شبكة قدس الإخبارية

نابلس "عاصمة المقاومة" خارج صفوف نصرة الأقصى

٢١٣

 

هيئة التحرير

نابلس - خاص قدس الإخبارية: على وقع الأجواء الملتهبة على بوابات المسجد الأقصى وأحياء البلدة القديمة في مدينة القدس المحتلة التي امتدت لتشمل ساحات الضفة المحتلة، تقف نابلس وفعالياتها على قمة البرود الشعبي في التعاطي التضامني بينما كان الاحتلال يطلق عليها خلال انتفاضة الأقصى "عاصمة الإرهاب".

وشهدت المدينة فعالية تضامنية شعبية خجولة، يوم الجمعة الماضي في "ميدان الشهداء"، سرعان ما انفضت بعد افتعال أحد المشاركين مشكلة، تلك الفعالية الخجولة لم تحرك مشاعر الغضب التي ميزت المدينة التي عرفت عبر العصور بـ"جبل النار"، في مفارقة واضحة، لم تكتمل معها المواجهات المرجوة التي تتناسب مع وتيرة أحداث الأقصى الملتهبة.

الفعالية آنفة الذكر لاقت سخطا واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي، وقال الناشط إسلام أبو عون معلقا على الموضوع: "تم إفشال مسيرة في مدينة كبرى في الضفة الغربية إثر رفع أحد الشبان علماً أخضراً، حيث افتعل مسؤول كبير فوضى أنهت المسيرة"، وذلك في إشارة لما حدث في المسيرة التي انطلقت من مدينة نابلس تجاه حاجز حوارة جنوبي المدينة.

في حين قال القيادي البارز في حزب الشعب الفلسطيني خالد منصور لـ"قدس الإخبارية" إنه "من الواضح أن التنافس القائم بين الفصائل على المكانة والنفوذ أكبر بكثير من الجهد الذي تبذله في مقارعة الاحتلال"، مضيفا "على ما يبدو أن الفصائل مترددة في العمل، بدليل ما جرى الجمعة الماضية في دعوة الفصائل للتجمع في مركزين للتوجه إلى حاجز حوارة، فبعد المسافة بين دوار الشهداء وبين حاجز حوارة أدى لتقليل أعداد المواطنين الذين وصلوا الحاجز".

ويرى القيادي في حزب الشعب أنه "كان من الأفضل لو تم الاتفاق أن يكون التجمع في أحد المساجد القريبة من حاجز حوارة كمسجد فتوح الواقع على شارع القدس، فمن كان معنيا بالوصول إلى الحاجز استقل سيارة واتجه إلى هناك، حيث وصل للحاجز أعداد قليلة ممن كانوا في المسيرة، بالإضافة إلى عدد من الشبان من أبناء مخيم بلاطة".

ولفت منصور إلى أن المشادة التي حصلت بين المتظاهرين في مسيرة يوم الجمعة بسبب أعلام الفصائل أدت لتفريق المسيرة ولم يصل إلا القليل إلى حاجز حوارة، حيث اتصل بمن كانوا في المسيرة ليسألهم عن وقت وصولهم للحاجز فأجابوه بأن المسيرة تفرقت.

 ويشدد منصور على أن العامل الأساسي في ضعف التفاعل الشعبي هو أن "الفصائل ولغاية الآن تتصرف وكأن ما يحدث هو أمر عادي، فهي لم تغتنم الفرصة لتحريض الناس وقيادتهم لمواجهة الاحتلال".

ويبدي القيادي منصور أسفه على وجود فجوة بين الجماهير وقيادة الفصائل التي لا تحظى بثقة الجماهير بالشكل المناسب، آملا أن تحمل الأيام القادمة المزيد من التفاعل الشعبي في ظل زيادة التوتر حينها سيشعر الناس بخطورة الأوضاع.

من جهته يرجح الناشط الشبابي قتيبة عازم أن "عامل الخوف الذي بات رفيقا لقلوب الشباب من الملاحقة والاعتقال، هو سبب رئيسي لعدم مشاركة الكثيرين في الفعاليات المساندة لنصرة الأقصى".

وأضاف عازم أنه "قد يكون عدم إدراك الناس لحجم الخطر الذي يترصد بالمسجد الاقصى وتهاونهم بالأمر قد يكون سببا آخر في ضعف التفاعل في المدينة".

ويتابع الناشط عازم بأنه "لا يستطيع القول بأن الفصائل باتت أغلى من الوطن، ولكن كثيرين باتوا ينتظرون فصائلهم لأخذ مشورتها فيما يتعلق بالاستجابة والنزول إلى أية فعاليات مساندة للمسجد الأقصى، كما أن كثيرين أيضا باتوا يعولون على فصائلهم وينتظرون حراكها بشأن المسجد الأقصى"، حسب رأيه.

وأعرب الناشط خالد علي عن قناعته بأن منح سلطات الاحتلال لمئآت آلاف التصاريح للفلسطينيين على مدار سنوات للاستجمام على شاطيء البحر ساهمت في تفريغ اهتمامات الناس السياسية، وحرفت تلك الاهتمامات لتوصلهم مع تنفيذ سياسات فاشلة على الارض وطنيا لمرحلة العجز التي تخطت الاحباط".

وشدد علي لـ"قدس الإخبارية" على أنه "رغم حالة البرود الشعبي فإن أحداً لا يمكنه التنبؤ بقادم الأيام خاصة فيما يتعلق بملف الأقصى الذي يحرك جامد الصخر فكيف يسكت الناس عن بوصلة قلوبهم ومؤشر بقائهم على قيد الحياة السياسية".

أشواق عامر