شبكة قدس الإخبارية

ريم سكر.. سيدة الأمن التي كسرت تقاليد غزة

علي مصطفى

غزة - خاص قدس الإخبارية: في صباح كل يوم جديد تغادر السيدة ريم سكر منزلها الكائن في مدينة غزة، متجهة إلى عملها، تمضي ريم طريقها، لتأدية واجبها بكل كفاءة، لترد على من انتقدها بأنها قادرة على صنع ما عجز عنه الكثيرون في غزة.

وتحقق ريم حلمها كامرأة تعمل بمجال الأمن في غزة التي تعد مدينة محافظة على نحو متزايد، لتقدم الدعم الأمني لأحد فروع البنوك في المدينة، برفقة زملائها الرجال، وذلك في عمل أخذ طابعًا رجوليًا على مر التاريخ.
حلم الطفولة

تستمر ريم في إكمال مشوارها وتحقيق حلمها كأول امرأة في الأمن في غزة التي تعد مدينة محافظة على نحو متزايد، فهي خرجت عن النمطية، وسارت عكس العادات والتقاليد التي يضعها أهالي القطاع على أنفسهم، لتقدم الدعم الأمني لأحد فروع "بنك فلسطين" في مدينة غزة، برفقة زملائها من الرجال، وذلك في عمل أخذ طابعًا رجوليًا على مر التاريخ.

تقول ريم سكر (37 عامًا) لـ"قدس الإخبارية"، "يظن الجميع أن مهنة الأمن تقتصر على الرجال، ولا يجوز عمل المرأة في هذه المهنة، وعملها بها يعتبر منافياً لعادات وتقاليد المجتمع المحافظ، ولكنني قررت أن أكون أول سيدة أمن بالقطاع وضربت كلام الناس بعرض الحائط، لأحقق الحلم الذي راودني منذ بداية دراستي تخصص العلوم الأمنية قبل أربعٍ سنوات".

وتضيف، "عملي داخل البنك يتركز في أوقات الطوارئ وصرف المخصصات المالية، على تنظيم دخول السيدات للبنك، واصطفافهم ضمن طوابير منتظمة، إضافة للحرص على عدم وقوع مشاكل أو مشادات من أي نوع بين العملاء والزوار، كون رجل الأمن لا يستطيع التدخل بالنساء، بالإضافة إلى ذلك أعمل على حفظ أمن البنك بشكلٍ عام، فوجودي يحد من إمكانية حدوث مشاكل بين النساء أثناء تواجدهن داخل البنك".

وتابعت، "لم أتعرض للمشاكل الفعلية خلال عملي، لذلك لا أستخدم القوة أو التدخل البدني لحل أي مشكلة، لكني مؤهلة وجاهزة لذلك في حال فشل الأساليب الدبلوماسية، وسأستمر بهذا العمل الذي أجد به الراحة"، لافتة إلى أنها تلقت كافة التدريبات اللازمة في مقر الشركة الأمنية التي تعمل فيها لتكون على أهبة الاستعداد في حال حصلت اشتباكات جسدية داخل البنك".

وبينت سيدة الأمن أنه وعلى الرغم من استياء البعض من عملها بمجال الأمن وحفظ النظام في قطاع غزة ،إلا أنها لاقت استحساناً وتشجيعاً كبيراً، من عميلات البنك، اللواتي أكدن لها أن وجود سيدة أمن كان خطوة يجب اتخاذها منذ مدة طويلة للقضاء على حساسية تعامل الجنسين في الأمور الأمنية من تفتيش وحفظ النظام، وفض الشجارات.

وأكدت ريم وهي أم لثلاثة من الأطفال أن عملها بمهنة الأمن لا يؤثر على واجباتها تجاه عائلتها، ورعايتها لأبنائها، فهي تهتم بهم، وتراجع لهم دروسهم وواجباتهم، وتمارس حياتها الاجتماعية بشكلها المعتاد مشيرة إلا أنها تتمنى بأن يكون داخل كل مؤسسة خاصة سيدة أمن لحفظ النظام، وعدم احتكاك المرأة بالرجل.

تشجيع العائلة

عائلة ريم لا تعارض عملها في مجال الأمن، وشجعتها على ذلك لتحقيق ما تحلم به وتثبت ذاتها، وفي هذا السياق، تقول العائلة": "عندما بدأت ريم بالعمل لم أعارض ذلك، بل شجعتها أنا وعائلتي، وكنا الداعمين لها على الرغم من نظرة المجتمع السلبية، وكنت أوصلها إلى باب البنك لتشجيعها وتعلم أني أدعهما وأؤيد هذه الخطوة."

الشركة الأمنية التي تعمل بها ريم قررت توظيف النساء لملاحظتها لحاجة بعض الأماكن لسيدة أمن، لأن رجل الأمن في مواقف ليست قليلة يقف عاجزًا أمام ظرف أو مهمة وجدت خصيصًا لامرأة كما أشار المدير التنفيذي للشركة، الذي قال خلال تصريحات صحفية :"خلال عمل طواقمنا داخل البنوك لاحظنا، أهمية وجود سيدة لحفظ الأمن وتنظيم وقوف النساء وفض النزاعات التي تحدث بسبب الفوضى والسيطرة عليها، حيث إن النجاح يتمثل بحل المشكلة قبل حدوثها وليس بعد أن تحدث".

وأكد على أن فكرة عمل النساء ضمن طاقم الشركة مطروحة في منذ عام ونصف، ولكن لم تتقدم لها أية سيدة منذ حينها حتى مجيء ريم وتقدمها للوظيفة، كونها حاصلة على شهادة بالعلوم الأمنية، تؤهلها للحصول على هذه الوظيفة وكيفية التعامل مع النساء لأن مجتمع قطاع غزة محافظ بوجه عام، ويصعب تعامل الرجال مع السيدات، لا سيما في مهام التفتيش أو الاحتجاز في حالة الشك الأمني.

وأوضح أنهم يسعون إلى تكوين طاقم نسائي متكامل، يتكون من 20 سيدة سيتم توزيعهم على المؤسسات التي يكثر فيها وجود النساء كالبنوك والمؤسسات الخيرية والجامعات، وسيتم تدريبهن، لتأهيلهن للعمل في هذه المهنة.