رام الله – خاص قدس الإخبارية: "نلتقي يوم الأربعاء (..) أوراق أرضك مقابل حقيبة تحتوي على نص مليون دولار"، هكذا اتفق ع. مع شركة وهيب الوهمية، قبل أن يغلق سماعة الهاتف، ليُنتشل من فخ تسريب الأراضي في اللحظات الأخيرة.
فبعد أن انتزعت بلدة سلواد من سلطات الاحتلال قرارا ينص على إخلاء بؤرة عمونا المقامة على جزء من أراضيها بعد 20 عاما على إقامتها، يلاحق المستوطنون أهالي القرية بشركات وهمية تسعى لشراء أراضيهم في منطقة "ظهر المزارع" حيث كانت "عمونا"، مقابل مبالغ مالية باهظة تصل إلى نصف مليون دينار.
رئيس بلدية سلواد عبد الرحمن صالح أكد لـ قدس الإخبارية، أن شركة وهيب الوهمية والتي يديرها مستوطنون في مدينة القدس، تستخدم خطوط الهاتف في التواصل مع أصحاب الأراضي ومحاولة توقيعهم في فخ تسريب الأراضي قبل أن تقوم بتبديل الخط بآخر لعرقلة الوصول إليها وكشفها.
ولفت إلى أن شركات وهمية أخرى تحت اسم "وطن" و"الأرض المقدسة" زورت أوراقا ووثائق لإحدى العائلات في بلدة سلواد قبل أن يتم كشف أمرها وإجبارها على دفع تعويض للعائلة، مؤكدا على أن هذه الشركات الوهمية تعمل تحت حماية سلطات الاحتلال ومحاكمها التي تتعامل بغموض وتماطل في كشف تفاصيل حولها وخاصة أن شخصيات إسرائيلية مسؤولة عنها.
وقال صالح: "إن شركة وهيب اتفقت مع أحد أهالي البلدة الذي يسكن الأردن على شراء أربعة دونمات من أرضه المجاورة لمستوطنة "عوفرا" مقابل نصف مليون دولار، "كشفنا الموضوع في اللحظات الأخيرة إذ كان صاحب الأرض قد عزم على بيعها وقد أغراه المبلغ الكبير وخاص أن أرضه لا يباع الدونم الواحد منها بأكثر من أربعة آلاف دينار".
وأوضح أن الشركة تستهدف أهالي البلدة المقيمين في الأردن، إذ من الصعوبة كشف هويتهم من قبل الذين يسكنون خارج الوطن، لافتا إلى أنه وفي إحدى المرات تقمصت الشركة شخصية أحد النواب الأردنيين.
وأكد على أن بلدية سلواد بمساعدة الأجهزة الأمنية الفلسطينية تتابع بشكل مكثف حيثيات القضية، إضافة لمساعدة شخصيات فلسطينية في الأردن، "حتى الآن أفشلنا كل عمليات تسريب الأراضي التي كانت على وشك أن تتم".
وتتواصل بلدية سلواد مع جمعية مغتربي البلدة في الأردن في توعية أهالي البلدة من خطورة بيع أراضيهم وخاصة للشركات الوهمية التي يديرها في الخفية المستوطنون.