غزة – خاص قدس الإخبارية: أجمعت العديد من فصائل المقاومة الفلسطينية على أن اتفاق المصالحة سيؤثر بشكل إيجابي على مسار انتفاضة القدس المندلعة منذ عامين في الأراضي الفلسطينية المحتلة، مؤكدين أن الوحدة الوطنية المنتظرة ستشكل صفعة قوية للاحتلال الإسرائيلي الذي راهن كثيرا على استمرار هذه الفرقة الوطنية.
ودعت الفصائل في تصاريح خاصة لـ"قدس الإخبارية"، حركتي فتح وحماس إلى ضرورة إنهاء ملفي الاعتقال السياسي والتنسيق الأمني، منوهين إلى أن هذا الملف يخدم الاحتلال الإسرائيلي فقط، ويضر بمصلحة الشعب وانتفاضته.
أبجديات وطنية
من جانبه، قال القيادي في حركة حماس مشير المصري: "من المفترض أن تكون المصالحة إيجابية على المشروع الوطني وخاصة على صعيد المشروع التحرري، لأن توحيد الجهود الفلسطينية وتطبيب الشأن الداخل الفلسطيني من شأنه أن يعزز الصمود والثبات للشعب الفلسطيني ويفتح آفاق تحررية جديدة".
وأضاف المصري في تصريح خاص لـ"قدس الإخبارية"، أن "العدو الإسرائيلي هو المتضرر الأكبر من وراء الوحدة الفلسطينية، والتي تهيء الأجواء بشكل كبير لاشتعال انتفاضة القدس".
وفيما يتعلق بالاعتقال السياسي، لفت إلى أن "المسؤولية الوطنية تتطلب التحلي بوحدة الشعب الفلسطيني وترسيخ دعائم المصالحة، والمتمثلة بوقف أي ملاحقات أو اعتقالات سياسية على خلفية وطنية".
وشدد على وجود أبجديات وطنية ينبغي عدم تجاوزها وفي مقدمتها وقف الاعتقال السياسي المجرم وطنيا ومرفوض قانونياً"، مبيناً أن "هذا الملف وغيره سيكون محل نقاش بين الوفدين المتوجهين إلى القاهرة بعد تسلم حكومة الوفاق الوطني مهامها في قطاع غزة".
وعن إيجاد قيادة موحدة لمواجهة الاحتلال، قال: "الوحدة السياسية قادرة وكفيلة بإنتاج وحدة ميدانية، فالتوافق على حكومة وحدة وطنية كفيل بإيجاد برنامج القواسم المشتركة بحيث يرفض الاحتلال ويضع استراتيجية وطنية تحررية وهذا ما نطمح إليه".
صفقة القرن
بدوره، قال القيادي في حركة الجهاد الاسلامي خضر حبيب "المصالحة هي خيار الشعب الفلسطيني ولا أحد على الساحة الفلسطينية يريد إبقاء الانقسام (..) الكل يريد تحقيقها لكي تتصاعد وتيرة الانتفاضة من جديد".
وأضاف لـ "قدس الإخبارية"، "الانتفاضة شكل من أشكال مقاومة هذا المحتل وهي حق للشعب الفلسطيني وخيار له، وينبغي أن يكون هناك توافقا فلسطينيا على تصعيد الانتفاضة والعمل على ديمومتها وإشعال وتيرة مواجهة الاحتلال".
وأبدى حبيب تخوفه الشديد من أن تكون المصالحة "جزء من صفقة القرن" للتماشي مع الإرادة الإقليمية والدولية"، مؤكدا على أن "المصالحة بدون أي إملاءات خارجية هي في صالح الفلسطينيين وحدهم".
وأكد أن حركته تريد مصالحة بإرادة فلسطينية تحافظ على الحقوق والثوابت الفلسطينية وترتب البيت الفلسطيني بما يخدم مصالح الشعب وانتفاضه، بعيداً عن اتفاقية أوسلوا.
وعن ملف التنسيق الأمني، بين أن حركته تخشى الإبقاء على التنسيق الأمني، وأن يتم العمل به في غزة لاستهداف المقاومة ورجالاتها لصالح الاحتلال.
وبارك حبيب أي حراك يعزز وحدة الشعب الفلسطيني في مواجهة الاحتلال، مؤكداً أن ذلك يصعّد من وتيرة الانتفاضة في مواجهة مخططات العدو ضد القضية الفلسطينية.
وتعقيباً على التصريحات التي نادت بتسليم سلاح المقاومة، شدد على أن حركته غير مستعدة لسماع أي تصريح يتضمن المطالبة بتسليم سلاح المقاومة، مؤكداً على أن إصرار أي طرف على هذا الموضوع سيكون له تأثيرات سلبية على المصالحة ووحدة شعبنا الفلسطيني.
إثارة للنعرات
من جهته، قال القيادي في حركة فتح فيصل أبو شهلا: "إن المصالحة هي وحدة وطنية للموقف الفلسطيني وقضيته، وهي مصلحة أولوية عليا لكل الفلسطينيين".
وتساءل أبو شهلا في حديث لـ"قدس الإخبارية"، "متى سنتوقف عما يثير المشاكل والنعرات عندما يقترب الحديث من المصالحة يفسد أجواء المصالحة؟، يجب أن نركز على الوحدة وهذه الاعتقالات السياسية هو نتاج لهذا الانقسام لذلك بانتهائه ستنتهي كل هذه المظاهر السلبية".
وعن السؤال عن وجود قيادة موحدة ترد على الاحتلال، أكد أبو شهلا، "في نظامنا السياسي لدينا قيادة وهذه القيادة تمثل الشعب الفلسطيني، والمطلوب هو أن ننهي الازدواجية وأن نتمسك بوحدتنا الوطنية والتصدي لكل محاولات استمرارها".
وعن التصريحات التي طالبت بسحب سلاح المقاومة، وصف من صرح بها بالإسرائيلي وأنها لا تخدم سوى الاحتلال ومصالحه.
توحد لإدارة الصراع
بدوره، قال القيادي في الجبهة الديمقراطية طلال أبو ظريفة: "من الطبيعي أن يؤثر اتفاق المصالحة بالإيجاب على مسار الانتفاضة الجارية لأنها رافعة كفاحية للنضال الوطني الفلسطيني، والخاسر الأكبر من قضية الانقسام هي المقاومة والانتفاضة".
وأضاف أبو ظريفة لـ"قدس الإخبارية"، "إذا أردنا أن ندير الصراع مع الاحتلال يجب أن نكون قيادة ومقاومة موحدة بدون تباينات، وتشكيل غرفة عمليات مشتركة بيدها قرار الحرب والسلم التي تدير كل أشكال الصراع مع العدو".
وأكد أن "توحيد الصف الفلسطيني وإنجاز المصالحة من شأنه قطع الطريق على كافة المحاولات للعب على التباينات الفلسطينية حتى التي لها موقف من المقاومة الفلسطينية المسلحة والانتفاضة".
وعن ملف الاعتقالات السياسية، شدد على رفض حركته ملاحقة ومتابعة أي شخص على خلفية انتمائه السياسي أو عمله النضالي ضد الاحتلال الإسرائيلي، وأنها تطالب باستمرار بكف الأيدي عن الاعتقال على خلفية النشاط السياسي، أو محاولة إحباط أي عمل كفاحي موجه للاحتلال".
وأشار إلى أن فلسطين تمر بمرحلة تحرر وطني وأشكال النضال مكفولة بالقانون الدولي، ولا يجوز لأي طرف أن يضع العراقيل أو يتخذ خطوات من شأنها التأثير سلبا على مجرى الكفاح والنضال.
وفيما يتعلق بعملية القدس الأخيرة، بين أن حركته ترحب بكل العمليات العسكرية ضد الاحتلال، وتعتبرها رد فعل طبيعي ضد السياسة الإجرامية الإسرائيلية بحق شعبنا الفلسطيني والمقدسات.
وتابع "تلك العملية تؤكد على أن الشعب مستمر في هذه الانتفاضة وأن الخيارات الكفاحية لشعبنا دائما تكون المقاومة إحدى روافعها".
التفاف حول المقاومة
من جهته، أكد المحلل السياسي أسعد أبو شرخ على أن "اتفاق المصالحة سيلعب دوراً إيجابياً في تعبئة طاقات الشعب الفلسطيني الأمر الذي سيكون في صالح الانتفاضة وذلك بعد أن أثبتت عملية السلام فشلها وأن اسرائيل لم تقدم شيء".
وأكد أبو شرخ خلال تصريحه لـ"قدس الإخبارية" أن "المصالحة ستوجه الشعب الفلسطيني لتصعيد مقاومته حتى لو كان هناك معارضة من بعض الأطراف الفلسطينية للمقاومة والانتفاضة".
وأشار إلى أن كافة الفلسطينيين سيرفضون التخلي عن المقاومة وسيلتفون حولها بعد فشل الحلول ورفض "إسرائيل" إعطاء الشعب الفلسطيني حقه.
وفيما يتعلق بملاحقة منفذي العمليات، قال: "الأجهزة الأمنية في الضفة ترفض أن يكون هناك انتفاضة، لكن الشعب الفلسطيني يؤدي واجبه البطولي والنضالي في الانتفاضة والمقاومة ويستمر رغم وجود معارضة".
وأضاف، "أعتقد أن الأجهزة الأمنية لن تصعد من حملتها ضد أهلنا في الضفة الغربية لأن ذلك سيكشفهم وسيسقط أي إنسان في الانتخابات القادمة ولن يكون له مكان في صفوف الشعب الفلسطيني".
وشدد على أن سلاح المقاومة خارج التسليم ولن يقبل أحد بأن يتم تسليمه، وأن المقاومة خط أحمر ولن يقبل أحد بالتخلي عن المقاومة لأنها حولت الشعب الفلسطيني من طوابير لاجئين إلى مقاومين يفرضون كلمتهم.
وعن وتيرة الانتفاضة والمنتفضين، لفت إلى أن "الانتفاضة مستمرة ولكن بحسب الظروف تتصاعد وتتراجع، وهي موجودة في عقول وقلوب الناس"، مؤكداً أن المنتفضون يتحينون الفرص للقيام بعمليات وخاصة أن اسرائيل لم تعطيهم شيء.
ودعا كل الأطراف لتبني إستراتيجية أساسها المقاومة وليس المفاوضات، موضحاً، "الشعب في أي انتخابات جديدة سيلتف حول التنظيمات التي تقاوم وليس حول الأشخاص الذين يطالبون بالتفاوض مع إسرائيل".
وكانت حركة حماس أعلنت يوم 17 سبتمبر عن حل اللجنة الإدارية في غزة، ودعت حكومة الوفاق للقدوم إلى القطاع لممارسة مهامها والقيام بواجباتها فورًا استجابة لشروط رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس لإنهاء الانقسام الفلسطيني بين حركتي حماس وفتح.
وأبدت الحركة موافقتها على إجراء الانتخابات العامة، واستعدادها لتلبية الدعوة المصرية للحوار مع حركة فتح، حول آليات تنفيذ اتفاق القاهرة 2011 وملحقاته، وتشكيل حكومة وحدة وطنية في إطار حوار تشارك فيه كافة الفصائل الفلسطينية الموقعة على اتفاق 2011.
وذكرت أن "هذا الإعلان جاء استجابة للجهود المصرية لتحقيق المصالحة الفلسطينية وإنهاء الانقسام، وحرصًا على تحقيق آمال الشعب الفلسطيني بتحقيق الوحدة الوطنية".