خلال الصراع مع الحركة الصهيونية، قبل النكبة، تمكن الفتى علي جبر في يافا، من صناعة مدفع تمكن من هدم عدد كبير من بيوت المستوطنين، الذين بات عدد منهم على شواطئ مدينة تل أبيب بانتظار السفن لإخلائهم جراء ضربات مدفع جبر، قبل أن يتمكن الإنجليز من اعتقاله ونقل التجربة لليهود الذين صنعوا مدفعا شبيهاً له.
حلم تطوير منظومة صواريخ خاصة، ظل مرافقاً للفلسطيني طوال تاريخ صراعه مع العدو، وحتى عهد قريب حاولت عدد من خلايا المقاومة، نقل التجربة إلى الضفة الغربية والقدس المحتلة.
في تاريخ الثورة الفلسطينية قبل الخروج من لبنان والأردن، عملت الفصائل على إدخال صواريخ وتكليف خلايا من الداخل بإطلاقها، وقد نجحت تجارب وأحبطت أخرى قبل نجاحها، في قرى بيت لحم والقدس والخليل، بالإضافة لترسانة صواريخ "الكاتيوشا" التي كانت موجهة إلى الكيان من الجنوب اللبناني قبل الاجتياح، لتواصل المقاومة اللبنانية تطوير قدراتها في هذا المجال.
في بداية التسعينات تمكنت الخلية المعروفة "بوحدة الأهوال"، وعلى رأسها الشهيد جهاد أبو غلمة، من قصف مقر الحاكم العسكري في الخليل "الدبويا"، ومستوطنة "كريات أربع"، بصاروخ وقذائف هاون.
قبل 16 عاماً تمكنت خلية لكتائب القسام، من إطلاق أول صاروخ من طراز "قسام 1"، على مستوطنة "سديروت" المقامة على أراضي بلدة "النجد" المهجرة شمال قطاع غزة.
الإنجاز الذي وصل لتطوير مقذوفات وصواريخ تصل، إلى أبعد من مدينة حيفا شمال فلسطين المحتلة، كان حلماً في عقل الشهيد نضال فرحات، ما لبث أن انطلق بكل قوة مع أول صاروخ وضعه بين يدي الشيخ صلاح شحادة، لتبدأ عجلة الصناعات الحربية الفلسطينية، بالصعود إلى جميع التنظيمات الفلسطينية مع وجود مهندسين كبار كرسوا أنفسهم لذلك من أمثال الشهيد عدنان الغول.
في أحد أيام العام 2002، ظلام دامس يحل على مستوطنة "نتانيا"، لم يكن يعلم الاحتلال أن صاروخ قسام أصاب أحد محولات الكهرباء في المنطقة، حتى سارع بملاحقة الخلية المسؤولة عن العملية ومن ثم اغتيال أفرادها: طارق عبد ربه، وسائد عواد وعدد آخر من الشهداء والأسرى.
قبل أن يكتمل مشروع الأستاذ نزيه أبو سباع، في شطر الكيان عبر الصواريخ، تمكن الاحتلال من اغتياله عبر سيارة مفخخة، ليخرج "أرئيل شارون" ويعلق على اغتياله "تخلصنا من قنبلة موقوتة"، ليعكس مدى قلق الاحتلال من أي محاولة كهذه لما يعلمه الجميع من تأثيرها على عمق مدنه على الساحل.
حتى سنوات قريبة لم تتوقف المحاولات لقصف أهداف الاحتلال بالصواريخ، من الضفة الغربية والقدس، كخلية القدس التي ضمت الأسيرين المحررين باسم العمري وموسى حمادة وخططتا لقصف أحد الملاعب، وخلية أخرى من قرى رام الله أعلن الاحتلال أنها جربت صناعة صواريخ وإطلاقها من القرى الحدودية غرباً.
في العام 2004 اعتقل الاحتلال أحد نشطاء الجهاد الإسلامي بجنين، ضمن خلية تعمل على صناعة الصواريخ وإطلاقها، وبعد شهور اعتقل الاحتلال خلية لألوية الناصر صلاح الدين، وفي العام 2006 أطلقت سرايا القدس صاروخاً إلى أحد معسكرات جيش الاحتلال قرب جنين.
في سرايا القدس برز أسماء عديدة في مجال صناعة الصواريخ، مثل الشهيد عدنان بستان الذي قيل أنه تمكن من تطوير مقذوفات تصل إلى المجدل، والمهندس مازن اللولو أحد مطوري ترسانة السرايا من الصواريخ.
عملت الوحدات الصاروخية في السرايا، على تصنيع صواريخ مشابهة "جراد، والكاتيشو"، وفي ألوية الناصر والجبهة الشعبية ظهرت صواريخ من طراز "صمود، وناصر" بمختلف أنواعها"، حيث استفادت الفصائل من خبرات عدد من المهندسين العرب والمسلمين وحزب الله وإيران.
وفي صيف العام 2014، خلال العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، كشفت كتائب القسام عن طائرات بدون طيار استخدمتها لأغراض التجسس على قوات الاحتلال الإسرائيلي وبعض المنشآت الاستراتيجية لجيش الاحتلال، وأكدت على أن هذه الطائرات قادرة على إطلاق صواريخ.