فلسطين المحتلة - خاص قدس الإخبارية: أجمعت فصائل المقاومة الفلسطينية على أن أزمة الخليج والحالة الراهنة التي تعيشها الدول العربية تؤثر بالسلب على القضية الفلسطينية من كافة النواحي، مؤكدين أن كافات الخلافات تخدم المشروع الإسرائيلي في المنطقة.
وترى الفصائل أن الإدارة الأمريكية والاحتلال هما السبب الرئيسي خلف هذه الأزمات التي تعيشها المنطقة، مطالبين العرب بالتوحد ونبذ المشاكل التي تخدم أعدائهم.
واستنكرت الفصائل بدورها اتهام حركتي حماس والجهاد الإسلامي بالإرهاب من قبل أطراف عربية، داعين إلى ضرورة التراجع عن ذلك ومحاربة التطبيع الذي يبرئ الاحتلال من كافة جرائمه بحق الشعب الفلسطيني.
رفض للاتهام
بدوره، يؤكد عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية محمود خلف أن الأزمة الحالية بين قطر ودول الخليج تؤثر بشكل سلبي على القضية الفلسطينية، مشدداً على أن استمرارها يصب في صالح الاحتلال والإدارة الأمريكية المعنيان باستمرار الأزمات في المنطقة العربية.
ويشير خلف خلال حديثه لـ قدس الإخبارية، إلى أن حركته ترى أن خطورة الأزمة الخليجية تكمن في تأخر الالتفاف العربي حول القضية الفلسطينية، لافتاً إلى أن استمرار الأزمات سيحول دون تصدرها على قائمة الأولوية على المستوى العربي.
وفيما يتعلق بالتطبيع مع الاحتلال، يبين أن حركته تنظر إلى الأزمات بأنها تقدم يد العون إلى دعاة التطبيع لتسهيل كل ما يتعلق بتحسين العلاقات من "إسرائيل"، مؤكداً أن حل أزمة الخليج وغيرها سيقطع الطريق على المطبعين.
وعن موقف الديمقراطية من اتهام حركتي حماس والجهاد بالإرهاب، يقول خلف، "نرفض أي اتهام موجه إلى قوى المقاومة وهاتين الحركتين هما جزء من المقاومة الفلسطينية ضد الاحتلال"، مشدداً على أن المقاومة شرعتها كل القوانين الدولية.
ويضيف خلف لـ قدس الإخبارية، "من يتصف بالإرهاب الحقيقي هو الاحتلال الإسرائيلي فهو يمارس إرهاب دولة ضد الشعب الفلسطيني بالقتل والاستيطان والتهويد ومصادرة الأراضي واحتجاز آلاف الأسرى".
انحطاط في المواقف
وفيما يتعلق بموقف حركة حماس، يقول القيادي يحيى موسى، "الأزمة في الخليج وباقي الدول العربية وحالة التشتت التي تعيشها هذه الأيام تضعف القضية الفلسطينية بشكل كبير"، مشدداً على أن ذلك يعطي الاحتلال فرصة للراحة والاستقرار.
وتعقيباً على اتهام حركته بالإرهاب، يضيف موسى لـ قدس الإخبارية، "واضح أن هناك حالة من ضياع الوعي والانحطاط في المواقف والمفاهيم التي لا يرضى بها أي عربي، وحركة المقاومة الإسلامية هي جدار الدفاع عن كل العواصم العربية وهي جزء من الأمن القومي العربي".
"من يتهم حركة حماس بالإرهاب يعطي بالمقابل شهادة براءة لكل جرائم المحتل التي ارتكبها على مدار التاريخ بحق الشعب الفلسطيني"، لافتاً إلى أن حركته تأمل من القيادة السعودية تصويب موقفها.
وعن علاقة حماس مع بالجانب القطري، يؤكد موسى بأنها لم تتأثر رغم ما تتعرض له من ضغوطات من الإمارات والسعودية، مشيداً بدور قطر في تقديم الدعم المتواصل للشعب الفلسطيني في كثير من المراحل.
ويلفت إلى أن "تفاقم الأزمة سيجعل الكثير من الدول تتسابق لتقديم الولاء والطاعة للاحتلال، وذلك يجعلها تُقدم التطبيع على حل القضية الفلسطينية، وهذا الأمر في منتهى الخطورة"، حسب قوله.
أما حركة الجهاد الإسلامي، ففضلت التزام الصمت حسبما أفاد به القيادي نافذ عزام لمراسل قدس الإخبارية، مؤجلًا بيان موقف حركته "إلى حين اتضاح الأمور بشكل كامل".
أزمة داخلية
بدوره، يعرب عضو اللجنة المركزية لحركة فتح نبيل شعث، عن نية حركته بعدم التتدخل في أزمة الخليج لاعتبارها أزمة داخلية، عاطفًا ذلك على رفض تدخل العرب في الشؤون الداخلية الفلسطينية.
ويشير شعث لـ قدس الإخبارية، إلى أن أي أزمة تحدث في الوطن العربي سيكون لها انعكاسات خطيرة على القضية الفلسطينية، نافياً أن تكون حركته تسعى للحصول على أي فوائد من أزمات الخليج.
"نحن لا نشجع أي من الخلافات العربية لأنها ستقلل من التوجه نحو القضية الفلسطينية ودعمها، ونتمنى انتهاء الأزمة الخليجية حتى لا تؤثر على الدعم المقدم للشعب الفلسطيني".
وشدد شعث خلال حديثه لـ قدس الإخبارية، على أن حركته ستعمل لمحاربة التطبيع مع الاحتلال، مؤكداً أن التطبيع مرتبط بانتهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس وحل قضية اللاجئين.
وعلق شعث على اتهام حماس بالإرهاب، "يتوجب على حماس الاستعداد للوحدة والعمل على أساس منظمة التحرير لقيام دولة فلسطين".
أما موقف الحكومة الفلسطينية، فجاء على لسان المتحدث باسمها طارق رشماوي لـ قدس الإخبارية، "ليس لنا علاقة فيما يتعلق بالأزمة الخليجية وهذا شأن سياسي خارجي".
قمة للتطبيع
من جانبه، يرى المحلل السياسي مصطفى الصواف أن القضية الفلسطينية تتأثر بكل ما يجري من حولها في العالم العربي، مؤكداً أن حالة التناحر والخلافات العربية ستخدم الاحتلال الإسرائيلي وحده.
ويبين الصواف لـ قدس الإخبارية، أن المشاكل بين الدول سواء الخليجية أو غيرها تؤثر على القضية الفلسطينية في شتى الجوانب، داعياً كافة الأطراف في الداخل الفلسطيني للتوحد والاعتماد على شعبهم وقواهم في مجابهة الاحتلال.
ويشير إلى أن مؤتمر قمة الرياض انطلقت منه دعوة لتخفيف المنابع الداعمة للشعب الفلسطيني، موضحاً أن تصريحات ترامب هدفها الضغط على قطر لوقف دعم القضية الفلسطينية.
"قمة الإرهاب في الرياض هدفها الأساسي التطبيع مع الاحتلال وصولا إلى تحقيق سلام مزعوم"، لافتاً إلى أن السعودية والإمارات والبحرين مطبعة بشكل غير معلن الأمر الذي سيدفعهم للالتزام بالمطالب الصهيونية.
وفيما يتعلق باتهام حركتي حماس والجهاد بالإرهاب، يردف الصواف لـ قدس الإخبارية، "كل من يرفض مقاومة الشعب الفلسطيني لعدوه الإسرائيلي يعتبر عميل لأمريكا وإسرائيل وهذه خيانة للشعب الفلسطيني ولله والأمة العربية".
ويتوقع الصواف أن تستسلم قطر في مواجهة السعودية والإمارات لما تمتلكه من قدرات مالية تمكنها من مواجهة الأزمة، مشيراً إلى وجود فرص أمام قطر لفتح تحالفات جديدة مواجهة.