نشرت صحيفة "هآرتس" العبرية في عددها الصادر اليوم مقالة في افتتاحيتها تناولت فيه الهجوم الإسرائيلي الثاني على سورية، والخطوط الحمراء بالنسبة لإسرائيل، متسائلة عن الخط الأحمر بالنسبة للرئيس السوري بشار الأسد.
وقالت الصحيفة "إن نقل أسلحة معينة توصف بأنها مخلة بالتوزان هي خط أحمر بالنسبة لإسرائيل، ورئيس الحكومة "نتنياهو" ووزير الأمن الحالي والسابق ووزراء آخرين وضباط كبار حذروا من أن "إسرائيل" لن تقف مكتوفة الأيدي في حال تم نقل أسلحة مخلة بالتوازن إلى حزب الله".
وأشارت الصحيفة إلى "أن من ضمن هذه الأسلحة المخلة بالتوازن جرى تصنيف الأسلحة الكيماوية وصواريخ مضادة للطائرات متطورة، وصواريخ بر – بحر، وصورايخ أخرى أرض – أرض بعيدة المدى وذات دقة عالية، يصنف بينها صاروخ "الفاتح 110".
وبينت الصحيفة أن طهران تخشى على مصير مخازن السلاح في سورية بسبب تقدم قوات المعارضة، كما تخشى من ألا يكون بإمكانها نقل أسلحة إلى حزب لله لفترة طويلة عبر محور طهران – دمشق – بيروت، ولذلك فإن إيران تحاول إرسال هذه الصواريخ، في حين تحاول إسرائيل منعها.
في المقابل، كتبت الصحيفة "أن السؤال المقلق هو أين يمر الخط الأحمر بالنسبة لرئيس سورية بشار الأسد، مشيرة إلى الهجوم الذي نفذته طائرات إسرائيلية على المفاعل النووي في دير الزور في أيلول/ سبتمبر عام 2007، وكتبت أن الأسد فضل تجاهل الأمر، وادعى لاحقا أن "إسرائيل" قصفت منشأة رزاعية ليست ذات أهمية.
وأضافت الصحيفة "في كانون الثاني/ يناير من العام الحالي قصفت إسرائيل قافلة أسلحة تحمل صواريخ مضادة للطائرت من طراز "أس إي 17"، مشيرة إلى أن سورية اتهمت "إسرائيل" بأنها قصفت حيا مدنيا عاديا.
وتابعت الصحيفة "إن الهجوم الإسرائيلي قبل الأخير، فجر الجمعة، قد تجاهلته سورية، في حين أن وزير الإعلام السوري عمران الزعبي اتهم إسرائيل بالهجوم الأخير وقال إن "كافة الخيارات مفتوحة".
وأوضحت "هآرتس" أن ذلك لا يعني أن النظام السوري معني بالرد على الهجوم، مشيرة إلى أنه خلافا لتصريحات سورية سابقة، التي وصفت الهجوم بأنه "إعلان حرب إسرائيلي"، فإن وزير الإعلام تجنب إطلاق تعهدات.
وقالت الصحيفة "تقديرات الاستخبارات الإسرائيلية تشير إلى أن الأسد غير معني بالانجرار إلى مواجهة مباشرة مع إسرئيل خشية أن تشكل تلك "ضربة قاصمة" تؤدي إلى هزيمته في حربه ضد المعارضة".
وتابعت الصحيفة "إسرائيل تأمل أن يتحلى النظام السوري بضبط النفس وأن يدرك أن الهدف هو إرسالية السلاح لحزب الله وليس نظامه باعتبار أن إسرائيل لا تريد التدخل لصالح أية جهة في سورية".
وأكدت الصحيفة على أنه وبسبب استهداف أسلحة إيرانية معدة لحزب الله، فمن الممكن أن يحصل إطلاق صواريخ كاتيوشا في الشمال بدون أن يعلن أحد مسؤوليته عن ذلك، كما أشارت إلى أن الإدانة الإيرانية للهجوم كانت "منضبطة وبدون تهديدات صريحة ومباشرة".