الله تعالى يوضح لنا الإرهاب بقوله في القرآن الكريم: "وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ".
العدو الظالم يستحق أن يُرهب وأن يُقاوم وأن يُطرد من أرضنا، فيما يطل علينا ذلك الأشهب ليدندن ويتنرنم على وتر الإرهاب الذي أصبح اليوم مكرهة وذنبًا دوليًا، وأصبح القاصي والداني يتشدق بمحاربة الإرهاب، وأصبح الشغل الشاغل لدول العالم هو إيقاف الإرهاب.
ولو سألت ببساطة تلك الحاجة التي تبيع ورق العنب على درجات باب العامود في القدس المحتلة، من هو الإرهابي لقالت: أمريكا رأس الإرهاب، أمريكا رأس الحية.
لست أناقش الإرهاب أو الجماعات الإرهابية، ولو وددت ذلك لظهر بالأدلة الدامغة أن أمريكا كانت مصدر الإرهاب، والإرهاب المنظم على مستوى العالم، بمثال بسيط، فأول من استخدم السلاح النووي كانت أمريكا في الحرب العالمية الثانية ونسفت مدينتي هريوشيما ونكازاكي، فضلا عن دعم وتأسيس حركات ومليشات لمحاربة الاتحاد السوفيتي في أفغانستان التي أصبحت الإرهاب بعد سنوات من تحرير أفغانستان، واستدعت حربًا على الإرهاب من قبل أمريكا وبريطانيا.
ولكن في ظل وصف حركة حماس بالإرهاب فنحن أمام واقعة خطيرة على عدة مستويات أولها، يتمثل تجريم المقاومة الفلسطينية والتي هي حق للشعب الفلسطيني الواقع تحت نير الاحتلال منذ 69 عاما!
وحق المقاومة هو حق يكفله القانون الدولي في سبيل التحرر و تقرير المصير، واختلافنا كفلسطينين ايودلوجيا مع حركة حماس لا يعني بالمطلق الاختلاف معها في الحق بالمقاومة واستخدام السلاح في وجه العدو الإسرائيلي الغاشم. وأيضا هي رسالة للكل الفلسطيني، إن كان اليوم دور حماس فغدا دور الثور الأبيض!
إن وصف ترامب حركة حماس بالإرهابية هو وصف المقاومة الفلسطينية بذلك، ما يعني وصف كل فلسطيني مقاوم بالإرهاب، وصف لكل فلسطيني صامد في أرضه ويرفض التهجير بذلك، إن الخنوع العربي والصمت عما قاله الأشهب ترامب على أرض السعودية ما هو الا استمرار طبيعي لمسيرة الملوك العرب التي بدأت برسالة أرسلت للثوار الفلسطينين في عام 1936 تطالبهم بوقف الثورة والاضراب الذي لولا خنوع الملوك العرب لاستمر وكلف الانجليز واليهود الاعتراف بالحق الفلسطيني العربي في الوجود.
فهم أداة الاستعمار، بل هم الاستعمار الأكثر وفرة على مر التاريخ، فبرغم السيطرة السياسية والاقتصادية ليس على أمريكا دفع أي مستحقات أو حتى تكلف شيء!
بل على العكس فالعرب يدفعون و يتبرعون بالأموال لعيون افينكا ترمب! ولا حتى لملوك العرب المتحلقين حوله كما سكارى حول زجاجه النبيذ المعتق! ولست ألوم الرئيس محمود عباس، فهو أول من رفض الكفاح المسلح، ويتعرض لعديد الضغوط الدولية.
هنا رسالة لنا كفلسطينين، نحن من رفعنا رؤسنا للسماء حتى كدنا نخرقها عندما ضربت تل ابيب عام 2014، عندما هدد الملثم مطار بن جوريون وطائرات الاحتلال، نحن من خرجنا راقصين مهللين بمسيرات جلجلت الشوارع عند إعلان خطف الجندي شاؤول أرون.
فإن لم نقف موقف رجل واحد رفضا لزيارة هذا الأشهب، فنحن أول من طعن مقاومتنا في ظهرها، فنحن أول من يجرم أنفسنا بالإرهاب.