استضافت القناة الثانية العبرية مساء اليوم عددا من المحللين العسكريين والسياسيين البارزين في دول الاحتلال في محاولة منها لفهم ما يدور في المناطق الشمالية في أعقاب الهجوم على قوافل الأسلحة المتطورة من سوريا لحزب الله اللبناني، التطورات المتوترة يوماً بعد يوم.
وأشار المحللون في بداية حديثهم عن الأوضاع في سوريا إلى أن الحكومة الإسرائيلية لم تؤكد أو تنفي بشكل رسمي ما إذا كان سلاح الجو الإسرائيلي قد هاجم قافلة صواريخ كانت معدة لإرسالها إلى لبنان، مؤكدين أن نقل سلاح من نوع الفاتح 110 في الوقت الراهن إلى حزب الله لن يخل بالتوازن بعكس ما تم الادعاء به أنه سيمنح حزب الله مستوى إضافي من القدرات.
ويرى المحللون أنه حتى لو كان الجيش الإسرائيلي هو من قام بالهجوم على سوريا فإن الحديث لا يدور عن عملية معقدة، إلا أنه يكشف فقط القدرة الاستخبارية الجيدة بما يخص سوريا، موضحين أن ما تم قصفه هو صواريخ "سكاد" يصل مداها ما بين 670-700 كيلوا متر, إلا أن مسؤولين أمريكيين قدروا أن ما قصف هو صواريخ الفاتح 110 ذات قدرات إصابة دقيقة.
قائد سلاح الجو السابق الجنرال احتياط "إيتان بن الياهو" قال "إن العملية الجوية المنسوبة لسلاح الجو الإسرائيلي لم تكن معقدة" على حد تعبيره، لافتاً إلى أن الحسابات السياسية أكثر خطورة من الحسابات التكتيكية العسكرية.
وأكد على أن "إسرائيل" لم تتدخل بما يدور في سوريا، إلا أنها تعمل بهدوء وبشكل محدد ضد نقل الصواريخ المضادة للطائرات، وصواريخ الأرض أرض والتي يمكن أن تحمل رؤوس كيميائية، إلى جانب حرصها على متابعة نقل الصواريخ الكيميائية، مشيراً إلى أنه وفي حال اختراق تلك القواعد فإن هناك عمليات تصفية من الجو دون التدخل بشكل مباشر أو رسمي، وهذا هو بمثابة اعتراف ضمني من أن "إسرائيل" هي من قامت بالقصف مؤخراً على الاراضي السورية.
ولفت القائد العسكري إلى أن الجيش الإسرائيلي يعمل في محور توجد به محاولات تهريب وسائل قتالية من دمشق إلى الحدود اللبنانية، وبالفعل يغلق المحور المركزي لتهريب الأسلحة، على حد تعبيره.
وفي ذات السياق تحدث المحلل السياسي "يهودا يعاري" عن الأسباب التي أدت بحزب الله اللبناني والنظام السوري لعدم الرد على الهجوم الإسرائيلي عازيا ذلك بأنه في حال أعلن النظام السوري أنه تم قصف بلاده ولم يرد فإنه سيخسر شعبية كبيرة بين جمهوره المتهاوي أصلاً بسبب ما يحصل في سوريا، كما أن هناك قراراً إيرانياً سورياً إضافة لحزب الله أن الضربة الأولى كرد على "إسرائيل" ستكون بـ10 آلاف صاروخ الأمر الذي سيضعف جيش الأسد مقابل الجيش السوري الحر. كما يرجع المحلل السبب في عدم الرد إلى تلك النجاحات التكتيكية التي سجلها نظام الأسد في الفترة الأخيرة ضد الجيش السوري الحر وذلك من خلال حسمه لعدة نقاط كان الثوار مسيطرون عليها، فهو غير مهتم لتحطيم نجاحاته في الفترة الأخيرة ما جعله لا يتسرع في تفكيره بمهاجمة "إسرائيل". وعلى الرغم من هذا فإن المحللين بإجماع قد توقعوا أن من الممكن أن يهاجم حزب الله أهدافاً إسرائيلية في الخارج كتلك التي حدثت في بورغاس، مشيرين إلى أن حزب الله مهتم بمساعدة نظام الأسد.