شبكة قدس الإخبارية

إنهاء "ملف الدم" في غزة.. على ماذا اتفق الأطراف؟

هيئة التحرير

غزة - خاص قدس الإخبارية: قال الدكتور أسامة الفرا اللجنة العليا للمصالحة المجتمعية في قطاع غزة: "إن ما جرى اليوم في قطاع غزة من إنهاء لملفات الدم في محافظات خانيونس ورفح والمحافظة الشمالية كان بمثابة عرس وطني ودليل على أصالة هذا الشعب الكاره لما جرى من اقتتال داخلي خلال السنوات العجاف الماضية".

وأضاف في حديث خاص لـ قدس الإخبارية أنه "جرى اليوم البدء بشكل عملي تنفيذ ملف المصالحة المجتمعية، حيث أنه بعد تفاهمات القاهرة تمت تشكيل اللجنة العليا للمصالحة المجتمعية طبقا لما جاء في اتفاق القاهرة في سبتمبر 2011 والتي وقعت عليها الفصائل الفلسطينية، حيث بدأت اللجنة العليا للمصالحة المجتمعية عملها فأعدت الوثيقة الوطنية للمصالحة المجتمعية ومن ثم بدأنا العمل على جمع من أصيبوا خلال مرحلة الاقتتال عام 2007، واليوم باشرنا العمل على الأرض، حيث كان هناك عرس وطني في كل من محافظة رفح ومحافظة خانيونس ومحافظة الشمال، وفي كل محافظة استهدفنا أسرتين من الأسر المكلومة التي استشهد أبناؤها خلال الاقتتال عام 2007، فكان بمثابة عرس وطني شارك فيه الفصائل الفلسطينية وشخصيات مجتمعية والعشائر".

وتابع أن "ما جرى سيمهد إلى المضي في إنهاء هذا الملف الشائك والمعقد الذي لحق بفترة الاقتتال الداخلي والذي سيمهد لإنهاء حالة الحراب وإعادة الأمن الأهلي وإعادة اللحمة للمجتمع الفلسطيني وطي صفحة الاقتتال إلى الأبد".

وأوضح أن "الجميع وقعوا على الأوراق النهائية لما تم التوافق عليه من تنازل أولياء الدم والقبول بما تم الاتفاق عليه من موافقة لقبول جبر الضرر وفتح صفحة جديدة ونشر روح الحوار والمصالحة المجتمعية في غزة ونبذ الكراهية والحقد والدفاع عن المصالح العامة".

وتابع أن "هذه بداية مشجعة سيتم العمل على ترسيخها واستكمال باقي ملفاتها بعد عيد الأضحى من أجل إنهاء كل مظاهر الاقتتال الذي اشتعل منذ عام 2007".

وحول عشرات الأشخاص الذين فروا من قطاع غزة خلال أيام الاقتتال أوضح الفرا أن اللجنة العليا للمصالحة المجتمعية تقدمت لحركة حماس كونها الحاكم بأمر قطاع غزة بطلب لإنهاء ملف الأشخاص الذي خرجوا من القطاع وليس فقط ملف ضحايا الاقتتال بالإضافة إلى ملف المعتقلين.

وأشار إلى أنه "فيما يتعلق بموضوع المعتقلين أفرجت حركة حماس عن 3 معتقلين اعتقلوا خلال أيام الاقتتال، على أن يتم إطلاق سراح باقي المعتقلين خلال الأيام الماضية لحين تسوية ملفاتهم بعد عيد الأضحى".

وعن الأشخاص الذين غادروا القطاع خلال العام 2007 بين أن اللحنة تقدمت بأسماء 250 شخص ممن غادروا القطاع، وردت حماس أنها ستسمح بعودة معظم هؤلاء الأشخاص للقطاع في الوقت الذي يحبون، فيما سيتم تأجيل بعض الحالات لحين تسوية ملفاتهم في القطاع.

صندوق التكافل الاجتماعي

وكشف الفرا عن أن هذا الاتفاق إنما جاء ثمرة لتفاهمات القاهرة التي أبرمت بين حركة حماس والقيادي محمد دحلان برعاية مصرية، حيث كان من بنود الاتفاق تشكيل لجنة المصالحة المجتمعية والتي ستعمل باتجاهين، الاتجاه الأول وهو الذي تم اليوم إنجازه بإنهاء ملفات الدم، والاتجاه الثاني بتشكيل صندوق التكافل الاجتماعي الذي سيكون له سهم في التخفيف من الأوضاع المأساوية التي يحياها قطاع غزة من خلال تمويل العديد من المشاريع التي ستسهم في رفع الكثير من الضرر الناجم عن الأزمة التي يعاني منها قطاع غزة حاليا، دون إعفاء الجهات المسؤولة من مسؤولياتهم وهي الحكومة الفلسطينية والسلطة الفلسطينية.

وشدد الفرا على ضرورة أن تتعاضد جميع الجهود والنوايا من أجل استعادة اللحمة الوطنية التي لا يمكن أن تتم تلك المشاريع إلا من خلال استقامة تلك الوحدة وترسيخها داخل المجتمع الفلسطيني في قطاع غزة.

كنا نتمنى على السلطة الفلسطينية أن تلتقط تفاهمات القاهرة وأن تبني عليها وأن تشارك بشكل رسمي وأن تكون الراعي لكل ما يجري من مصالحة وطنية ولكن للأسف الشديد لا زالت السلطة تتصرف باتجاه قطاع غزة بما يعكس نوايا مخالفة، حيث ذهبت باتجاه التضييق على أهالي القطاع سواء بما يتعلق بتقليص الكهرباء عن قطاع غزة أو سلسلة الإجراءات التي تم استهداف أبناء قطاع غزة بها.

وقال "أرجو من السلطة الفلسطينية أن تلتقط ما جرى اليوم في غزة من اتفاق على المصالحة المجتمعية وأن تفكر جيدا بأن الشعب يتوق للمصالحة الوطنية وأن يكون للسلطة الفلسطينية سهم في ذلك دون أن تضع العصي في الدواليب وتحاول أن تعطل ما تم الاتفاق عليه في تفاهمات القاهرة الأخيرة لأن غزة ماضية باتجاه استعادة الوحدة الوطنية والمصالحة المجتمعية".

مقدمة لإنهاء الانقسام

من جهته، قال القيادي في حركة حماس حماد الرقب: "إن تفاهمات المصالحة المجتمعية والتي دشنت اليوم بإنهاء ملف الدماء، إنما هي تمهيد نحو تحقيق مصالحة مجتمعية كاملة تزيل آثار الانقسام البغيض وتطوي ملف الفتنة التي حدثت لشعبنا قبل قرابة عشرة أعوام".

وأضاف الرقب، "إننا سنمضي بإذن الله حتى نعزز وحدة شعبنا وصموده وتعظيم قدراته حتى نصل بقضيتنا بر الأمان تحت ظلال الحرية لأرضنا الحبيبة وعلى رأسها قدسنا الشريف".

وتابع: "نأمل أن يكون انطلاق عجلة قطار المصالحة المجتمعية اليوم مقدمة لإنهاء كافة ملفات المصالحة في أقرب وقت، متى توفرت الإرادة عند الأطراف الأخرى، وإننا في حماس ومنذ اليوم الأول نسعى لطي صفحة الانقسام البغيض بكل السبل المفضية إلى تحقق أمن وأمان واستقرار الساحة الفلسطينية".