غزة – خاص شبكة قدس الإخبارية: بعيدًا عن أجواء العيد الصاخبة وتبادل الزيارات والتهاني في مختلف المناطق الفلسطينية، تشكل الأعياد والمواسم الدينية بالنسبة للمتعطلين عن العمل فرصة لكسب الرزق والمال بشكل يمكنهم من توفير احتياجاتهم الشخصية أو العائلية.
ويعتبر عيد الفطر بالنسبة للكثير من الشباب الفلسطيني موسمًا حقيقًيا لا يقل عن شهر رمضان من أجل كسب الرزق في ظل ارتفاع معدلات الفقر والبطالة وشح الوظائف، وارتفاع معدلات خريجي الجامعات سنويًا.
وتتنوع أشكال كسب الرزق بالنسبة للعاملين في فترة العيد سواء عبر العمل بمجالات ألعاب الأطفال التي تنتشر بعضها في أزقة المخيمات وبعض المناطق المفتوحة في المدن، أو بيع بعض الأطعمة الشعبية، وليس ببعيد ألعاب الأطفال المشهورة كالأسلحة البلاستيكية والعرائس.
وكعادة الشباب الغزي المتعطل الباحث عن فرص ووسائل لكسب رزقه، يقف الشاب محمد موسى على شاطئ بحر غزة خلال أيام العيد وراء عربة خشبية يمتلكها ويعمل من خلالها على بيع الذرة الحارة للمارة في فترة العيد الذين يكتظ بهم الشاطئ بشكل كبير كونه المتنفس الوحيد لهم.
ويقول موسى لـ قدس الإخبارية، إن مواسم الأعياد تشكل بالنسبة له فرصة مضاعفة لكسب الرزق، كونه موسمًا مختلفًا عن باقي المواسم والأياد العادية حيث يقبل الصغار والكبار على شراء الذرة والأطعمة الغذائية وهو ما يزيد من الأرباح.
ويوضح الشاب الذي لم يتجاوز الثلاثين من عمره أن فشله في الحصول على وظيفة رسمية طيلة السنوات الماضية وغياب التوظيف الحكومي بحكم الانقسام الفلسطيني كان سببًا في التوجه نحو العمل في أي مجال لضمان توفير احتياجاته وأسرته بشكل يومي.
ويشير خلال حديثه لمراسل قدس الإخبارية، إلى أن الآلاف من الشباب الغزي المتعطل عن العمل باتوا يلجؤون خلال السنوات الماضية لاستغلال هذه المواسم أملاً في توفير احتياجاتهم أو إعالة أسرهم في ظل الأوضاع الاقتصادية المتردية التي يمر بها القطاع المحاصر إسرائيليًا منذ عام 2006.
وبحسب إحصائيات الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني بلغ عدد العاطلين عن العمل حسب تعريف منظمة العمل الدولية 360.500 شخصاً، بواقع 206.800 في قطاع غزة و153.700شخصا في الضفة الغربية وفقًا لآخر تقاريرها الصادر في فبراير/شباط الماضي.
أما الشاب العشريني أنس أبو حمد فختار لنفسه أن يتمركز في ساحة الجندي المجهول وسط مدينة غزة والتي تكتظ بالفئات الشابة بشكل كبير في الأوقات العادية من العام، وتتضاعف هذه الأعداد بشكل أكبر خلال فترة الأعياد، فيرفض الاحتفال بإجازة العيد ويستعد لبيع المشروبات الساخنة على أنواعها.
ويتواجد أبو حمد إلى جانب شقيقه الأصغر الذي يتواجد معه بعد انتهاء العام الدراسي وطيلة إجازة الصيف، حيث يتجولان بين المكتظين في المكان الأشهر في صفوف الغزيين لسؤالهم عن مشروباتهم والعمل على تجهيزها في وقت قياسي وصغير والانتقال لآخرين.
ويتحدث الشاب العشريني لـ قدس الإخبارية، عن تجربة العمل خلال العيد قائلاً:" اعتدت خلال السنوات القليلة الماضية على العمل خلال شهر رمضان بعد أذان المغرب ومواصلة العمل في فترة العيد لتوفير احتياجاتي واحتياجات أسرتي الشخصية في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة".
ويلفت إلى أنه ورغم رغبته الجامحة في أن يقضي وقته رفقة عائلته وأقرابه كما باقي الغزيين خلال العيد إلا أنه يحبذ العمل حتى يتمكن من تحسين ظروفه المادية الصعبة في ظل تعطل والده عن العمل وغياب فرص العمل التي من شأنها التخفيف من حدة الحصار الإسرائيلي.
وبحسب العديد من الباعة المتجولين المنتشرين في أوقات الأعياد والمواسم فإن هذه الفترة تشكل فترة خاصة لهم تمكنهم من تحقيق عائد مالي يمكنهم من توفير احتياجاتهم واحتياجات عوائلهم اليومية كونها تمثل فترة إقبالة واسعة من الغزيين لشراء ما يرغبون.
ولا يتجاوز متوسط دخل الفرد الفلسطيني في قطاع غزة أكثر من دولار أمريكي يوميًا، في الوقت الذي تعتمد أكثر من 80% من الأسر الغزية على تلقي المساعدات الإغاثية التي تقدمها المنظمات الدولية كالأونروا وغيرها، في حين تصل البطالة في صفوف الشباب لأكثر من 60% و50% في الفئات الأخرى.