمنذ ثلاث سنوات تجري اتصالات غير مباشرة، من خلال وسطاء مختلفين، بين "إسرائيل" وحماس لتحقيق الصفقة، إلا أن حماس لا تزال مصرة على شرطها بإطلاق سراح خمسين من نشطائها، من محرري صفقة "وفاء الأحرار" الذين أعادت سلطات الاحتلال اعتقالهم مرة أخرى".

وأكد الخبير الإسرائيلي، على أن "احتمالات صفقة تبادل جديدة بعيدة جدا، بالضبط مثلما كانت قبل ثلاث سنوات، في ظل تمترس حماس خلف شروطها".