شبكة قدس الإخبارية

تحليل: من يعبث بالحدود بين مصر وغزة.. وما مصالحه؟

هيئة التحرير

غزة – خاص قدس الإخبارية: لا يكاد يمر يوم خلال الشهر إلا وتشهد الحدود الفلسطينية المصرية أعمال استهداف لجنود مصريين لا سيما مع تلك الفترات التي تشهد الإعلان عن فتح معبر رفح البري أمام حركة المسافرين من وإلى قطاع غزة الذي يعاني من الحصار الإسرائيلي المشدد المفروض عليه من 11 عاما.

وخلال الشهرين الماضيين شهدت الحدود الفلسطينية المصرية أعمال تجريف ونصب كاميرات وإجراءات أمنية مكثفة اتخذتها وزارة الداخلية بغزة لضبط الحدود، حيث تمكنت في ذات المرات من إحباط هجوم استهدف تجمعا لقوات الضبط الميداني قرب الحدود مع مصر بمدينة رفح جنوب قطاع غزة.

وكانت هذه الإجراءات التي اتخذتها حركة حماس والأجهزة الأمنية بغزة عقب تفاهمات شهدتها الفترة الماضية بين الحركة التي تدير شؤون القطاع عبر لجنتها الإدارية المنحلة وبين السلطات المصرية حيث جرى تكثيف التمركز الأمني وبناء أبراج مراقبة وتسيير دوريات وإقامة منطقة عازلة على طول الحدود.

وفي وقت سابق من صباح اليوم الاثنين، أعلن عن اختفاء ثلاثة عمال غزيين كانوا يعملون قرب الحدود الفاصلة بين القطاع والأراضي المصرية، قبل أن يعلن الناطق باسم وزارة الداخلية بغزة إياد البزم العثور عليهم في وقت لاحق من ذات اليوم دون الكشف عن أي تفاصيل حول الحادثة.

استياء من التفاهمات

من جانبه، قال الكاتب والمحلل السياسي طلال عوكل إنه بغض النظر عن أي مسمى لتنظيم الدولة الإسلامية (داعش) فإن التنظيم مستاء جدا من التفاهمات بين حماس ومصر لا سيما بعد حملة الاعتقالات التي طالت عناصر التنظيم ومؤيديه في القطاع والذي أعقبه بيانات عدائية.

وأكد عوكل لـ "قدس الإخبارية" على أن كل الأحداث التي شهدتها الحدود واضح أن الهدف منها مقصود وهو استمرار حالة العقاب للشعب الفلسطيني في القطاع وعدم فتح معبر رفح واستمرار إغلاقه أمام حركة المسافرين، وتوجيه رسالة لحركة حماس التي تتحمل المسؤولية عن ذلك على اعتبار أن الأجهزة الأمنية تابعة لها.

وتساءل الكاتب والمحلل السياسي عن أسباب تكرار العمليات والأحداث قرب الحدود بين الأراضي المصرية وغزة في الوقت الذي لا تشهد الحدود بين مصر والاحتلال أي عمليات تؤدي إلى إغلاق الحدود، معتبرًا أن الاحتلال مستفيد مما يجري من وراء هذه الأحداث.

ورأى عوكل أن تكرار الحوادث الأمنية على طول الحدود بين غزة ومصر يتطلب تعاونا أوسع وأقوى حاليًا بين الأجهزة الأمنية التي تديرها حماس حاليًا أو حتى السلطة الفلسطينية بعد تسلمها كل المهام في إدارة القطاع وبين الجانب المصري في الملف الأمني.

واعتبر أن ما شهدته الحدود قبل عدة أسابيع والحادثة التي جرت برفح تدلل على جدية حركة حماس في تطبيق التفاهمات الأمنية مع الجانب المصري، مشددًا على أن الإجراءات التي اتخذت غير كافية إذ بات لازماً على كلا الجانبين العمل على تبادل المعلومات مع عدم رهن فتح المعبر بما تشهده الحدود من أحداث.

أطراف فاعلة

من جانبه، وجه الخبير والمختص الأمني إسلام شهوان الاتهامات لأطراف فاعلة تعمل على التخطيط والتنفيذ لإفشال الاتفاق الأمني الذي وصفه "بالاستراتيجي" بين غزة والجانب المصري عبر التفاهمات، لافتًا إلى وجود حالة من النشاط الأمني المتبادل بين الجانبين.

وقال شهوان لـ "قدس الإخبارية" إن هناك جهات تحاول إفشال هذه التفاهمات لا سيما حينما تشهد الحدود أو العمق الصحراوي لمصر أعمال إطلاق نار عبر بعض التنظيمات التي تعلن أو جهات مجهولة لا تعلن وتنتشر على أطراف الحدود المصرية الفاصلة مع غزة.

وشدد المختص في الشأن الأمني على أن الجهة الغزية مؤمنة بدليل الحدث الأخير الذي شهدته رفح قبل مدة وأثبت أن الأجهزة الأمنية تنفذ بشكل فعلي وحقيقي هذه التفاهمات التي جرت مع مصر، لافتًا إلى أن الاحتلال وتنظيم داعش وبعض أصحاب المنافع الشخصية كتجار الحروب تريد التشويش على أهالي القطاع ولا تريد استمرار هذه التفاهمات.

واعتبر شهوان أن هذه الأطراف غير معنية باستمرار هذه التفاهمات أو حتى نجاحها، كما أنه في ظل الظروف الإقليمية فمصر تمر بظروف أمنية خاصة، إلا أنها هي من طلبت من غزة والأجهزة الأمنية العمل من أجل حفظ الحدود نظرًا لحالة الضرر التي يتعرض لها الجانبين.

وأوضح أن مصر قدمت العديد من الأدوات المادية المتمثلة في الكاميرات التي وضعت على الحدود وعمليات التجريف والتسوية للأراضي التي حدثت فضلاً عن الأسلاك الشائكة وغيرها، بالإضافة إلى ما قامت به الأجهزة الأمنية من تكثيف الانتشار البشري والحراسة.

 ونبه شهوان إلى أنه لا بديل عن وصول الطرفين إلى مرحلة تبادل المعلومات في ظل التفاهمات الأمنية الحالية تحفظ غزة ومصر نفسهما من تكرار الحوادث الأمنية التي تشهدها الحدود، مؤكدًا على أن للاحتلال دور فيما يجري على الحدود المصرية الفلسطينية.

وتابع الخبير والمختص الأمني:" الاحتلال غير برئ مما يحدث ويده طويلة في الشريط الحدودي سواء في عمق غزة أو عمق مصر إذ يعلن عن استهداف مجموعات بشكل شبه دائم داخل الأراضي المصرية كما جرى مؤخرًا بعد إطلاق الصواريخ من سيناء حيث أعلن أنه لاحق هذه المجموعات، ويتضح من ذلك أن الاحتلال له يد فيما يجري ولا يريد استقرار للعلاقة الأمنية لهذه البقعة– غزة".

وشهدت الفترة الماضية العديد من اللقاءات التي جمعت مسؤولين أمنيين بنظرائهم المصريين تمثلت في لقاءات عقدها مسؤول القوى الأمنية بغزة اللواء توفيق أبو نعيم مع السلطات المصرية نتج عنها العديد من المزيد من الإجراءات التي نفذت على الأرض.