رام الله – خاص قدس الإخبارية: كثرت التحليلات والتعقبيات بعد زيارة قام بها عدد من الشخصيات المحسوبة على حركة حماس من نواب المجلس التشريعي الفلسطيني ووزراء سابقين، على رأسهم نائب رئيس الوزراء السابق ناصر الدين الشاعر إلى الرئيس الفلسطيني محمود عباس، مما أثار العديد من التساؤلات عن دلالة هذه الزيارة في الوقت الحالي.
ففي الوقت الذي رأى البعض أن هذه الزيارة جاءت خطوة فردية من هذه الشخصيات، وبعيدة عن أي تكليف من قبل قيادة الحركة، استبعد الآخرين إمكانية ذلك، خصوصًا في إطار حركة حماس التي تتمتع بتماسك تنظيمي مختلف في الساحة السياسية المحلية.
تفاصيل الزيارة
وكشف رئيس الوفد ناصر الدين الشاعر لـ"قدس الإخبارية" تفاصيل الزيارة التي جمعتهم بالرئيس عباس والتي كانت بهدف أساسي من أجل الوقوف على الوضع الصحي له، قبل أن تناقش ملف المصالحة الفلسطينية وسبل استعادة الوحدة وانهاء الانقسام.
وأوضح الشاعر أن هناك جلسات من المفترض أن تعقد اليوم بمدينة رام الله مع شخصيات مقربة من الرئيس عباس، لأجل الوصول إلى تفاهمات عملية تساهم في ترتيب البيت الفلسطيني الداخلي مجددًا، ووقف أي محاولة من شأنها فصل الضفة الغربية عن غزة.
وذكر الشاعر لـ "قدس الإخبارية" أن هناك نشاطات تجري حاليًا، من المحتمل أن تفضي للإعلان عن مبادرة توافقية يوقع عليها عدد من نواب المجلس التشريعي من مختلف الكتل البرلمانية، من أجل التوافق وحل الإشكالية القائمة حاليًا عبر خطوات مشتركة يوم غد الخميس.
وأضاف: "أن المبادرة تتضمن خطوات متتالية بعيدًا عن فتح المجال أمام أي طرف للتشكيك في الطرف الآخر، بحيث تكون عبارة عن رزمة واحدة يجري تنفيذها بشكل متزامن وواحد، هو ما يمكن أن يسهل مهمة الوصول لاتفاق يساهم في حل قضية الانقسام".
وشدد الشاعر خلال حديثه لـ قدس الإخبارية، على أن الزيارة أحدثت اختراقًا بسيطًا من شأنه أن يبنى عليه عبر لقاءات ونشاطات سيجري عقدها اليوم وخلال الأيام المقبلة سواء في مدينة رام الله أو في غزة، مع عدد من الشخصيات التي ممكن أن تنوب عن الرئيس، مثل نائب رئيس حركة فتح محمود العالول أو عزام الأحمد القيادي في الحركة.
تنسيق مسبق
من جانبه أكد الكاتب والمحلل السياسي طلال عوكل، على أن الزيارة التي قام بها الوفد المعروف قربه من حركة حماس للرئيس ،من المستبعد أن تكون خطوة فردية خصوصًا في تنظيم بحجم حركة حماس، وهي خطوة من الحركة لمحاولة إخلاء مسئوليتها من فشل ملف المصالحة.
وقال عوكل لـ"قدس الإخبارية" إن التنسيق المسبق مع هذه الشخصيات لزيارة أبو مازن يبقي الحركة في الخط الأمان، لا سيما وأنه في حال حققت هذه الزيارة اختراقًا في ملف المصالحة فستتعامل معه حماس على أنه وفد يمثلها وفي حال عدم تلبية اللقاء للنتائج المرجوة ستتعامل مع الأمر وكونه خطوة فردية.
ويرى عوكل، أن ملف المصالحة الفلسطينية لم يعد رغبات بقدر عدم وجود ثقة بين الجانبين وبشكل خاص من حركة حماس في الرئيس عباس وحركة فتح، حيث لجأت للتقارب مع القاهرة ومحمد دحلان وهو ما يعني أنه ليس خيارًا فلسطينيًا داخليًا بقدر كونه خيار عربي إقليمي.