شبكة قدس الإخبارية

السفير الإسرائيلي يعود إلى القاهرة بحقيبة مفخخة بثلاث ملفات

٢١٣

 

هيئة التحرير
مصر - قدس الإخبارية: بعد تسعة شهور من الغياب، عاد السفير الإسرائيلي لدى مصر ديفيد جوفرين حاملاً ثلاث ملفات بحقيبته الدبلوماسية، عودة ربما تكون دائمة بعد مجموعة من الزيارات المتقطعة. يذكر أن "اسرائيل" استدعت سفيرها من القاهرة في ديسمبر 2016، في خطوة لم تعلن عنها إلا بعد مرور شهرين، ودون ترتيب معلن مع القاهرة، فيما تحدث وسائل الإعلام الإسرائيلية الشهر الماضي عن اتفاق بين تل أبيب والقاهرة يشمل ترتيبات أمنية جديدة تسمح بإعادة فتح السفارة الإسرائيلية. ويقول المحللون إن عودة السفير الإسرائيلي إلى القاهرة مرتبطة بثلاثة ملفات، وهي: "بالتقارب الأخير بين القاهرة وحركة حماس الفلسطينية"، تعزيز "قضية السلام"، و"التنسيق حيال قضايا الشرق الأوسط المتأزمة". تقارب مصر – حماس خلال الأشهر الأخيرة، تحسنت العلاقات بين القاهرة وحماس، بشكل ملحوظ، توج بتحقيق مصر فوائد اقتصادية عبر تصدير بضائع إلى غزة، وسياسية بالحفاظ على وضعها كراع رئيس للملف الفلسطيني، وأمنية عبر ضبط الحدود، مقابل سعي حماس إلى تحسين الوضع المعيشي في قطاع غزة المحاصر، في ظل تراجع مواردها المالية، إثر إغلاق وتدمير السلطات المصرية للأنفاق الحدودية، وفق مراقبين. وما يدلل على ذلك عقد الحركة الأسبوع الجاري، أول اجتماع لمكتبها السياسي الجديد، في القاهرة، ما مثل تطورًا لافتًا في العلاقة بين الجانبين. أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة حسن نافعة، يقول إن "إسرائيل ترى أنه من الأفضل أن توجد في القاهرة، خصوصًا في ظل التقارب بين مصر وحماس وبين مصر وفتح، وبالتالي هي تريد متابعة هذه الأمور بشكل أدق"، مستدركًا "في كل الأحوال العلاقات المصرية الإسرائيلية ممتازة، ولن تؤثر عليها تقاربات القاهرة وحماس". تحريك جديد للقضية الفلسطينية مدير مركز دراسات الشرق الأوسط جواد الحمد، أوضح أن مصر تريد أن تستعيد دورها في القضية الفلسطينية فيما يتعلق بعملية السلام، خاصة التفاوض مع "إسرائيل". ويشير الحمد إلى أن عودة سفير "إسرائيل" إلى القاهرة، حتى لو كانت من الناحية الشكلية، تعد «دافعًا لتطويع الجبهة الفلسطينية الداخلية لعملية السلام». وشدد على أن «عودة السفير تخدم الدور المصري في القضية الفلسطينية، ما يلزمه استعادة العلاقات الحميمية مع إسرائيل». وبين الحمد أن لدى السفير ملف بارز مهم بالنسبة لتل أبيب يجب متابعته في القاهرة عن قرب إضافة إلى الملف المتعلق بالقضية الفلسطينية، وهو عملية تبادل الأسرى بين "إسرائيل" وحركة حماس أيضًا. أزمات المنطقة تشهد المنطقة العربية، عدة أزمات بارزة، وصلت حد الصراع العسكري، خاصة في سوريا وليبيا واليمن، وهي أوضاع غير مستقرة، تتابعها "إسرائيل" عن كثب. والوضع الإقليمي المضطرب، يراه الخبير السياسي حسن نافعة، دافعًا إسرائيليًا حول ضرورة وجود جوفرين في القاهرة، حتى لو كانت هناك أزمات أمنية تهدده. ويضيف "الوضع السوري مثلاً، تطور واختلف جذريًا وبات مقلقًا لإسرائيل، والمنطقة العربية تمر الآن بحالة سيولة شديدة، ولا أحد يعرف إلى ماذا ستستقر الأمور، بخلاف الوضع العالمي المضطرب (..) وهي أمور تدفع بقوة نحو ضرورة عودة السفير إلى القاهرة، من وجهة نظر تل أبيب". مستقبل مستقر فيما يستبعد طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، وجود أي دلالة وقتية لعودة السفير الإسرائيلي، موضحًا أنه حين يعود السفير إلى مصر، فهذا لا يعني أن العلاقات بين البلدين تشهد نموًا أو تطورًا، إنما هي علاقات ثابتة ومستقرة. ويضيف، "السفير الإسرائيلي كان يتردد على القاهرة من آن لآخر، خلال فترة الغياب، وعودته الحالية روتينية، حيث إنه لم يكن هناك أي مبرر لمغادرته قبل نحو 9 أشهر". ويقلل فهمي، من أهمية دور السفير الإسرائيلي في القاهرة، قائلاً إنه "ليس بدرجة القوة، كي يفتح علاقات لمتابعة قضايا حساسة". إلا أن الحمد يقول إن السفير الإسرائيلي من الممكن أن يمارس أدوارًا اقتصادية وسياسية وأمنية وعسكرية بين الجانبين، خلال تواجده في القاهرة. يشار إلى أن "اسرائيل" أعلنت في سبتمبر 2015  إعادة افتتاح سفارتها في العاصمة المصرية، القاهرة، بعد 4 سنوات من الإغلاق، عقب اقتحام حشود غاضبة لمقر السفارة ردا على مقتل جنود مصريين برصاص إسرائيلي على حدود البلدين. المصدر: الأناضول